تخرج باسل خياط في المعهد العالي للفنون المسرحية في سورية عام 1999 وشارك في بطولة غير مسلسل تلفزيوني عُرض في أكثر من قناة فضائية عربية، وكان له باع طويلة في السينما السورية على رغم قلة الإنتاج السينمائي وسيطرة الإنتاج الحكومي، فشارك في بطولة فيلمين روائيين طويلين: الاول"قمران وزيتونة"من اخراج عبد اللطيف عبد الحميد، والثاني"رؤى حالمة"لواحة الراهب، إلى جانب فيلم روائي قصير من اخراج بسام كوسا، وجاءت المشاركة الأهم له من خلال فيلم"باب الشمس"من اخراج يسري نصر الله الذي حقق نجاحاً كبيراً واختارته مجلة"تايم"الاميركية واحداً من أفضل عشرة أفلام في السينما العالمية لعام 2004 . حول دوره في الفيلم والصعوبات التي واجهته وجديده الذي يستعد له التقته"الحياة"أثناء زيارته القاهرة وأجرت معه الحوار الآتي: كيف وقع اختيار يسري نصر الله عليك لتجسيد شخصية خليل في"باب الشمس"؟ - تم اختياري من خلال اختبار كاستينغ أجري في سورية. في البداية لم أكن مرشحاً لتجسيد شخصية خليل، وإنما لدور آخر لا أعرفه، ولكن بعدما اجتمعنا وأجرينا تدريبات وارتجالات كثيرة أمام الكاميرا، اخبرني المخرج انه اختارني لتجسيد هذه الشخصية وهي شخصية مركبة تحتاج الى ممثل ذي خبرة. تقرب كيف جاء استعدادك لتجسيد الدور؟ - بداية بالتقرب أكثر في موضوع القضية الفلسطينية، والخروج من إطار الهالة الإعلامية في الصحف والتلفزيون، والتقرب من شخصيات فلسطينية موجودة في سورية، والبحث أكثر في تاريخ القضية، والإلمام بتفاصيل الحياة، ومذكرات بعض الشخصيات التاريخية الفلسطينية، ليكون التقرب أقرب إلى الأحاسيس والمشاعر. أما بالنسبة الى الأداء فبمساعدة المخرج يسري نصر الله. كانت لديّ رغبة في أن يكون نوع الأداء مع خليل مركزاً على الوجه والعينين، خصوصاً في المرحلة الاخيرة التي رأيناه فيها كبيراً وأصبح متخفياً في جثة يونس في المستشفى. ما المشاهد التي بذلت فيها مجهوداً أكثر من الأخرى؟ - مشاهد المستشفى في الجزء الأول الرحيل لأنها كانت المشاهد الأولى في التصوير، إذ كان خليل يحكي القصة وهذا صعب جداً بالنسبة الى الممثل لانه يمثل السرد ولا توجد حالات شعورية يعبِّر عنها لأنه يحكي قصة يونس، من خلاله! أول مرة هل كانت لك تجارب سابقة مع أحد من فريق العمل؟ - هذه أول مرة، وعلى رغم وجود ممثلين سوريين إلا أنني لم ألتقهم في اي عمل من قبل. وهذا الأمر لم يكن صعباً بالنسبة إليّ، ولكن المشكلة أن الممثل مع بداية التصوير يكون خائفاً من أي شيء مثل الكاميرا، والمخرج، والمصور، والإضاءة، لأنه يكون مثل الطفل الذي يحاول أن يحبو، والإحساس المفرط بالمسؤولية يجعل هذا الموقف أكثر خوفاً. هل تعتبر دورك في الفيلم نقلة في مشوارك الفني؟ -"باب الشمس"سيأخذ أهميته بعد فترة كبيرة من الزمن، مثل أفلام كثيرة في العالم. واختيار مجلة"التايمز"الفيلم من بين أفضل عشرة أفلام اعتبره بداية نجاح، كما كان استقبال الناس له رائعاً أثناء وجودنا في مهرجان"كان"العام الماضي. وبالنسبة إليّ اكتسبت خبرة في التعامل مع شخصية صعبة جداً من هذا النوع لا يدركها إلا العاملون في هذا المجال، اضافة الى أنني عملت مع مخرج كبير له سمعته مثل يسري نصر الله، من دون ان ننسى أن الفيلم يكتسب اهميته الفنية من خلال موضوعه، لانه اول فيلم عربي يحكي عن هذا الموضوع في شكل شامل الى حد ما، ويتعامل مع القضية الفلسطينية من دواخل الافراد وليس من خلال الشعارات والأفكار والمشتهى، وكان لديّ شرف أن أعمل مع الممثلة الكبيرة الفرنسية بياتريس دال. اختيار هل توجد مقومات ما في اختيار شخصياتك التي تجسدها على الشاشة؟ - أنا منتشر سلفاً في سورية، وعلى رغم عدم وجود سينما إلا أنني ممثل تلفزيوني معروف وتجاوزت مرحلة الانتشار من خلال السنة الأولى والثانية بعد التخرج. في التلفزيون اختار أدواري تماماً، أما السينما فهي غير محسوبة لأن الإنتاج السينمائي ضئيل وأنا كنت محظوظاً لأنه كانت لي مشاركات في الافلام السورية، أما بالنسبة الى العمل مع يسري نصر الله وفي هذا الفيلم تحديداً فهو فرصة لأي ممثل طموح وصاحب مشروع. هل تشترط أن يكون لدورك في العمل مساحة معينة؟ - لا أحب تجسيد أدوار يمكن لأي أحد تجسيدها، ويهمني الدور ولا أقصد حجمه ولكن اسلوبه وبناءه الدرامي وإحساسي بالقدرة على تجسيده وأيضاً يهمني موضوع العمل ككل لأنه من الجائز أن تجد دوراً جيداً في عمل غير جيد، وعلى رغم وجود سلبيات كثيرة في شخصية خليل الا انني قدمت الدور بأسلوب خاص. هل كثرة العمل التلفزيوني يمكن أن تحرق الممثل الذي يرغب في الوجود السينمائي بقوة؟ - سعيت لمرحلة الانتشار في التلفزيون عقب التخرُّج، أما الآن فإنني أقدم في التلفزيون السوري مسلسلين في العام، وهو مقارنة مع زملاء كثيرين عدد قليل لأن هناك من يقدم ستة مسلسلات في السنة، والحمد لله أنني عملت في افضل أعمال التلفزيون في سورية وهي المسلسلات التي حققت انتشاراً ونجاحاً كبيرين ليس في سورية فقط ولكن في اكثر من قناة ومحطة عربية. وقدمت هذا العام فيلم ديجيتال عنوانه"أحلام كبيرة"من اخراج حاتم علي وهي تجربة اولى في هذا المجال، وهناك توجه هذا العام لفتح مشروع سينما خاصة وانتاج خاص في سورية. من تعتبره مثلك الأعلى في التمثيل؟ - في البداية لم يكن لدي أي مثل أعلى نهائياً، لأنه في شكل عام لا يوجد لدي مثل أعلى سواء في الرواية ام الشعر أم الفن، وعندما بدأت أفهم معنى التمثيل أكاديمياً، أصبحت أفضل اشخاصاً في التمثيل، ومنهم من مصر عمر الشريف، الذي بغض النظر عن الصبغة العالمية أراه ممثلاً قوياً جداً، وهذا هو السبب الرئيسي في وصوله الى العالمية، وليس بسبب معرفته الانكليزية، كما أحب محمود مرسي، وعبدالله غيث. ومن سورية خالد تاج وبسام كوسا. ذكاء هل تستهويك نوعية أدوار معينة؟ - أحب الأدوار التي تحتاج الى تمثيل وذكاء في التعامل معها مثل الأدوار التي يلعبها أحمد زكي، ويمنحها طابعه الخاص، واعتقد أن سر تميز آل باتشينو أو روبرت دي نيرو أو مارلون براندو، وبعض الممثلين العرب أنهم يضعون طابعهم الخاص أو نكهتهم في أدوارهم. ماذا تعني لك النجومية؟ - هي حال آنية وغير دائمة وتستمد ضوءها ولمعانها من خلال مصدر، اذا لم يتواجد فلن تتواجد النجومية، والمصدر قد يكون موهبة او دعاية مسؤولة عنها شركات معينة، أو صفات خاصة. بالنسبة الى 80 في المئة من النجومية شيء أقرب إلى السلعة، ومن خلال النجم يمكنك أن تجني أموالاً، ولكن النجومية الحقيقية تُكتشف بعد فترة من الزمن كما في فيلم"باب الشمس". ألم تفكر في الإقامة والعمل في القاهرة. - أفكر في الإقامة في القاهرة عندما تأتيني فرصة عمل جيدة، أما أن أجلس هكذا من دون شيء فلا، بعد ما وصلت إليه في بلدي. ومن الصعب ان أتنازل عنه. من هنا اردد انه عندما تأتيني فرصة عمل مع مخرج جيد، وبنص جيد، افكر في الإقامة في القاهرة لأنها اولاً وأخيراً المركز من دون شك.