سعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في مستهل جولتها الأوروبية في لندنوبرلين أمس، إلى طمأنة حلفاء واشنطن ومحاولة كسب المزيد من الدعم في الحرب على العراق ونشر الديموقراطية في العالم العربي. راجع ص 8 والتقت رايس في برلين المستشار الألماني غيرهارد شرودر الذي أكد في مؤتمر صحافي مشترك مع الوزيرة الأميركية أن"لا خلاف مع واشنطن على نشر الديموقراطية في العالم، وإنما على الوسائل المستخدمة لذلك". وشدد على أن أوروبا، خصوصاً ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، تبذل كل جهد ممكن حتى تلتزم الدول المعنية، مثل ايران، بالقانون الدولي"عبر الوسائل السلمية والديبلوماسية". من جهتها، قالت رايس إن النظام الايراني لم يظهر الى الآن اي استعداد لعدم تطوير قدراته النووية، معتبرة ان الدول الاوروبية الكبرى الثلاث منحت ايران فرصة"يجب أن تأخذها على محمل الجد". وفي الشأن العراقي، شكرت رايس ألمانيا على مساهمتها في اعادة الاعمار في هذا البلد، فيما ابدى شرودر استعداد بلاده لزيادة المساعدات المتعلقة بتدريب الشرطة والدرك هناك، وحتى اعادة بناء الادارات الرسمية والوزارات،"في حال طلبت السلطات الرسمية العراقية ذلك". وفي شأن الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، رأى شرودر أن ثمة فرصة للسلام على واشنطن ألا تفوتها. ووصلت رايس الى برلين قادمة من لندن حيث ركزت في محادثاتها مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ونظيرها جاك سترو على الشأن الايراني. وأكدت أن لا رغبة لدى الولاياتالمتحدة حالياً في الهجوم على إيران، بل ترغب في الحوار مع طهران عبر الاتصالات الدائرة حالياً بين الجانب الاوروبي والمسؤولين الايرانيين. لكن الوزيرة نددت ب"الحصيلة المخيفة"التي يسجلها النظام الإيراني في مجال انتهاك حقوق الإنسان. وإلى جانب الملف النووي، اعتبرت رايس أن هناك ملفات أخرى تقلق الإدارة الاميركية وترغب في تحقيق تقدم في حلها، أولها:"دعم إيران للإرهاب، الامر الذي يعرقل عملية السلام في الشرق الأوسط"، مشيرة إلى دعم إيران ل"حزب الله"في لبنان، و"حماس"في الاراضي الفلسطينية. أما الثاني فيتناول علاقة إيران بجيرانها كأفغانستان والعراق"وهذه العلاقة لا بد من أن تكون شفافة ومتينة على أساس احترام وسيادة واستقلال هذه الدول وعدم التدخل في العملية الديموقراطية. من جهته، اعتبر سترو ان"رياح التغيير بدأت تهب على المنطقة"، وقال:"بدأنا نشعر بهذه الرياح، وها نحن نرى اليوم تغييرات مهمة تحصل في المملكة السعودية، وستحصل في المستقبل". وتصل رايس إلى أنقرة اليوم، للقاء نظيرها الروسي سيرغي لافروف. وأكدت الخارجية التركية أن لقاء رايس - لافروف تم ترتيبه بين واشنطن وموسكو من دون تدخل تركي، بعدما تعذرت زيارة رايس لموسكو ضمن جولتها الحالية.