برلين - أ ف ب - اطلقت المانيا حملة ديبلوماسية لتتناسب مع "المسؤوليات الدولية" الجديدة التي يطمح المستشار غيرهارد شرودر الى أن تلعبها بلاده، وسيقوم وزير خارجيته يوشكا فيشر بجولتين متعاقبتين في آسيا والشرق الاوسط. وينتظر وصول فيشر الجمعة إلى باكستان على خطى نظيره الاميركي كولن باول. ويتوجه السبت الى طاجيكستان المحاذية لأفغانستان. وسيبدأ الاثنين القسم الثاني من جولة تقوده إلى ايران والسعودية واسرائيل والأراضي الفلسطينية، مع محطة في باريس لعقد قمة فرنسية - المانية غير رسمية. وما ان يعود الوزير الى المانيا حتى يبدأ شرودر في 28 تشرين الاول اكتوبر زيارة للهند والصين، تتخللها محطة لبضع ساعات في إسلام آباد. وتركز برلين مساعيها في منطقتي النزاع اللتين تعتبران البؤرتين الرئيسيتين للإرهاب وهما آسيا الوسطى والشرق الأوسط. ولطالما شددت برلين على أن الشق العسكري من الرد على اعتداءات 11 ايلول سبتمبر لن يكون كافياً وحده. وفي موازاة ذلك، تستعد المانيا للمشاركة في العمليات العسكرية. وأعلن شرودر الثلثاء ان هذه المشاركة باتت قريبة. وأوردت صحيفة "بيلد" ان الجيش الألماني قد ينشر في باكستان وحدات متخصصة في رصد الاسلحة النووية والجرثومية والكيمياوية، غير ان مصادر رسمية نفت هذه المعلومات. وأضحت باكستان عنصراً أساسياً لأي مساع لإحلال الاستقرار في المنطقة، وهي الدولة الوحيدة التي تقيم علاقات ديبلوماسية مع نظام "طالبان". غير انها في الوقت ذاته معرضة للخطر، بسبب انضمام الرئيس الباكستاني برويز مشرف الى الائتلاف الدولي ضد الارهاب وتأييده الضربات الأميركية في افغانستان. لهذا السبب وعد باول إسلام آباد بزيادة المساعدة الاقتصادية والأخذ في الاعتبار مصالحها، في ما يتعلق بمستقبل افغانستان وكشمير. وستكون هذه المواضيع في صلب زيارتي شرودر وفيشر. وكان وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين صرح مساء الاثنين في ميونيخجنوبالمانيا في اعقاب اجتماع عمل مع نظيره الألماني ان من بين الأولويات الأوروبية "ايجاد حل لأفغانستان الغد". ويؤيد الوزيران على غرار الاميركيين تشكيل حكومة وحدة وطنية في كابول، مع احتمال عودة الملك السابق محمد ظاهر شاه المقيم في روما، خلال مرحلة انتقالية تقود إلى الديموقراطية. واستقبل ظاهر شاه هذا الاسبوع كلاً من فيدرين ووزير الخارجية الايطالي ريناتو روجيرو، إضافة الى وزير الدولة الالماني للشؤون الخارجية يورغن شروبوغ. ومن المحتمل ان يلتقي فيشر في طاجيكستان وزير الخارجية في الحكومة الافغانية في المنفى عبدالله عبدالله، وفق ما أعلنت السفارة الافغانية التابعة للمعارضة في دوشانبه. وستتناول محادثات فيشر كذلك المساعدة الانسانية. وسيبحث خلال جولته مسائل فتح الحدود امام اللاجئين الافغان واقامة مناطق آمنة وإمكان نقل المساعدة الى داخل افغانستان. وفي الشرق الاوسط سيستأنف فيشر دور الوساطة من أجل السلام، مفيداً في ذلك من "موافقة تامة" من واشنطن، على حد تعبير المستشار الألماني. وسيواصل فيشر جهوده من اجل اقناع الطرفين بالعودة الى طاولة المفاوضات، وهو الذي يحظى بثقة الفلسطينيين واسرائيل التي تدعمها المانيا بشكل ثابت.