تناولت المحادثات التي اجراها كبار المسؤولين السعوديين مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أمس في الرياض، العديد من المواضيع الثنائية والامنية والسياسية المتعلقة بسبل احياء "خريطة الطريق" للسلام في المنطقة والوضع في العراق، وهو ما اشار اليه وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل وسترو في مؤتمرهما الصحافي المشترك امس. وعلى رغم ان محادثات سترو في الرياض تناولت مختلف المواضيع والقضايا المشتركة الا ان الهدف الرئيسي من زيارته للعاصمة السعودية كان طرح افكار بريطانية جديدة بشأن اعادة احياء خريطة الطريق للسلام بين الفلسطينيين واسرائيل. ورحب وزير الخارجية السعودي بهذه "الافكار" معرباً عن أمله في ان تؤدي الى معاودة مفاوضات السلام. واوضح سترو رداً على سؤال ل"الحياة" بشأن هذه الافكار بأن ما يسعى اليه هو "ايجاد روح وحياة جديدة لخريطة الطريق التي نلتزم بها". وكان ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز التقى سترو قبيل مغادرته الرياض مساء متوجها الى ابو ظبي، كما التقاه النائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الامير سلطان بن عبدالعزيز. وزار الوزير البريطاني مجلس الشورى واجتمع مع رئيسه الدكتور صالح بن حميد واعضاء لجنة الشؤون الخارجية فيه وتم الاتفاق على تعزيز الزيارات والاتصالات بين مجلس الشورى ومجلس العموم البريطاني. وعقد سترو اجتماعاً أمس مع مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز الذي يتولى ملف مكافحة الإرهاب، واعلن في مؤتمره الصحافي انه يسعى إلى زيادة وتعميق التعاون الأمني بين بلاده والسعودية مشيداً بجهودها في مكافحة الإرهاب، وقال "نقدر التصميم الذي تظهره المملكة في محاربة الإرهاب ونسعى إلى تعميق وزيادة التعاون الثنائي القائم". وبين المواضيع الأمنية التي طرحت وجود المعارض السعودي محمد الفقيه في لندن ونشاطاته في بريطانيا، واكد الأمير سعود الفيصل ذلك وقال رداً على سؤال انه "تم بحث هذه القضية ونحن متفقون على أن نسعى إلى حل أي قضايا عالقة بين البلدين في إطار الأوضاع التي تحدث في البلدين". واشار وزيرا الخارجية السعودي والبريطاني إلى انهما بحثا تطورات الأوضاع في العراق، وذكر الأمير سعود الفيصل ان الاجتماع الذي حضره الممثل البريطاني الخاص في العراق جيريمي غرينستوك تطرق الى الوضع في العراق، وقال "أكدنا استعدادنا لتقديم كل مساعدة ممكنة من اجل تحقيق استقرار العراق واستقلاله". الى ذلك اعتبر وزير الخارجية السعودي مقتل مسؤول تنظيم القاعدة في المملكة ومنطقة الخليج خالد علي حاج- اليمني الجنسية- اول من امس على يد قوات الامن السعودية نجاحاً كبيراً لجهود المملكة في ملاحقة الارهابيين، مجدداً تصميم المملكة على مكافحة الارهاب والتعاون على الصعيد الدولي مع كل من يحارب الارهاب. واضاف "نحن سعيدون بهذا النجاح ومن اجل استكماله سنواصل العمل على محاربة الارهاب". ورداً على سؤال حول الاولويات السعودية في مسألة الاصلاح، قال الامير سعود "الاصلاحات، بكل وضوح، هي استجابة للمتطلبات من اجل تحسين وضع المواطنين، حيث يكون الجميع سواسية امام القانون وكذلك للمشاركة في القرارات المهمة". واضاف "نحن ننظر الى الاصلاح، اي اصلاح، على انه خدمة للمواطن".