سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"مؤتمر المانحين" يخصص 236 مليون دولار شرط تأمين الممرات لوصول المساعدات وتجريد الميليشيات من السلاح . السودان : خطف 16 موظفاً في الأمم المتحدة في دارفور
في وقت اتهمت الخرطوم أمس متمردي دارفور، غرب السودان، بخطف 16 شخصاً يعملون في برنامج إنمائي للأمم المتحدة، باشر فريق من الاتحاد الافريقي مهماته في هذه المنطقة لمراقبة اتفاق وقف النار بين الحكومة والمتمردين. ووصل الفريق الذي يقوده البوركيني كي رولاس، أمس، إلى الفاشر، كبرى مدن دارفور التي سيتخذها مقراً له. وسينشر 120 عسكرياً في وقت لاحق في مدن الجنينة ونيالا وكيكابية والطينة وأبشي. وأجرى الفريق محادثات مع والي شمال دارفور والقيادة العسكرية فيها. وبدأ بإعداد مقره ونقل الأجهزة والمعدات التي سيستخدمها إلى مناطق نشاطه. كما أجرت المقررة الخاصة للجنة الأممالمتحدة للإعدام خارج نطاق القضاء اسماء جيهان فر أمس محادثات مع المسؤولين في الفاشر ركزت على كبار السن والأطفال المعتقلين والذين حكم على بعضهم بالإعدام، وأثارت معهم انتهاكات حقوق الإنسان في الاقليم وممارسات ميليشيات الجنجاويد التي تدعمها الخرطوم. على صعيد آخر أ ف ب، اعلن وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية نجيب الخير عبدالوهاب ان "متمردي حركة تحرير السودان خطفوا اليوم السبت أمس في بلدة مليت شرق الفاشر في شمال دارفور 16 موظفاً سودانياً يعملون في البرنامج الانمائي للأمم المتحدة". وصرح عبدالوهاب الى وكالة "فرانس برس" بأن "الاممالمتحدة اجرت اتصالاً بالخاطفين الذين اعترفوا بأنهم يحتجزون الموظفين ووعدوا باطلاقهم". وقال ان وزارة الخارجية "تدين هذه العملية وتأسف لتعرض اي موظف من الاممالمتحدة او المنظمات الطوعية لاي تهديد لأمنه". لكن الوزير لم يوضح ملابسات خطف الموظفين ال16. وأكد مركز الخدمات الاعلامية السوداني القريب إلى الحكومة، أن ثلاثة مدنيين قتلوا في هجمات شنها المتمردون. وأكد المركز ان متمردين من "حركة العدالة والمساواة" هاجموا سيارة كانت تقل مريضاً إلى احدى المستشفيات قرب الفاشر، فقتلت ثلاثة من ركابها. واعتُبر راكب رابع في عداد المفقودين. وقال المركز إن مجموعة اخرى من المتمردين هاجمت سيارة كانت تقل عمالاً في جنوب دارفور واقتادت ركابها في اتجاه منطقة كوبري اسكو، لكنه لم يحدد تاريخ وقوع هذه الحادثة. وأضاف المركز ان متمردين من "حركة تحرير السودان" أكبر حركات التمرد في دارفور هاجموا قرى الى الشرق من كتم في شمال دارفور واستولوا على سيارة و250 رأس ماشية. يذكر ان النزاع اندلع في دارفور قبل 16 شهراً واودى بحياة 10 الاف شخص كما ادى الى نزوح مليون من سكان المنطقة، بينهم حوالى مئة الف عبروا الحدود الى دولة تشاد المجاورة. وتوصلت السلطات السودانية في الثامن من نيسان ابريل الماضي الى اتفاق لوقف اطلاق النار مع متمردي دارفور. وفي اسمرا، أفيد ان مؤتمر المانحين الذي جمع ممثلين ل26 دولة ومنظمة غير حكومية ومؤسسة يومي الخميس والجمعة في جنيف السويسرية، قرر تخصيص 236 مليون دولار اميركي لتلافي الازمة الانسانية في غرب السودان، لكنه اشترط تأمين الممرات لوصوا المؤن وتجريد ميليشيات "الجنجاويد" من الاسلحة ووصول الاغاثة من كل النقاط ومن دون شروط. واكد ل"الحياة" رئيس "حركة تحرير السودان" عبدالواحد محمد نور ان المجتمع الدولي شدد في مؤتمر المانحين على وضع معسكرات النازحين تحت حماية الاممالمتحدة ودعا الى تجريد "الجنجاويد" من الاسلحة وحماية المدنيين وإلا فإن المجتمع الدولي سيتدخل عسكرياً، إذا رفضت الخرطوم مناشدة بهذا المعنى عن طريق مجلس الأمن. وفي القاهرة، قرر الرئيس حسني مبارك إيفاد رئيس وزرائه الدكتور عاطف عبيد على رأس وفد رسمي وشعبي رفيع إلى الخرطوم للتهنئة بإنجاز اتفاق السلام مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة جون قرنق. وأجرى مبارك اتصالاً أمس بالرئيس عمر البشير تناول التعاون بين البلدين لترسيخ هذا الاتفاق. كما أرسل برقيتي تهنئة لكل من البشير وجون قرنق. واعتبر مبارك في برقيته الى البشير ان بروتوكولات اتفاق السلام "أرست دعائم الوفاق الوطني نحو تحقيق السلام والاستقرار ونحو بناء مستقبل مشرق يعود على السودان وابنائه بكل خير". وأكد "استمرار دعم مصر الكامل لجهودكم المخلصة نحو ترسيخ السلام والوحدة من خلال التنمية الشاملة المتكاملة التي تحقق تطلعات الشعب السوداني الشقيق نحو الرخاء"، ومن خلال "تعميق العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط بين الشعبين الشقيقين في إطار من المشاركة الفعالة مع مختلف الأطراف السودانية لدعم الوحدة والسلام والاستقرار". وشدد مبارك في برقيته الى قرنق على "روح الوفاق الوطني الهادف الى إقرار السلام والتفرغ لجهود التنمية المتكاملة في كل أراضي السودان على أسس تحقيق المساواة بين ابنائه في بناء مستقبله المشرق".