جرت العادة, ضمن مبادئ لعبة تلفزيون الواقع, أن تبقى أمور العالم الخارجي بعيدة من أسوار السجن الاختياري والقلعة المحصنة التي يعيش فيها المشتركون. إلا أن الأزمة التي شهدها لبنان أخيراً, والتحولات التي طرأت على الساحة المحلية إثر اغتيال الرئيس الحريري, كان لا بد من أن تحمل بعض التأثيرات على برنامج"ستار أكاديمي", كما حال البرامج الفنية الأخرى. وبعد الانتقادات التي وجّهها بعضهم إلى"المؤسسة اللبنانية للإرسال"بسبب مواصلتها بث البرنامج في هذه الظروف العصيبة, هناك من رأى في تخصيص حلقة"وطنية"من"ستار أكاديمي"أوّل من أمس, محاولة حذقة من القناة لاستدراك الحدث, ومواكبة الوضع المتأزم الذي يعيشه لبنان. وهناك من وجد في هذه الصحوة الوطنية المتأخّرة, خطوة ترويجية لا تخلو من المهارة. خطوة إيجابية؟ أما المشاهدون فتجاوبوا في جزء أساسي منهم مع مبادرة LBC التي خرقت قوانين اللعبة, فأشركت الطلاب في الحدث, وتركتهم يواكبونه بطريقتهم الخاصة. فماذا لو تمّ الحفاظ على شروط اللعبة, وحجب ما يحدث في الخارج عن طلاب الأكاديمية؟ أكان الأفضل أن تأتي حلقة"البرايم"أوّل من أمس, عادية فتحمل كعادتها الكثير من"الطقش والفقش"؟ هل كان الحلّ هو ايقاف بث البرنامج؟ قد تختلف الاجابات, لكن الأكيد أن"ستار أكاديمي"عرف كيف يخرج بصورة لائقة, غير مفتعلة, وبأقل أخطاء ممكنة... والحلقة التي أرادها"تحية للبنان الذي يمر في مرحلة حرجة", جاءت ضمن إطارها المناسب. حلقة مشحونة بالعواطف الوضع في استوديوهات LBC في أدما, خلال سهرة"البرايم"الأخيرة, لم يكن عادياً. وكان للحاضرين أن يلمسوا فارقاً واضحاً بين السهرة الأخيرة والسهرات السابقة. وأخيراً استعادت"ستار أكاديمي2"شيئاً من أجواء"الهستيريا"التي ميّزت سهرات البرايم في الموسم الماضي... لكن بدلاً من أن يحمل الحاضرون, كما درجت العادة, صور الطلاب الذين يريدون تشجيعهم, رفعوا هذه المرّة الأعلام اللبنانية... ما عدا بعض الصور التي شجعت بين الحين والآخر سامر, المشترك اللبناني الذي كان في مرحلة الخطر, وأحمد الشريف, نجم الموسم الماضي..."البرايم"كان مشحوناً بالعواطف, ولعب الانفعال دوراً بارزاً في الحلقة التي شهدت نسبة مشاهدة عالية. الافتتاح افتتحت الحفلة بفيديو كليب أغنية وطنية, حملت عنوان"لا ما خلصت الحكاية", وأداها كل من وائل كفوري وهيفا وهبي, ونوال الزغبي, وأمل حجازي والشحرورة صباح وحنين ونانسي عجرم وزين العمر ومايا نصري وملحم زين وعبد الكريم الشعار ومي حريري... كما شهدت الحلقة عودة طلاب الدفعة الأولى, وكان لعودتهم ميزة خاصة... برونو وسينتيا وأحمد وبشار وميريام وبهاء وصوفيا... أعطوا الحلقة وهجاً خاصاً, ولاقوا ترحيباً من مشجعين اشتاقوا إليهم, ولمسوا حجم الشعبية التي يتمتعون بها, وقدرة بعضهم على سلوك درب"النجوميّة". حُضّرت الحلقة في 3 أيام, بعد تعديلات كثيرة, وتغيير في أسماء الضيوف... علماً أن حضور وديع الصافي ونجوم"ستار أكاديمي 1", لم يؤكد حتى يوم الخميس. وجاءت ناجحة فنياً على أكثر من صعيد: الطلاب أحرزوا تقدما, وتفاعلوا مع الأغاني بالشكل المطلوب. كما كان لمشاركة الفنان وديع الصافي وقعها على المشاهدين, هذا فضلاً عن الأغاني المختارة التي جمعت مسرحيات رحبانية وأغاني وطنية ملتزمة:"زرعنا تلالك","خضرا يا بلادي خضرا","لبيروت","أنا بتنفس حرية","يا أهل الأرض","راجع يتعمر لبنان","موعدنا بأرضك يا بلدنا","يا لبنان دخل ترابك","أنا بتنفس حرية","بحبك يا لبنان"... وفي نهاية البرايم, وبعد حصول المشترك البحريني أحمد صلاح الدين على أعلى نسبة تصويت, اختار الطلاب المشترك اللبناني سامر الذي حظي بتشجيع لافت. وخرجت المشتركة السورية جوي من اللعبة... وعند باب الاستوديو, سمع أحد الحاضرين يسأل صديقه بعد نهاية الحلقة, إذا كان لنتيجة التصويت أي ارتباط بالأحداث السياسية الراهنة!...