أقرت محكمة الاستئناف في الرباط، مساء أول من أمس، اجراء مواجهات بين خمسة متهمين ضمن ما يُعرف ب"مغاربة غوانتانامو"، والمعتقل نورالدين نفيعة الذي يقضي عقوبة بالسجن 20 سنة على خلفية انتسابه إلى"الجماعة المغربية الإسلامية المقاتلة"، كونه واحداً من المغاربة الأفغان الذين كانوا يستقطبون مناصري"القاعدة"وتنظيمات متطرفة في أفغانستان. لكن المتهمين الخمسة محمد مزوز وإبراهيم بن شقرون وعبدالله تبارك ورضوان الشقوري ومحمد أوزار نفوا أي علاقة لهم بتنظيم"القاعدة"بزعامة أسامة بن لادن. وقال تبارك الذي يتابع في حال سراح إن لقبه"أبو عمر"لا علاقة له بأي محاولة للتخفي، وانه اتخذه لأن له أبناً اسمه عمر. ونفى أن يكون عمل في أي فترة في السودان أو في أفغانستان إلى جانب بن لادن، على عكس ما ورد في محاضر التحقيقات الأمنية والقضائية التي وصفته بأنه"الحارس الشخصي لابن لادن"، وانه انتقل معه برفقة عدد من مناصريه إلى السودان، وعمل هناك في مزرعته. وأفاد تبارك أمام رئيس المحكمة انه لم يزر أفغانستان، وكان يقيم في منطقة على الحدود المشتركة مع باكستان التي توجه إليها للعمل ضمن منظمة للإغاثة الإسلامية. وعرض إلى ظروف ترحيله ورفاقه من أفغانستان على متن طائرة عسكرية إلى معتقل غوانتانامو في ظروف غير إنسانية بالغة الصعوبة. وأوضح أن مسؤولين مغاربة زاروه في غوانتانامو الذي كان عبارة عن"جحيم"، لكنه نفى أن يكون تعرض للتعذيب منذ ترحيله إلى المغرب في خريف العام الماضي. من جهته، أفاد المتهم محمد مزوز، الذي لم يشمله الافراج الاحترازي إلى جانب إبراهيم بن شقرون، انه توجه إلى باكستان بهدف الزواج ولم يكن ينتسب إلى أي تنظيم متطرف. وروى أمام المحكمة تفاصيل استنطاقه في معتقل غوانتانامو، حيث تعرض إلى فحص دقيق عبر أجهزة كشف الكذب، شمل قدراته العقلية والجسدية حيال إمكان تنفيذ أعمال تخريبية. وأضاف ان أطباء في غوانتانامو كانوا يجرون الفحص لمساعدة القوات الأميركية في التحقيقات. ووصف طريقة ترحيله ورفاقه المغاربة بأنها تمت"مثل تسليم صفقة مخدرات"، في اشارة إلى تعصيب عيونهم ووضع القيود على أيديهم خلال الرحلة الطويلة. بينما أكد المتهم محمد أوزار المتابع في حال سراح انه اصيب بأمراض نفسية مزمنة بسبب ظروف اعتقاله القاسية في غوانتانامو، وان المحققين الأميركيين كانوا يناولونه أدوية يجهل نوعيتها ومفعولها. ولم يسمح له بالتحرك خلال الرحلة التي أقلته من غوانتانامو إلى الرباط. وأفاد المتهم رضوان الشقوري أنه اعتقل في فترة توالي القصف الأميركي على أفغانستان، واصيب بكسر في يده ابان اقامته في جلال آباد، إذ سقط فاقد الوعي ونقل إلى معسكر اعتقال في قندهار كان يشرف عليه الأميركيون، لكنه اعترف أن صهره نورالدين نفيعة كان يتاجر في الأثواب، وأمده بأموال لإقامة تجارة مماثلة ابان وجودهما معاً في تركيا، مؤكداً أنه لم ينتسب إلى أي تنظيم متطرف. وكانت جلسات المحكمة التي تواصلت الى ساعة متقدمة ليل الاثنين عرضت الى صلاحيات المحكمة في درس ملفات المتهمين، كونهم انتقلوا الى خارج المغرب، وان التهم الموجهة اليهم لجهة تشكيل عصابة اجرامية ومحاولة اقامة امارة اسلامية على غرار نظام"طالبان"والتخطيط لأعمال ارهابية كانت موضع نفي قاطع من المتهمين كافة. وقال المحامي عبدالفتاح زهراش ان السلطات الاميركية جردت المتهمين من الامتعة والوثائق التي كانوا يحوزن عليها خلال اعتقالهم، اضافة الى جوازات سفرهم، مؤكداً ان وقائع المتابعة القضائية كان يجب ان تتم في باكستان، مكان اعتقال المتهمين. وساد جدل بين الدفاع والادعاء العام حول الاختصاص المكاني والزماني في محاكمات من هذا النوع ينتظر ان تبدأ فصولها الأكثر إثارة في غضون اجراء المواجهات بين المتهمين والمعتقل نور الدين نفيعة. الى ذلك، توقعت مصادر قضائية ان تسلم السلطات البلجيكية الى الرباط مطلوبين الى العدالة، على خلفية أحداث الدار البيضاء والانتساب الى تنظيمات ارهابية. وقالت ان تسليم المطلوبين محمد الحسكي واحمد الحكيمي سيتم قريباً في ضوء تبادل المعلومات والتزام اتفاق تبادل المطلوبين.