صرح الرئيس الأميركي جورج بوش أمس السبت ان الحرب في العراق والحرب ضد الارهاب قضية واحدة مؤكدا ان القوات الاميركية لن ترحل قبل احلال الاستقرار في هذا البلد. وقال بوش في كلمته الاذاعية الاسبوعية «نطارد الارهابيين وندرب قوات الأمن لعراق حر حتى يتمكن العراقيون من الدفاع عن بلدهم (...) وعندما يصبح العراقيون قادرين على الدفاع عن انفسهم سنرحل». واضاف «عندما تنجز المهمة وهي دحر الارهابيين في العراق سيكون من الممكن لجنودنا العودة بكل ما يستحقونه من تقدير». واكد الرئيس الاميركي مجددا ان مسودة الدستور التي يفترض ان يقدمها القادة العراقيون الاثنين على ابعد حد تشكل «مرحلة اساسية» لاقامة عراق قادر على الدفاع عن نفسه. وقال ان «العنف الذي هز العراق مؤخرا هو تذكير مؤلم للطبيعة الوحشية للعدو الذي نواجهه». وقتل اكثر من ثلاثين جنديا اميركيا في العراق في اقل من اسبوعين، مما يرفع حصيلة العسكريين الأميركيين الذين سقطوا في العراق منذ اندلاع الحرب إلى اكثر من 1840 . واكد بوش ان «مهمتنا في العراق صعبة لان العدو يعرف الرهان. الارهابيون يعرفون ان عراقا حرا في قلب الشرق الاوسط سيشكل ضربة رهيبة لعقيدة الكراهية التي يؤمنون بها، لذلك عملنا في العراق هو جزء اساسي من الحرب على الارهاب التي نخوضها في العالم». وحذر بوش من ان «العدو ما زال مصمما على الضرب». وقال ان «هذه الحرب ضد الارهاب اصابت ارضنا في 11 ايلول - سبتمبر 2001. ومنذ ذلك اليوم واصل الارهابيون القتل في مدريد واسطنبول وجاكرتا والدار البيضاء والرياض وبالي وبغداد ولندن وغيرها». واكد «انهم يحاولون القتل لهدف واحد هو زعزعة ارادتنا. انهم يريدون اجبار الدول الحرة على التراجع ليتمكنوا من اقامة انظمة مثل نظام طالبان وتحويل الشرق الاوسط إلى مركز لشن هجمات على العالم الحر». ورأى بوش «نواصل تحركنا في العراق وافغانستان وعلى جبهات اخرى في الحرب ضد الارهاب ونقاتل الارهابيين في الخارج حتى لا نضطر لمواجهتهم على ارضنا». واضاف «عندما يمضي الارهابيون لياليهم وايامهم في محاولة النجاة من الموت او الاسر، فانهم يصبحون اقل قدرة على التسلح والتدرب وتنظيم هجمات جديدة ضد اميركا». إلى ذلك تجاهل بوش الجمعة متظاهرين معارضين للحرب في العراق تجمعوا منذ حوالى اسبوع قرب مزرعته في كروفورد (تكساس جنوب) ومر بموكبه مرتين امامهم بدون ان يتوقف. وبين حوالى خمسين شخصا تجمعوا في الطريق سيندي شيهان والدة جندي قتل في العراق اصبحت رمز هذه الحركة الاحتجاجية. وهي تطالب بان يستقبلها بوش لتبلغه معارضتها الحرب في العراق. وردد المتظاهرون عند مرور موكب بوش «استقبلوا سيندي». وكان بوش متوجها من مزرعته إلى مزرعة مجاورة يعقد فيها اجتماع للحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه الرئيس الاميركي، من اجل جمع تبرعات. ورفع المتظاهرون لافتات تدعو إلى عودة القوات الاميركية المنتشرة في العراق. ويتمركز اكثر من 138 الف جندي اميركي في العراق قتل 1840 منهم منذ بداية الحرب على هذا البلد في آذار - مارس 2003 . وكان بوش صرح الخميس انه «يتعاطف مع شيهان التي تؤمن بافكارها بقوة ومن حقها ان تقول ما تفكر به». واضاف «فكرت كثيرا في ما قالته وسمعت اشخاصا آخرين يقولون (ارحلوا من العراق الآن) لكن اذا فعلنا ذلك فسيكون خطأ لامن هذا البلد ولفرص ارساء اسس سلام دائم». ويمضي بوش حاليا عطلة تستمر خمسة اسابيع في مزرعته في كروفورد وسيعود بعد ذلك إلى واشنطن. وقالت سيندي شيهان انها ستعتصم أمام البيت الابيض ايضا اذا لم يستقبلها بوش في كروفورد. وقد تحدث ستيف هادلي مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الأمن القومي والأمين العام المساعد للبيت الابيض جو هاغن إلى سيندي شيهان الاحد الماضي لكنها اكدت عدة مرات انها لن ترحل قبل لقاء بوش.