كل التغييرات مرت على النصر في الأعوام الأخيرة، لاعبون محليون وأجانب، مدربون أكثر من تعداد اللاعبين، ورؤساء بمجالسهم، ومديرو فرق، كل شيء تغير، وحدها الجماهير ظلت على حالها، ولم تتغير. وهنا برأيي تكمن المشكلة الأكبر، فالنصر اليوم بحاجة إلى التعاقد مع جماهير محترفة بدلاً من جماهيره الحالية، جماهير قادرة على التأثير عبر رؤية فنية واضحة، هذه الحاجة تتضح دائماً مع بداية كل موسم رياضي، فالجماهير وما أن تعلن إدارة النصر عن تعاقداتها حتى تبدأ رحلة التوقعات والآمال والطموحات التي لا تعرف حداً. مع بداية الموسم الحالي طرحت «الحياة» سؤالاً للجماهير حول توقعاتها للفريق القادر على خطف لقب الدوري، جماهير النصر وضعت فريقها في المقدمة، مكتفية بالأسماء التي تعاقدت معها إدارة ناديها، على اعتبار أنها خطفت حسني عبدربه وعبده عطيف من الاتحاد، لكنها لم تلتفت إلى الحقيقة الواضحة والمتمثلة في نجاح الاتحاد في التعاقد مع بدلاء أجانب أكثر قوة، وأن النصر اكتفى بالخيارات القريبة و«السهلة». كان المفترض أن تستغرب الجماهير حرص الإدارة على استقطاب لاعبين أسرفوا في تقديم مستويات لافتة في زمن مضى، وما عاد في جعبتهم المزيد اليوم ليقدموه، كان من المفترض أن تناقش الجماهير ولو لمرة حقيقة قدرة الفريق على النهوض من جديد، وحقيقة الخطوات التي تم العمل عليها بهدف تطوير الفئات السنية، وصناعة فريق شباب حقيقي، الانهيار النصراوي كان واضحاً من اليوم الأول، وهو لم يأتِ وليد عمل «الضحية» ماتورانا فكيف لفريق يقوده لاعب مزاجي تجاوز ال36 عاماً أن يعود يوماً إلى خطف الألقاب. الجماهير النصراوية اكتفت بالتغني بالماضي، وانتظرت أن يعود الفريق فجأة ومن دون عمل، لكنها لم تنتبه يوماً إلى جيرانها أو الطريقة التي عملت بها بهدف إعادة الأمجاد عاماً بعد عام، والأمثلة قريبة في الشباب والهلال أو أبعد بقليل في الأهلي والاتحاد، فها هي جماهير الاتحاد تصر على صناعة فريق جديد، ترفض أنصاف اللاعبين، وتصر على الأصغر والأعلى سعراً، وفي الأهلي تصر الإدارة على تبديل الأسماء كافة والتعاقد مع بدلاء أكثر قدرة على تجديد روح الفريق. الماضي لن يصنع حاضراً مميزاً «التجربة العربية» بأكملها تقول ذلك، والمشاركة في بطولة أياً كانت قيمتها قبل أكثر من 12 عاماً لن تتجدد فجأة، ولن تتوج الأندية بالذهب، النصر بحاجة إلى جماهير تملك من الغيرة ما يكفي لانتقاد الفريق في كل محفل حتى يعود، لمطالبة الإدارة بإحداث تغيير حقيقي، حتى تلمس التغييرات على أرض الواقع، من دون التغني ب«فقاعات صابون» من صفقات «لا تسمن ولا تغني من جوع». [email protected] @adel066