أعلنت سلطة تابعة لولاية ألاسكا الأميركية أنها رفعت دعوى احتكار في محكمة فيدرالية على كل من شركة"ب ب"بريتيش بتروليوم و"إكسون موبيل"، وهما أكبر شركتي نفط مدرجتين في البورصة عالمياً، تتهمهما فيها ب"التخطيط لكبح إمدادات الغاز الطبيعي عن الأسواق الأميركية"، ما يمتن سيطرتهما على إمدادات احتياط"المرتفع الشمالي". وأضافت"هيئة خط أنابيب غاز ألاسكا"ان"الشركتين دخلتا في اتفاقات غير قانونية وصفقات تملك مشتركة في الاسكا"خنقت"إمدادات الغاز الطبيعي الموجود في احتياط هذه الولاية الشمالية الضخم". وتأتي هذه الدعوى لتضيف مزيداً من التعقيدات على جهود تعود إلى 30 سنة لاستخراج الغاز الطبيعي من حقول ألاسكا النفطية، تلبي سنتين من الطلب الأميركي الإجمالي على الغاز الطبيعي. علماً ان إنتاج الغاز من"المرتفع الشمالي"محدود جداً حالياً، كون الغاز الذي يرافق استخراج النفط الخام من الحقول النفطية يحقن في خزانات باطنية بدل ان يذهب إلى الأسواق، في حين ان أسعار الغاز الطبيعي مرتفعة عالمياً. وتأسست"هيئة خط أنابيب غاز ألاسكا"في 1999 وحصلت على 18 بليون دولار ضمانات فيدرالية ورخص بهدف إنشاء خط أنبوب غاز يمتد من"المرتفع الشمالي"حتى"فالديز"في جنوب الولاية، حيث يمكن ان يسيّل ويشحن بواسطة الناقلات النفطية إلى مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة. لكن"ب ب"و"إكسون موبيل"تفضلان بناء أنبوب أطول، يمر عبر كندا إلى غرب وسط الولاياتالمتحدة،"كونه يرفع قيمة الغاز ويوصله مباشرة إلى الأسواق المتعطشة له ويحمي المشروع، الذي تقدر كلفته بنحو 20 بليون دولار، من مخاطر تراجع إيراداته"، بحسب الشركتين. في حين تتهم الهيئة الشركتين بتفضيل الخيار الثاني كونه"يمنحهما حصة أكبر في ملكية الأنبوب، ويعطيهما بالتالي سيطرة أكبر على إمدادات الغاز". ومنذ ذلك التاريخ، تراوح المفاوضات بين الشركتين وسلطات ألاسكا مكانها، في حين وافقت شركة"كونوكو فيليبس"على هذه الشروط في تشرين الأول أكتوبر الماضي، علماً ان"ب ب"و"إكسون موبيل"أنتجتا ما مجموعه 1.7 تريليون قدم مكعب من الغاز في الولاياتالمتحدة في العام الماضي، أي نحو 9 في المئة من الاستهلاك السنوي الأميركي للغاز. واعتبرت الهيئة ان رفض"ب ب"شحن إمدادات الغاز التابعة لحقولها في ألاسكا وتلكؤ"إكسون موبيل"عن تطوير حقولها في الولاية المذكورة هو"تكتل احتكاري"يهدف إلى رفع أسعار هذا المورد الضروري. ونفى المتحدثون عن الشركتين هذه المزاعم. وأشار المتحدث باسم"ب ب"ديفيد ماك دويل"اننا نسعى إلى توقيع عقد مثمر مع ولاية ألاسكا بهدف تحريك المشروع"، مشيراً إلى انه"تم درس مشروع أنبوب الغاز عبر فالديز، ووجد انه غير مجد". يذكر ان التأخير في الاستفادة من احتياط الغاز في ألاسكا تحول إلى مشكلة سياسية، إذ رفع حاكم ألاسكا السابق والتر هيكل شكوى في واشنطن على الشركتين معتبراً ان"طمعهما أدى إلى تأخير تصدير الغاز الطبيعي المسال من ألاسكا، مما يشكل عقاباً للمستهلك الأميركي في ظل ارتفاع أسعار الغاز عالمياً".