أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عاهل الأردن عبد الله الثاني على نتائج مباحثاته مع الرئيس الاميركي جورج بوش ومع الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه ثاباتيرو الأسبوع الماضي. وأوضح عباس، خلال المباحثات التي أجراها مع الملك في «بيت الأردن» أن اللقاء مع الرئيس بوش كان «مهما جدا» ، إذ بحث معه و مع المسؤولين الأميركيين «القضايا التي يسعى الفلسطينيون إلى إيجاد حلول عادلة لها». ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن عباس أنه طالب بإيقاف الاستيطان وبناء الجدار العازل وتهويد القدس. وأشار عباس إلى ضرورة إجراء مزيد من التنسيق والاتصالات مع الجانب الإسرائيلي في الأيام المقبلة لبحث القضايا العالقة بين الجانبين تمهيدا لاستئناف العملية السلمية. واشاد الرئيس عباس ب «دعم الملك المتواصل للشعب الفلسطيني مشيرا الى ان الجهود والاتصالات التي قام بها الملك خلال الأسابيع الماضية عززت الموقف السياسي للجانب الفلسطيني». بدوره، أكد عبد الله الثاني أهمية استئناف الحوار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للتفاوض حول قضايا الحل النهائي. وأعرب عن دعم الأردن لمساعي السلطة الوطنية الفلسطينية الهادفة إلى استئناف المفاوضات مع إسرائيل والتأكيد على ضرورة ان يتبع الانسحاب من غزة انسحابات أخرى من الضفة الغربية وفقا لخطة السلام الدولية «خريطة الطريق». وأشار إلى دعم الأردن الكامل للسلطة الوطنية الفلسطينية في جهودها الرامية الى مواصلة استكمال بناء المؤسسات وتعزيز سلطاتها الأمنية وتوفير ظروف معيشية أفضل للشعب الفلسطيني. وبين عبد الله الثاني الحاجة إلى توحيد الموقف الفلسطيني والى مشاركة كافة القوى السياسية الفلسطينية في عملية بناء مستقبل امن وواعد يحقق تطلعات وأماني الشعب الفلسطيني. وحضر الاجتماع، الذي تخلله مأدبة إفطار، من الجانب الأردني: رئيس الوزراء الدكتور عدنان بدران ورئيس الديوان الملكي الهاشمي فيصل الفايز ومدير مكتب الملك بالوكالة الدكتور معروف البخيت ووزير الخارجية فاروق القصراوي. وحضرها من الجانب الفلسطيني وزير الخارجية ناصر القدوه ومستشارا الرئيس الفلسطيني نبيل ابو ردينه وجبريل الرجوب والقائم بالاعمال الفلسطيني في عمان عطا خيري. إلى ذلك، صرح عباس ان «تصريح الرئيس (الاميركي جورج بوش) بأن قيام الدولة الفلسطينية لن يكون في عهده جاء عفويا دون التخطيط له». وقال عباس في تصريحات صحافية عند وصوله مطار عمان المدني «اننا طيلة اجتماعاتنا وحديثنا مع الرئيس الاميركي لم يتطرق لمثل هذا التأجيل او التأخير(...) إنما جاءت تصريحاته عفوية». مؤكدا أن «هذا الذي أعرفه وفهمت منه بعد ذلك أنها خرجت منه بهذا الشكل». وأكد أن «الرئيس (الاميركي) لم يكن يقصده ويتمنى قيام الدولة الفلسطينية خلال سنة أو اقل أو أكثر وان ينطبق عليها خريطة الطريق لكنه لا يقصد التأجيل بمعنى «المطمطة» في المواعيد ثلاث سنوات او أربع سنوات». و قال عباس إن جولته الأخيرة تأتي بعد خروج الإسرائيليين من قطاع غزة وخروج المستوطنين من هذا القطاع. وبين أن هناك قضايا لا بد ان نبحثها بعد الانسحاب أو الخروج من القطاع وهو العودة إلى خريطة الطريق وتطبيق تفاهمات شرم الشيخ إضافة إلى البحث في قضايا المرحلة النهائية هذه المواضيع تم بحثها خلال الجولة. وأوضح أنه كان هناك حوار معمق مع الرئيس الاميركي والإدارة ووزارة الخارجية بخصوص مشاركة (حماس) في الانتخابات. وقال إنه كانت لهم وجهة نظر «غير أننا توصلنا الى تفاهم وهو ان (حماس) حركة فلسطينية جزء من الشعب الفلسطيني يجب أن تشارك في الانتخابات لأن هذه هي أسس الديمقراطية». وشدد على «أننا سنذهب للسلام حتى بالرغم من وجود تجاوزات قائمة ومستمرة ولكن يجب أن لا نتوقف عن عملية السلام ولا يجوز أن نعطي سببا للآخرين لعدم الذهاب إلى السلام إذا كانوا يقومون بتجاوزات بل على العكس نحن نذهب للسلام ونطالب بوقف التجاوزات».