تصاعدت المواجهات المسلحة في غرب السودان وانتقلت من دارفور الى اقليم كردفان المجاور، واجرى الرئيس النيجيري اولو سيغون ابوسانجو محادثات مع الرئيس عمر البشير في الخرطوم قبل زيارة قصيرة الى الفاشر كبرى مدن دارفور امس، فيما رسم الامين العام للامم المتحدة كوفي انان صورة قاتمة جداً للوضع في الاقليم مؤكداً وجود مأزق سياسي وغياب الامن وتصاعد العنف. واتهم حاكم ولاية غرب كردفان سلمان سليمان الصافي متمردي دارفور باجتياح ست قرى واضرام النار في محاصيل المواطنين واحراق متاجر ومراكز للشرطة ومرافق حكومية، موضحاً ان القوات الحكومية تصدت للمتمردين ولا تزال تتعقبهم، ومشيراً الى ان الخسائر البشرية والمادية يجري حصرها. واضاف ان قوات من المتمردين على متن 15 سيارة هاجمت قرى صبى وعمارة وود ابو مليسة، وفاكوكي وديال وصقع الجمل، قبل ان تنسحب منها بعد اشتباكات مع القوات الحكومية. وذكر وزير الدولة للثروة الحيوانية آدم بلوح وهو نائب برلماني عن المناطق التي اجتاحها المتمردون انهم كانوا على متن 70 سيارة واستولوا على سيارات ونهبوا متاجر واجهزة اتصال هاتفي تعمل بالاقمار الاصطناعية. الى ذلك اجرى الرئيس النيجيري اوباسانجو الذي يرأس الدورة الحالية للاتحاد الافريقي محادثات مع الرئيس عمر البشير امس تركزت على الاوضاع في دارفور ومعاودة المحادثات التي تستضيفها بلاده بين الحكومة والمتمردين، قبل ان ينتقل من الخرطوم الى الفاشر كبرى مدن الاقليم، حيث تفقد مخيمات للنازحين والتقى بعثة الاتحاد الافريقي التي تراقب وقف النار والتي يتألف معظم قواتها من نيجيريا. وقال اوباسانجو للصحافين ان محادثاته مع البشير كانت ناجحة، موضحاً انه زار دارفور قبل رفع تقرير الى لجنة السلم والامن في الاتحاد الافريقي غداً عن الاوضاع في الاقليم. وفي تطور ذي صلة رسم الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في تقرير الى مجلس الامن صورة قاتمة جداً للوضع في دارفور مؤكداً وجود مأزق سياسي وغياب الامن وتصاعد العنف في الاقليم. وحذّر من ان المجموعات العسكرية تتسلّح من جديد وتجاوز النزاع حدود دارفور الى اقليم كردفان المجاور. وذكر في التقرير الذي وزع في الخرطوم امس ان كميات كبيرة من الاسلحة نُقلت الى دارفور واعتبر ذلك انتهاكاً لقرار مجلس الامن رقم 1565 في شأن الاقليم، مشيراً الى ان تصاعد اعمال العنف بما في ذلك الهجمات الجوية يشهد على تدهور الاوضاع. واضاف انان ان حركتين متمردتين جديدتين تشكّلتا وتشنان هجمات من مناطق قريبة من حقول النفط في اقليم كردفان. وزاد:"قد نكون في طريقنا الى مرحلة من العنف المكثّف في حال لم تُتخذ اجراءات سريعة". واكد انان ان الضغوط التي تمارس على الاطراف لتنفذ تعهداتهم ليس لديها تأثير ملموس على الارض"لذلك علينا ان نعيد النظر في الاجراءات الضرورية لتحسين الامن وحماية النازحين في دارفور". واعرب عن اسفه لأن الهجمات التي وقعت الاسبوع الماضي توحي بأن اطراف النزاع لم تستفد من الوضع الناشئ عن اتفاق السلام بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"في جنوب البلاد الذي من المقرر ان يُوقع اليوم في نيروبي. وينتظر ان يقدم المبعوث الخاص للامم المتحدة الى السودان يان برونك بعد غد الثلثاء تقريراً الى مجلس الامن عن الاوضاع في دارفور. وكشف برونك في تصريحات للصحافيين عقب اجتماع مع محادثات مع مسؤولين حكوميين في الخرطوم برئاسة وزير الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل انه طرح على الحكومة ومتمردي دارفور اقتراحات لتطبيق نموذج اتفاق السلام في جنوب البلاد على دارفور لكنه رفض الافصاح عن مضمونها. ودعا حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة ان تتفهم بأن مصلحتها تقتضي العمل في اتجاه السلام وانه لم يتم اقصاؤها من"سلام نايفاشا". واكد برونك انه تلقى تعهدات من الحكومة ومتمردي دارفور بعدم القيام بأي عمليات عسكرية خلال حملة تحصين الاطفال ضد مرض الشلل اعتباراً من غد وحتى الاربعاء. واوضح وزير الخارجية ان المحادثات مع برونك ناقشت نشر ما بين 8 و10 آلاف من قوات الاممالمتحدة لحفظ السلام في جنوب البلاد. وسيقرر مجلس الامن الموضوع في 25 الجاري.