قرر المعارضون للحرب في العراق الذين يتظاهرون منذ حوالي عشرة ايام امام مزرعة الرئيس الأميركي جورج بوش في كروفورد في ولاية تكساس ان ينتقلوا الى ارض خاصة قريبة من المزرعة بعدما اثاروا غضب المقيمين في المنطقة. وكانت عشرات الصلبان المصنوعة من الخشب الابيض وتحمل اسماء جنود قتلوا في العراق، قلبت وحطمت مساء الاثنين من قبل سائق سيارة غاضب. ووضع المتظاهرون هذه الصلبان التي يبلغ مجموعها حوالي 500، على الطريق المؤدي الى مزرعة بوش حيث يمضي الرئيس الأميركي عطلة. وقال احد المتظاهرين طلب عدم الكشف عن هويته ان سيندي شيهان منظمة الحركة الاحتجاجية، وافقت على عرض قدمه فريد ماتليج الذي يملك أراضي قريبة من مزرعة بوش. ويتناوب حوالي خمسين شخصا على التظاهر على الطريق المؤدي الى مزرعة الرئيس الأميركي منذ السابع من آب/اغسطس، ينضم اليهم حوالي مئة آخرين تجذبهم الحملة من حين لآخر. وتثير هذه التظاهرة غضب السكان المقيمين في الجوار. وقد مر سائق سيارة الاثنين بسيارته فوق صلبان تحمل اسماء جنود اميركيين قتلوا في العراق وضعت على طول الطريق المؤدي الى مزرعة بوش. كما رفع جيران لبوش الثلاثاء عريضة الى قاضي الصلح المحلي يطالبون فيها بمنع المتظاهرين من التمركز على الطريق. ويثير هذا التحرك الذي بدأ بمبادرة من والدة جندي اميركي قتل في العراق في نيسان/ابريل 2004 اهتماما اعلاميا كبيرا. وقالت سيندي شيهان في مؤتمر صحافي ان «ما جرى (الاثنين) يثير استياءنا واستياء جميع الأميركيين»، في اشارة الى تحطيم صلبان تحمل اسماء جنود قتلى. وأضافت «نحاول ان نكون جيرانا جيدين ونتعاون مع قوات الامن». وتابعت شيهان التي قتل ابنها بعد خمسة ايام من وصوله الى العراق «اذا كانوا يريدون ان نرحل فما عليهم سوى ان يطلبوا من بوش استقبالنا». وتريد شيهان لقاء الرئيس الأميركي لتعبر له عن معارضتها الحرب بعد مقتل نجلها كايسي شيهان في العراق وتطلب منه اعادة الجنود الأميركيين المنتشرين في هذا البلد حاليا. ويتمركز اكثر من 138 الف جندي اميركي في العراق قتل 1850 منهم منذ بداية الحرب غير الشرعية على هذا البلد في آذار (مارس) 2003 . ويمضي بوش حاليا عطلة تستمر خمسة اسابيع في مزرعته في كروفورد وسيعود بعد ذلك الى واشنطن. وقالت سيندي شيهان انها ستعتصم امام البيت الابيض ايضا اذا لم يستقبلها بوش في كروفورد. وهذه ليست المرة الاولى التي يثير فيها هذا التجمع استياء سكان المزارع المجاورة. فقد اطلق مزارع النار في الهواء الاحد احتجاجا على تسلل بعض المتظاهرين الى أراضيه. وقال المسؤولون عن الحركة ليل الثلاثاء الاربعاء انهم سيتمركزون حتى الاربعاء على أراض خاصة قريبة من مزرعة بوش قدمها صاحب هذه الأراضي. الا انهم سيتركون في المكان رمزيا ثلاثة صلبان زرعت على طول الطريق والخيام الثلاث الاولى التي نصبت في السابع من آب/اغسطس. وكان بوش تجاهل الجمعة المتظاهرين ومر بموكبه مرتين امامهم بدون ان يتوقف. وقد رددوا عند مرور موكب بوش «استقبلوا سيندي». وأكد بوش الخميس انه «يتعاطف مع شيهان التي تؤمن بأفكارها بقوة ومن حقها ان تقول ما تفكر به». واضاف «فكرت كثيرا في ما قالته وسمعت اشخاصا آخرين يقولون (ارحلوا من العراق الآن) لكن اذا فعلنا ذلك فسيكون خطأ لأمن هذا البلد ولفرص ارساء اسس سلام دائم». - على حد تعبيره -. وقد تحدث ستيف هادلي مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الامن القومي والامين العام المساعد للبيت الابيض جو هاغن الى سيندي شيهان لكنها اكدت عدة مرات انها لن ترحل قبل لقاء بوش. ومن قبل، تحدث بوش شخصيا الى سيندي شيهان في حزيران (يونيو) 2004 خلال لقاء نظم في قاعدة عسكرية لاسر جنود قتلوا في افغانستان والعراق. وأكدت مساعدة المتحدث باسم البيت الابيض دانا بيرينا الثلاثاء ان بوش «التقى شيهان من قبل». واضاف ان «حرية التعبير من الحقوق الاساسية ويحق لها التعبير عن رأيها. انه (بوش) ليس متفقا معها في الرأي لكنه يحترم حقها في التظاهر بشكل سلمي». ورفضت سيندي شيهان (48 عاما) التي انفصلت عن زوجها منذ حزيران (يونيو) التعليق على معلومات تفيد انه طلب الطلاق. وقالت «لا تعليق لدي على هذه المعلومات انها مسألة خاصة».