كان 14 شباط فبراير 2005 يوماً أسود في تاريخ لبنان، فيما كان 17 شباط يوم الغضب الوطني العارم ضد جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ان المختلفين مع سياسته والمتفقين معه على السواء، شاركوا في مسيرة الحزن والغضب والاستنكار على هذه الجريمة الشنعاء: من الجبل الى البقاع، ومن الشمال الى الجنوب الى بيروت المجروحة التي تتفجر ألماً وحزناً واستنكاراً. فأكدوا جميعاً ان الوحدة الوطنية هي فوق كل اعتبار. واذا كان المقصود بالجريمة تقويض هذه الوحدة فقد ظهرت هذه الوحدة بأجلى معانيها في وحدة الألم والأمل والشعور في صيانة الكيان الوطني من الاختراقات المعادية والمحافظة على السلم الأهلي. ان مشاركتنا في المسيرة - الجنازة، ومن كل لبنان، هي تعبير عن تضامننا مع عائلة الشهيد ومع لبنان، وإشعار للعالم بأن بيروت واحدة في الألم والمعاناة، والوطن واحد في مواجهة الكارثة المأساة. فأعداء لبنان والوطن العربي الديموقراطي المستقل تلقوا الرسالة من الجنازة - التظاهرة بأن لبنان لن يدخل من جديد جهنم الحرب الأهلية، ولن يقبل ان يكون مطية للمصالح الدولية على حساب استقلاله وكرامته وعروبته، ولن يكون لبنان ساحة شرق أوسطية ضد وحدته وعروبته، ولن يقبل شعب لبنان بالتخلي عن دستور الطائف الذي عمل من أجله الفقيد الكبير رفيق الحريري، ولن يقبل ابداً احرار لبنان استبدال الدستور بمشاريع فيدرالية طائفية تقسيمية. كمال شاتيلا رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني