يتذكر عادل عبد المهدي أحد المرشحين لرئاسة الوزراء اليوم الذي اجتمع فيه مع المرجع الشيعي علي السيستاني وكبار رجال الدين الآخرين في النجف العام الماضي. وشكك السيستاني آنذاك في امتلاك عبد المهدي وأعضاء مجلس الحكم الانتقالي شرعية لصوغ دستور للبلاد قائلاً:"لم تنتخبوا". لكن عبد المهدي يؤكد أنه لم يتردد في الاجابة بالقول:"أنت لم تنتخب". وبعد ذلك الحديث، عاد عبد المهدي والأعضاء الآخرون الى بغداد وأقروا دستوراً موقتاً لعام واحد يعترف بالاسلام مصدراً للتشريع وليس مصدراً وحيداً له. وحلت هذه اللغة أحد أكثر المسائل اثارة للخلافات في تشكيل الحكومة الموقتة والتي تتعلق بكون البلاد علمانية أو دينية. وعن الفوز الكاسح لقائمة"الائتلاف العراقي الموحد"، يقول عبد المهدي 63 عاماً إن"الانتصار يعد اللحظة الأكثر صعوبة... سيدفع بعض الناس باتجاه اجراءات متشددة. وفي حال بدأنا بمثل هذا السلوك، سنخسر البلاد". ويمثل وزير المال الحالي والخبير الاقتصادي المدرب في فرنسا تياراً علمانياً قوياً في"الائتلاف". ويتوقع أن يقاوم هذا التيار مطالب باقامة نظام ديني مشابه للنظام الايراني المحافظ الذي يركز السلطة في أيدي رجال الدين ويفرض قيوداً صارمة على المرأة ويقيد الحريات السياسية. ويحتل رجال الدين أقل من ستة مراكز في قائمة"الائتلاف"، فيما سيوجه أي تحالف مع القائمة الكردية الرئيسية ضربة للاسلاميين المحافظين. لكن الكثير من العراقيين يرون أن عبد المهدي سيتعرض لضغوط كثيفة من رجال الدين لمنح الاسلام دوراً واسعاً في الدستور الدائم للبلاد. ويعتبر وزير المال العراقي أيضاً مرشحاً جذاباً لادارة الرئيس الأميركي جورج بوش التي عمل معها عن قرب وساعد في التفاوض على خفض ديون العراق. ومثل الكثير من العراقيين ومن بينهم رجال الدين الشيعة، يطالب عبد المهدي ببقاء القوات الأميركية في البلاد حتى تصبح قوات الأمن العراقية تملك القوة الكافية لهزم المسلحين المناوئين للقوات الأميركية والحكومة العراقية. ويرى خصوم عبد المهدي أنه علماني"انتهازي لصق نفسه بمجموعة عراقية كبيرة ليقترب من السلطة، وتمكن عبر ذلك من جعل هذه الجماعة أكثر قبولاً بالنسبة الى العالم الخارجي". وتأتي هذه التهمة من التقلب الايديولوجي لعبد المهدي الذي كان عضواً في حزب"البعث"ثم بات شيوعياً ماوياً قبل أن يصبح اسلامياً معجباً بالثورة الخمينية في ايران. وقال رئيس"تجمع الديموقراطيين المستقلين"عدنان الباجه جه ان عبد المهدي"سيتعرض لضغوط في شأن دور الدين في الدولة... لكن حصوله على منصب رئيس الوزراء سيساعده في مقاومة هذه الضغوط". لكن عدنان الباجه جي وآخرين في العراق يتخوفون من تحول عبد المهدي الى"مخلب"لزعيم"المجلس الأعلى"عبدالعزيز الحكيم. ويرى عادل علي أحد قياديي حزب"الدعوة الاسلامية"إن الحكيم الذي يعتقد بأنه يرتبط بالاستخبارات الايرانية، قرر تحقيق طموحاته الدينية عبر عبد المهدي.