اعتبرت العديد من الصحف اللبنانية الصادرة أمس ان المشاركة الضخمة في تشييع رفيق الحريري تعتبر سحبا للثقة بالسلطة اللبنانية وحلفاء سوريا في لبنان. وعنونت صحيفة «السفير» اللبنانية «رفيق الحريري شهيدا يملأ لبنان ويسقط سلطته». واضافت الصحيفة «لان السلطة بنظر الناس (ساقطة) اندفعت موجة الغضب في اتجاه سوريا التي لم يحدث في التاريخ ان ارتفع الهتاف ضدها في قلب بيروت من الجمهور الذي ظل متمسكا بعروبته رغم كل المحن التي تعرض لها». ورأت ان «الممارسات الخاطئة تسببت في اضعاف هذا الشعور القومي المكين وحرفه في اتجاه كان يعتبر انحرافا خطيرا الى ما قبل فترة وجيزة يمكن احتسابها بالشهور». وتابعت الصحيفة ان «الغضب الغضب الغضب كان يتفجر بشعارات دينية تارة وشتائم ولعنات احيانا وهتافات (كيانية) طارئة على السنة هذا الجمهور الذي طالما هتف لفلسطين ومصر عبد الناصر وسوريا الوحدة والجزائر التي كانت اسيرة قبل تحررها ...». وعنونت صحيفة «النهار» المعارضة «تشييع الحريري اضخم استفتاء للوحدة والسيادة». واعتبرت ان «الاهم من الحشود التي وفدت من كل مناطق لبنان انها عكست وحدة وطنية حقيقية عفوية في وقت احوج ما يكون فيه لبنان الى اظهار هذه الصورة المتماسكة لوحدته ضمن تعددية طوائفه امام المجتمع العالمي». واضافت «اما البعد الآخر المهم الموازي لهذا البعد التوحيدي فكان في الاستفتاء الحقيقي العارم للسيادة والذي تمثل في انفجار الشعارات التي اطلقتها الجموع والحشود على نحو لا سابق له من هذا التعبير الجماعي على لسان جمهور محدد غالبا ما عرف بتحفظه، فاذا بحادث اغتيال الرئيس الحريري يدفع بكل النقمة الى الشارع». وتابعت جريدة النهار «حيال ذلك تحولت الجنازة الى ادانة علنية للنظامين السوري واللبناني وتصاعدت الشعارات المطالبة بانسحاب القوات السورية من لبنان وشكلت المحور الاشد اثارة لاهتمام مئات المراسلين العرب والاجانب الذين غطوا الجنازة الضخمة». اما «الانوار» فعنونت «مئات الالوف من اللبنانيين زحفوا من مختلف المناطق لوداع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فيما كانت السلطة غائبة». صحيفة المستقبل التي يملكها الرئيس الراحل عنونت «المليون قالوا وداعا للشهيد». وقالت ان «لبنان شيع من اقصاه الى اقصاه بمسلميه ومسيحييه باطفاله ونسائه ورجاله باجراس الكنائس جنبا الى جنب مع اصوات المآذن الصادحة بكلام الله سبحانه وتعالى الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى مثواه الاخير في مسجد محمد الامين فرافقه مليون من لبنان اليه». وكتب تلفزيون المستقبل الذي يملكه الحريري ايضا شعارا في اسفل الشاشة هو التالي «اذا كان الكلام من فضة فالسكوت خطيئة». وتابعت الصحيفة «بيروت جمال عبد الناصر، بيروت القضية العربية، بيروت المقاومة ضد الغزو الصهيوني، بيروت كمال جنبلاط وكل الاحرار... بيروت هذه كانت ناطقة بالحرية والديموقراطية». واضافت انه «امام دماء رفيق الحريري صرخ اللبنانيون في بيروت ومنها ان لا قضية تعلو فوق الحرية والديموقراطية وان لا قضية الا الحرية والاستقلال». وقالت صحيفة «ديلي ستار» الناطقة بالانكليزية «على هذه الحكومة الرحيل فقد تنازلت عن مسؤولياتها وعلى سوريا ايضا ان تاخذ بعين الاعتبار الرسالة الشعبية التي وجهت اليها». وتابعت الصحيفة «هناك سابقة هي اوكرانيا. بالامس بيروت كانت تشبه كييف وقبر الحريري في قلب بيروت كان يشبه خيم الحرية التي اوقعت النظام الاوكراني المرتبط بروسيا عبر انتخابات عامة».