تلقت الحكومة السودانية إخطاراً من الاتحاد الافريقي بمعاودة المفاوضات في شأن أزمة دارفور في أبوجا نهاية الشهر، لكن المتمردين اعلنوا تحفظهم عن الخطوة. وافلحت وساطة من الأممالمتحدة في الافراج عن خمسة عاملين في منظمة انسانية، بينهم ديبلوماسي بريطاني ووالدته، بعدما احتجزتهم"حركة تحرير السودان"ست ساعات في شمال دارفور. واكد مجذوب الخليفة وزير الزراعة رئيس وفد الحكومة الى المحادثات مع المتمردين استعداد حكومته للمشاركة في جولة المفاوضات الجديدة التي حدد الاتحاد الافريقي نهاية الشهر الجاري موعداً لها من اجل التوصل الى تسوية سلمية لأزمة دارفور. وجدد رفض الخرطوم لأي اتجاه يدعو الى التدخل الاجنبي في هذه الأزمة، معتبراً ان الأوضاع تتجه الى التحسن في المجالات السياسية والأمنية والانسانية. ودعا الى دعم الاتحاد الافريقي مالياً وفنياً حتى يكمل مهمته في حفظ الأمن في الاقليم. واضاف الخليفة ان حكومته ملتزمة وقف النار وسحبت الطائرات العسكرية من دارفور، كبادرة لتأكيد حسن نياتها، ودعا الأممالمتحدة الى الضغط على المتمردين لانجاح محادثات السلام المقبلة. لكن قيادياً في"حركة تحرير السودان"رهن مشاركة حركته في جولة المحادثات برد الاتحاد الافريقي على اقتراح قدمته لتقوية آلية المراقبة الافريقية. وقال محمد مرسال ان الحركة تطالب بتعزيز القوات الافريقية في الاقليم بقوات اخرى ذات فعالية. الى ذلك أفرجت"حركة تحرير السودان"أمس عن خمسة موظفين يعملون في منظمة"أغنام من أجل الاطفال"بينهم المستشار السياسي السابق في السفارة البريطانية في الخرطوم اليستير كينغ سميث ووالدته باتريشيا باركر وطبيب بيطري سوداني وموظف آخر وسائق السيارة التي كانت تقلهم. وقال مسؤول في وزارة الشؤون الانسانية ل"الحياة"ان"الحركة احتجزت الموظفين الخمسة ست ساعات منذ ليل السبت، عندما وصلوا الى منطقة ازقرفة التي تبعد 50 كيلومتراً شمال الفاشر كبرى مدن دارفور، اعتقاداً منهم بأن المنطقة خا ضعة لسيطرة القوات الحكومية ولم يكونوا يحملون تصريحاً من المتمردين بدخولها ما أدى الى احتجازهم. وأضاف ان فريقاً أمنياً من الأممالمتحدة في المنطقة تدخل لدى الحركة التي أفرجت عنهم، مؤكداً انهم وجدوا معاملة حسنة، ووصلوا ظهر امس الى الفاشر في طريقهم الى الخرطوم، مشيراً الى ان المنظمة التي يعملون فيها تعطي الأغنام للأسر الفقيرة من أجل تغذية أطفالها. لكن وزير الدولة للخارجية التجاني فضيل حمل على المتمردين بشدة واتهمهم بخطف موظفي الاغاثة، ودعا المجتمع الدولي الى ادانة مسلكهم والضغط عليهم حتى لا يتاجروا بالقضايا الانسانية. وقال فضيل للصحافيين امس ان عدم تنفيذ متمردي دارفور قرار الاتحاد الافريقي لتحديد المناطق التي يوجدون فيها والانسحاب من المواقع التي سيطروا عليها بعد نيسان ابريل الماضي ساهما في استمرار حالات الخطف وانتهاك وقف النار. واكد ان القوات الحكومية انسحبت من منطقتي عشمة ولبدو وتنتظر وصول قوات افريقية للانسحاب من منطقتي مارلا وقريضة، موضحاً ان حكومته لن تسمح لأي قوات غير افريقية بدخول المناطق التي ستنسحب منها.