سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"كنا نصرخ على مدى اعوام لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي في اذان لا تسمع في الغرب" سعود الفيصل : السعودية الضحية الاولى للارهاب وتلاحق مصادر تمويله وتدريبه ووجوده
أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ان المملكة العربية السعودية تشن"الحرب الضروس"على الارهاب والارهابيين"من خلال"ملاحقة مصادر تمويلهم وتدريبهم ووجودهم"واعتبر ان بلاده هي"الضحية الأولى للارهاب"، مفنداً ما يُشاع في بعض الأوساط الغربية من"أن المملكة، أو الاسلام، مصدر الارهاب في العالم". وشدد الوزير على أن"احدى الحقائق المسلم بها التي تغذي الارهاب، هو الظلم الفادح الذي يرتكب ضد الفلسطينيين خلال النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي". وقال"على مدى سنوات كنا نصرخ في أذان لا تسمع في الغرب"، وانه"ينبغي حل هذا النزاع على أسس عادلة ونزيهة والا سيكون عاملاً مغذياً لعدم الاستقرار في المنطقة". واضاف:"لسوء الحظ لم يؤد عناد اسرائيل، في تحديها القانون الدولي وبنائها المستوطنات غير المشروعة بالاضافة الى إذلالها الشعب الفلسطيني ونشرها الخوف في الأراضي المحتلة، إلا الى زيادة التطرف وتعديل الجهود الدولية لحل هذه الأزمة". واشار الى ان ما شهده هذا الشهر، من تقارب بين القادة الاسرائيليين والفلسطينيين، يعتبر"فرصة سانحة لدفع عملية السلام قدماً". وتحدث الأمير سعود الفيصل، والى جانبه نظيره البريطاني جاك سترو، في افتتاح المنتدى السعودي - البريطاني"مملكتان... في مواجهة التحديات"وبحضور الأمير تركي الفيصل سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وايرلندا والأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز ووزير التجارة والصناعة السعودي الدكتور هاشم يماني وأعضاء الوفد المرافق والبارونة سيمونز وزيرة الدولة للشؤون الخارجية البريطانية المسؤولة عن الشرق الأوسط. وفي الكلمة التي وصفها الأمير تركي الفيصل بأنها"وضع النقاط على الحروف"رد وزير الخارجية السعودي على الانتقادات التي توجه الى المملكة العربية السعودية معتبراً ان"صديقك من صدقك وليس من صدقك". وأولى القضايا التي تتمحور حولها الانتقادات الغربية، وهي"ان نظامنا السياسي مختلف وأننا لا نشدد كثيراً على قضايا حقوق الانسان، خصوصاً حقوق المرأة، كما ان الديموقراطية طال انتظارها". وقال عن اتهام المملكة بتبديد الاموال الوفيرة والاسراف والتبذير:"لعل من الأصح انتقادنا على الانفاق الوفير على تحقيق الرفاهية الاجتماعية". وشدد على ان"فهمنا للغرب مبني أولاً، ومن منظور تاريخي، على ان هناك مشكلة صدقية ومعايير مزدوجة، وبالاضافة الى اننا نشعر بأن عدداً من المصاعب التي نواجهها في الشرق الأوسط، خصوصاً الصراع العربي - الاسرائيلي، هي نتاج سلسلة من الوعود الكاذبة التي أدت الى تقسيم منطقتنا وأهلنا بشكل تعسفي". وثانيا، ثمة انطباع في صفوف مواطنينا بأن تقليد المجتمع الغربي القائم، من منظورهم، على التهافت على المادة وضياع القيم الروحية،"لن يؤدي الا الى بيئة فاسدة وتفكك في النسيج الأخلاقي للمجتمع". وثالثاً، ثمة انطباع في وجدان شعوب منطقتنا بأن دعوة الغرب الى الاصلاحات السياسية والاجتماعية، التي هي غريبة عن بيئتنا،"لا تهدف الى سلامة ورفاهية الشعوب انما الى اقامة هيمنة سياسية في أحسن الأحوال، أو الى تحويل مجتمع متدين الى مجتمع فاسد". واعتبر"ان أفضل الطرق لتحقيق أقصى درجات التعاون، هي الاجتهاد لتصحيح هذه المفاهيم والانطباعات"مضيفاً ان الاسلوب الأمثل هو نسيان الماضي والتعامل مع الوضع الراهن كما هو من أجل احداث التقدم. وشدد على أن هذا الأمر يتطلب جدية وحياداً تاماً في تعامل المملكة المتحدة وبقية الدول الغربية مع الصراعات في المنطقة العربية. ورد الأمير سعود الفيصل على الادعاءات الغربية التي أشار اليها، بدءاً بالادعاء حول استخدام الثروة، مشيراً الى فترة الثمانينات ومستذكراً زيارة العديد من الخبراء الماليين للمملكة العربية السعودية لمساعدتها في طريقة انفاق أموالها، و"كان الحل الرئيسي آنذاك يرتكز على مفهومين: امتصاص رأس المال، واعادة التدوير". وقال"سادت حينها النظرية التي كانت تقول ان تكديسنا المتتالي للثروة أدى الى أزمة في امتصاص رأس المال". واضاف ان"المرحلة الأولى التأسيسية للبنية التحتية للتنمية في المملكة استنزفت جزءاً كبيراً من رأس المال، بينما تكفلت حرب الخليج الثانية بالجزء الباقي". الديموقراطية وحقوق المرأة واعتبر الأمير سعود الفيصل ان اكثر المفاهيم التي تعيق التعاون الكامل بين المملكة المتحدة والغرب عموماً هي تلك التي تتعلق بالاصلاح السياسي والارهاب الدولي. وشدد على انه"للوصول الى التفاهم لا بد من التوافق حول تعريف أعمق للمفاهيم أو المصطلحات واستخداماتها بعيداً عن معانيها المجردة ونحن حالياً، نتحدث عن مفاهيم مثل الديموقراطية والحرية وحقوق الانسان، مع غياب كامل للمحتوى التاريخي أو التطبيق اليومي لها". الاصلاح السياسي وسرد الأمير سعود الفيصل عرضاً تاريخياً لوصول الاصلاح والديموقراطية ومشاركة المرأة في بريطانيا والغرب مؤكداً"اننا في المملكة العربية السعودية نؤمن بضرورة الاصلاح السياسي، ولكن ينبغي ان يكون متدرجاً وان يفي بمتطلبات شعبنا ويحافظ على نسيجه الاجتماعي، ولتحقيق هذه الغاية أصدرنا القانون الاساسي للحكم، وبدأنا مشروعاً للحوار الوطني وزدنا عدد اعضاء مجلس الشورى الذي توسعت صلاحياته لتشمل مراجعة التشريعات ونشرها، ونتيجة ذلك، انضم المجلس الى الاتحاد البرلماني الدولي". انتبهوا يا رجال وأشار الى الانتخابات البلدية، والى تصريح وزير الشؤون الاسلامية انه لا يوجد في الاسلام ما يحظر على المرأة المشاركة في الانتخابات، كذلك الى توصية المفوض العام للانتخابات بمشاركة المرأة في الانتخابات المقبلة، مؤكداً ان دور المرأة شهد تغييراً سريعاً وان النساء سيدخلن السنة الجارية وزارة الخارجية السعودية"فانتبهوا يا رجال". اما بالنسبة للارهاب، فشدد الأمير سعود الفيصل على ان المفهوم الأوروبي خاطئ، لأنه يحيل الاستثناء في السعودية الى قاعدة. لأن الأقلية هي المتطرفة، بينما المجتمع وبشكل عام هو مجتمع متدين. واشار الأمير الى أهمية العمل على بناء عراق موحد ومستقر يعيش بسلام مع نفسه وبانسجام مع جيرانه. من جهة اخرى، قال انه"على قناعة تامة لأسباب تاريخية وواقعية بأن المملكة العربية السعودية وبريطانيا مؤهلتان للتعاون لتصبحا أداة فاعلة للتعامل مع مختلف القضايا مثل الظلم الفادح والفقر والأمراض والقلاقل الاجتماعية والنزاعات المسلحة وانتشار الارهاب الدولي". وعدد الأمير سعود الفيصل بعض العوامل المشتركة التي تحكم علاقة البلدين الوطيدة مثل التجارة، حيث تعتبر السعودية اكبر سوق تجارية للبضائع البريطانية، والاستثمارات البريطانية في المملكة والتي تعتبر في المرتبة الثانية. هذا بالإضافة الى ان الآلاف من المسلمين البريطانيين يتجهون الى مكةالمكرمة كل عام واكثر من 30 ألف بريطاني يعملون ويعيشون في السعودية. من جهته شدد جاك سترو على عمق الصداقة التي تجمعه مع الأمير سعود الفيصل، وعلى متانة العلاقة البريطانية - السعودية وصلابتها. معتبراً انها السعودية في قلب العالم العربي وان اقتصادها من أهم دعائم الاقتصاد في الشرق، مشيداً بدورها في استقرار النظام الاقتصادي العالمي، وفي نشر الاستقرار في المنطقة ومحاربة الارهاب. وأضاف سترو:"نحن نرفض فكرة ان هذا العنف له ما يبرره في الدين الاسلامي، والذي نعلم بأنه دين سلام وتسامح واحترام". مؤكداً ان الجهات المعنية بتطبيق القانون في المملكتين تعمل على الضرب اكثر من أي وقت مضى في مواجهة تهديد الارهاب. ورحب سترو في رد على سؤال ل"الحياة"بفكرة الأمير عبدالله بتأسيس مركز يعنى بالارهاب، مؤكداً ن هذه الفكرة ستطرح في لقائه مع الأمير سعود الفيصل. وأشار الى"المؤتمر الفلسطيني"الذي سيُعقد الاسبوع المقبل في لندن برعاية رئيس الوزراء البريطاني. وقال:"أعلم واتفهم مدى أهمية قضية السلام بالنسبة الى جميع سكان المنطقة، تماماً كما هي بالنسبة للمجتمع الدولي بأسره، فإلى جانب المأساة الانسانية الناجمة عن هذا الصراع، فإن حالة من الجمود في عملية السلام في الشرق الأوسط، اضعفت ايمان الشعوب بالسياسة وبمدى قوة الحلول التي يتم التوصل اليها عن طريق الحوار. ومن هنا فقد كان الصراع في الكثير من الاحيان مصدراً للراديكالية وعائقاً أمام التغيير الايجابي في الشرق الأوسط ككل. وشارك سترو نظيره السعودي رأيه حول مدى الوقت المتطلب للاصلاحات، حيث ان بريطانيا لا تزال تقوم بتغيير قوانين قديمة ولا يتفق عليها الجميع. معتبراً ان بريطانيا والسعودية دولتان مختلفتان تماماً، لكنهما تشتركان بالتحدي في مواجهة التغيير. وقال سترو"ان عملية التغيير في السعودية في القرن الماضي مذهلة بكل معنى الكلمة. فبينما كانت تعتبر بلداً في حال ركود، أصبحت اليوم حجر الاساس في الاقتصاد العالمي، حيث عمل النمو الاقتصادي والتنمية على تغيير حياة الملايين من المواطنين السعوديين. مشدداً على انه ليس باستطاعة أحد من الخارج ان يبلغ دولة اخرى كيف يمكنها متابعة عملية التغيير. هذا، ومن المنتظر ان يلقي الأمير سعود الفيصل اليوم خطاباً في المركز الاسلامي في اوكسفورد.