أعرب الرئيس الأميركي جورج بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عن ثقته من إحالة إيران إلى مجلس الأمن الدولي، في حال عدم التزامها بتعهداتها الدولية في ما يتعلق ببرنامجها النووي. وجاء لقاء الرئيسين ضمن محاولات أميركية لإقناع موسكو بدعم خطة واشنطن لإحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن. وقال بوش:"إنني واثق من أن العالم سيهتم بإحالة إيران إلى مجلس الأمن الدولي إذا لم تلتزم باتفاقاتها. أما متى ستتم هذه الإحالة، فهي مسألة ديبلوماسية". وشكّل الملف الإيراني والأوضاع في الفضاء السوفياتي السابق أبرز المحاور التي ركزت عليها مناقشات الرئيسين، إضافة إلى الحرب على الإرهاب ومسألة الإصلاحات المقترحة في هياكل الأممالمتحدة. وعلى رغم الاتفاق الأميركي ? الروسي على الموقف من برنامج التسلح النووي لكوريا الشمالية، إلا أن هناك خلافات في وجهتي النظر حول البرنامج الإيراني، علماً أن روسيا تساعد إيران على تطوير برنامجها النووي وتصر على ان البرنامج مخصص لأغراض سلمية. ودعا بوش إلى حلّ المشكلة النووية الإيرانية بالوسائل الديبلوماسية. وقال إنه بحث مع بوتين ضرورة أن لا تمتلك إيران القدرة النووية". وأضاف أن بلاده ستواصل العمل كذلك لحل المشكلة مع كوريا الشمالية. من جهته، قال بوتين إنه يريد التأكد من استنفاد السبل الديبلوماسية كافة مع إيران، مبدياً معارضة بلاده الحازمة لامتلاك طهران أسلحة نووية، ودعا إلى التعامل من دون تهور"مع الملف النووي الإيراني"لتجنب تكرار سيناريو كوريا الشمالية". ولفت بوتين إلى أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أكد له خلال لقاء جمعهما على هامش قمة الأممالمتحدة عدم وجود نية لدى طهران لامتلاك أسلحة نووية. وحذّر الرئيس الروسي من ما وصفها بأنها"أعمال متهورة"حيال البرنامج النووي الإيراني، في إشارة إلى المناقشات الجارية حول احتمال نقل الملف الإيراني إلى مجلس الأمن. وكانت مصادر ديبلوماسية توقعت أن تتركز جهود الرئيس الأميركي على محاولة إقناع روسيا الاكتفاء بالامتناع عن التصويت وعدم استخدام حق النقض في حال صدور قرار عن مجلس الأمن يلزم إيران بوقف عمليات تخصيب اليورانيوم التي أعلنت طهران استئنافها. ملفات خلافية وفي مقابل الملفات المتفق عليها، ناقش الزعيمان ملفات خلافية على رأسها الإصلاحات في الأممالمتحدة والأوضاع في الجمهوريات السوفياتية السابقة، وبدا بوتين خلال المؤتمر الصحافي حريصاً على تأكيد سعي بلاده إلى مواصلة تعزيز نفوذها في دول الرابطة المستقلة. وأشار إلى أن موسكو"تنوي دفع العمليات التكاملية في إطار الرابطة مع مراعاة سيادة جيراننا"، وألمح إلى مسألة التدخل الخارجي في شؤون دول الرابطة وهي العملية التي تعارضها موسكو بشدة مشيراً إلى"حق الدول في أن تختار بنفسها طريق التطور الوطني من دون ضغط خارجي". العلاقات الثنائية من جانبه، أكد بوش على أن روسيا"حليف أمين لبلاده". وقال إن قيادة روسيا والإرادة الأميركية"أرستا أساساً متيناً في العلاقات المتبادلة للأجيال اللاحقة". وأضاف أن لدى الطرفين"ثلاث سنوات أخرى، وسنفعل المزيد خلالها، في إشارة إلى الفترة المتبقية حتى عام 2008، وهو موعد انتخابات الرئاسة في روسيا والولايات المتحدة. وكانت مصادر في الكرملين أكدت أن موسكووواشنطن تسعيان إلى تعزيز التعاون المشترك على رغم الملفات الخلافية بينهما، مشيرة إلى وجود"مناخ إيجابي عام"من شأنه أن يسهم في تعزيز تحالف البلدين على عدد من المحاور وعلى رأسها الحرب على الإرهاب وقضايا عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل. وأعرب الرئيس الروسي عن أمل بلاده في التوصل إلى اتفاق حول عدد من القضايا التي وصفها بأنها"طائفة واسعة من الملفات التي يجب تنسيقها". وذكر منها مسألة انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية، معرباً عن أمله في التوصل إلى"حل عملي قريب لهذه المسألة".