أكدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان محادثاتها مع المسؤولين الفرنسيين تناولت ضرورة الحصول على التطبيق الكامل للقرار 1559، والتأكد من التعاون الكامل من جانب سورية مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وقالت رايس خلال مؤتمر صحافي مشترك عقدته مع وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي في باريس امس ان الاسرة الدولية تنتظر من سورية ان تطبق القرار 1559 تطبيقاً كاملاً وألا تقوم بأعمال من شأنها زعزعة استقرار جارها لبنان. وقال دوست بلازي من جانبه ان هدف فرنسا واضح جداً وهو سيادة لبنان، مؤكداً ان بلاده عازمة اكثر من أي وقت على الحصول على احترام القرارين 1559 و1595. ولفت الى ان في طليعة الاولويات بالنسبة الى القرار 1595، ان يتاح للقاضي ديتليف ميليس القيام بعمله التام وان لدى الجانب الفرنسي ثقة تامة به للذهاب حتى النهاية في تحقيقاته ليجري التوجه الى مجلس الامن لاستخلاص النتائج. وكانت رايس رفضت التكهن بما سيتضمنه تقرير ميليس، باعتبار ان مثل هذا التكهن لا يشكل عنصراً مساعداً، اذ ان هذا القاضي يحتفظ لنفسه، وهو على حق بذلك، بالدلائل الموجودة لديه، والتي ستناقش في اطار مجلس الامن. يذكر ان رايس التي توقفت في باريس، في اختتام جولة آسيوية، تفقدت خلالها باكستان عقب الزلزال الذي ضربها، التقت صباحاً الرئيس الفرنسي جاك شيراك. ولم تتطرق رايس خلال محادثاتها مع دوست بلازي الى قضية لبنان وسورية التي كان جرى تناولها مطولاً خلال اللقاء الذي عقدته مع شيراك في قصر الاليزيه. وقال الناطق باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون، ان المحادثات بين شيراك ورايس تناولت الوضع في لبنان والتبعات المترتبة على تقريري كل من رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتليف ميليس والمبعوث الدولي تيري رود لارسن. واشار الى ان الرئيس الفرنسي أعاد التذكير بأن هدف الاسرة الدولية في ما يتعلق بلبنان يقضي من جهة باعادة احلال الاستقلال الكامل والديموقراطية والتأكيد من جهة اخرى على ان تأخذ العدالة مجراها في حق المتورطين في اغتيال الحريري والمتواطئين معهم. وعما اذا كان شيراك ورايس تطرقا الى موضوع سورية اجاب بونافون:"لقد تناولا الوضع في لبنان وبالتالي فانهما تحدثا عن سورية، وان كل النتائج المترتبة على تقريري ميليس ولارسن يجب ان تستخلص من مجلس الامن الذي يعود اليه ان يطلب من الاطراف الاحترام الكامل لهذه النتائج". ورفض القول ما اذا كانت قضية انتحار وزير الداخلية السوري اللواء غازي كنعان قد أثيرت، واكتفى بالقول ان هذه القضية عنصر من عناصر الوضع.