فجأة ومن دون أي مؤشرات خلع الإعلامي عماد الدين أديب السماعة من أذنه ليقطع الصلة بينه وبين الفنيين من زملائه الموجودين في غرفة الكونترول القائمين على برنامج"على الهواء"، وأعلن استقالته من شبكة"أوربت". حاول أديب أن يغالب دموعه لكنها لمعت في عينيه وهو يتحدث في نهاية حلقة أول من امس التي استضف خلالها المطرب هشام عباس. وبهدوء عرض في دقيقتين أسباب قراره، أنه يريد أن يستريح لفترة ويرغب في أن يطور نفسه بشكل أفضل، مشيراً إلى أنه يطل على المشاهدين عبر برنامج"على الهواء"طوال 11 سنة، وآن له أن يترك المجال لآخرين. كان واضحاً أن أحداً في الاستديو لم يكن على علم بما سيقدم عليه أديب، فانقلب حال الاستديو في اللحظات الأخيرة وانهمرت الدموع. اكتفى أديب بما قاله وفضل ألا يخوض في الموضوع، وأشار إلى أن الصحافيين والإعلاميين يلومون الحكام والرؤساء لبقائهم في مواقعهم لسنوات طويلة وعدم منح الفرص لغيرهم وأنه يترك موقعه ليضرب مثلاً، إضافة إلى رغبته في فترة استراحة يسعى خلالها إلى تطوير نفسه، ثم أغلق هاتفه النقال. بدأ أديب بتقديم"على الهواء"قبل 11 سنة ليكون أول برنامج تلفزيوني يبث مباشرة ويسمح فيه بمداخلات هاتفية من المشاهدين من دون رقابة، واستضاف غالبية الزعماء العرب، إضافة إلى نجوم الفن والأدب والرياضة وعلماء الدين والباحثين والخبراء في مجالات متعددة. أما أسباب الاستقالة"الهوائية"فإن القليلين يعرفون بعض/ وليس كل المعلومات عنها، من بينها أن نقاشاً استمر شهوراً بين أديب والقائمين على الشبكة لتوفير امكانات معينة للبرنامج. وترددت اشاعات عن قرب موافقة الحكومة المصرية على منح أديب ترخيصاً بإدارة قناة تلفزيونية أرضية مصرية ليخوض في مجال جديد، يتوقع الإعلاميون المصريون أنه سيحقق فيه نجاحاً يتناسب مع"الخبطة"التي حققها أديب حين أطل على المشاهدين المصريين عبر القناة الثانية الأرضية الاسبوع الماضي في برنامج"البيت بيتك"عندما أجرى حواراً هاتفياً على الهواء مع الرئيس المصري حسني مبارك وسأله في أمور لم يتعود المشاهد المصري أن يرى إعلامياً مصرياً يخوض فيها مع رئيس الدولة. وفي الحلقة نفسها حاور أديب الفنان أحمد زكي في أول ظهور تلفزيوني له منذ مرضه بالسرطان والفنانة ماجدة الرومي، فجعل الناس تتساءل عن اسباب الإخفاق الإعلامي في التلفزيون الرسمي رغم وجود"كفاءات"مصرية تعمل في قنوات فضائية غير مصرية. تعهد أديب في ذلك البرنامج تقديم قناة إخبارية متميزة تنافس"الجزيرة"وغيرها إذا وافقت الحكومة المصرية على منحه ترخيصاً بإدارة قناة تلفزيونية أرضية. ورأى البعض أنه بذلك قدم طلباً رسمياً على الهواء مباشرة حين كان رئيس البلاد يسمعه. فمبارك بدأ بعدها بدقيقتين في الرد على أسئلة الإعلامي المصري الذي ترك"أوربت"بعد 11 سنة داعياً المشاهدين العرب الى انتظار اطلالته عليهم من نافذة أخرى.