نجحت المذيعة نيرفانا إدريس خلال الأسابيع الماضية في أن تقدم نموذجاً فريداً من نوعه في مجال الإعلام المصري الرسمي والفضائي الخاص. وعلى غير العادة شغلت ادريس - التي شكلت"دويتو"ناجحاً جداً مع زميلها عمرو أديب في برنامج"القاهرة اليوم"، الذي تبثه قناة أوربت الفضائية - الرأي العام المصري، اضافة الى الرأي العام الإعلامي على مدى أسابيع وتحديداً منذ بدء فعاليات الحملة الانتخابية الرئاسية في مصر. والغريب أن السبب في هذا الانشغال لم يكن ضيفاً فتاكاً استضافه البرنامج، أو قضية حساسة فجّرت، أو تناولاً جديداً لموضوع ما، لكنه جاء بسبب ادريس نفسها، فقد"اعتنقت"فجأة مذهب الحزب الوطني الديموقراطي، وعبرت عن اتجاهها الجديد هذا بوضوح وصراحة تحسد عليهما. وبغض النظر عن حكم أخلاقيات الإعلام - الذي يفترض فيه قدر من الحيادية في قضية كهذه - فإن ادريس ثبّت إيمانها العميق بالحزب بكل ما أوتيت من قوة وبأس. ليس هذا فقط، بل تعاملت ادريس مع مكالمات المواطنين المستائين وملاحظات زميلها أديب الناقدة من منطلق ماري أنطوانيت المبني على مبدأ"دعهم يأكلون البسكويت"فحين قال لها أحدهم إن تزويراً حدث في الانتخابات، قالت إن"التزوير يحدث في العالم كله". وحين شكى آخر من غلاء الأسعار ردت بثقة أن"ارتفاع الاسعار ظاهرة عالمية"بل وصل الأمر الى تأكيدها لأحد الضيوف أن"الناس في بقية دول العالم تأكل من الزبالة"أي أن الأكل من القمامة ليس ظاهرة مصرية بل عالمية. وعلى رغم أن ما حدث في تلك الحلقات رفع نسب مشاهدة البرنامج في شكل غير مسبوق، إلا أنه كان إقبالاً يشبه إقبال المارة على الفرجة على خناقة في الشارع، أو من باب حب الاستطلاع الذي يدفع المواطنين العاديين الى تتبع تفاصيل فضيحة ممثل أو مطرب، حتى ان زميلها أديب أعلن في إحدى الحلقات في بداية تطرف ادريس"الحكومي"تبرؤه من الحلقة. وفجأة ومن دون سابق إنذار أُعلن عن انتقالها الى برنامج التلفزيون المصري الرسمي"البيت بيتك"والذي يعتبره البعض"حظيرة"لمكافأة البعض، وپ"بوتقة"لاحتواء حجم المنافسة المشتعل بين هذه النوعية من البرامج على الكم الهائل من الفضائيات العربية. وبهذا التغيير في دفة الاتجاه، يحسب لادريس أنها من اوائل المذيعين المصريين الذين انتقلوا من الفضائيات الى الرسميات سبقها الإعلامي محمود سعد لكن في ظروف مختلفة تماماً، علماً أن السير في هذا الاتجاه يعتبر غير مألوف، إذ جرت العادة أن ينتقل المذيعون من القنوات"الحكومية"الى الفضائية بحثاً عن التقدير المادي وهرباً من الروتين والبيروقراطية وليس العكس. الطريف أن ادريس فاجأت مشاهدي"البيت بيتك"وضيف الحلقة الكاتب أنيس منصور بسؤاله:"ما رأيك فيّ؟"وكان كل ما ينقص السؤال إذاعة أغنية"اتوصى فيّ"للمطربة يارا، إذ ربما يأخذ الكاتب بإيعاز المطربة ويتوصى بالمقدّمة في إبداء رأيه فيها.