جدد الملك عبد الله الثاني تأكيد استعداد بلاده لوضع جميع الامكانات والتسهيلات أمام السلطة الوطنية الفلسطينية لإنجاح مهمتها في بسط السيطرة وإدارة شؤون قطاع غزة والأراضي التي تنسحب منها إسرائيل. وخلال المباحثات التي أجراها في عمان أمس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووعد العاهل الأردني بمواصلة اتصالاته وجهوده على الصعيدين الإقليمي والدولي، خصوصا لدى واشنطن التي يزورها عباس نهاية الأسبوع الحالي، لحشد الدعم للفلسطينيين وإدامة العملية السلمية. وربط التوصل إلى سلام دائم بتطبيق الالتزامات الموقعة بين الطرفين، مؤكدا ضرورة إتباع الانسحاب الإسرائيلي من غزة «بانسحابات أخرى تشمل الضفة الغربية» وفقا لما نصت عليه خطة السلام الدولية «خريطة الطريق». وتأتي زيارة عباس إلى عمان، وهي الأولى بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة في مستهل جولة له تشمل أيضا القاهرة وباريس ومدريد وواشنطن. واطلع أبو مازن الملك على الوضع في غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي منها والجهود التي تقوم بها السلطة الوطنية لضبط الأمن وبناء المؤسسات. وبيّن احتياجات السلطة الفلسطينية على الصعيدين الأمني والاقتصادي لتمكينها من القيام بمسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني. كما عرض نتائج الاتصالات والمباحثات التي تمت بين مسئولين فلسطينيين وإسرائيليين خلال الأيام الماضية بهدف التمهيد لعقد لقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية. وكان لقاء عباس - شارون الذي رتب له الملك قد تأجل حتى نهاية الشهر الحالي بهدف إجراء مزيد من المشاورات حول القضايا العالقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وصرح أبو مازن عقب اللقاء أنه ناقش مع العاهل الأردني العديد من النقاط التي سيتم بحثها مع الإدارة الاميركية. وثمّن جهود العاهل الأردني تجاه القضية الفلسطينية ، وقال :«نحن والأردن في النتيجة نعمل من اجل قضية واحدة مشتركة». وأكد أن الانسحاب من غزة «يجب أن تتبعه انسحابات أخرى (....) بمعنى العودة إلى خريطة الطريق وان لا تكون غزة أولا وأخيرا داعيا إلى انسحاب إسرائيلي إلى حدود الثامن والعشرين من أيلول والى إيقاف الاستيطان والجدار والعودة إلى مفاوضات المرحلة النهائية».