أولى مباريات الدور نصف نهائي، والناس هنا حائرون، متعجبون منبهرون، قبل بدء اللقاء، بلاتر مع كبار المسؤولين والضيوف توقع مباراة جيدة وقوية وأكد لعدد من السعوديين أن فرصة الاتحاد موجودة، أما نحن فاعتبرناها من ضمن لباقة ومجاملات رئيس الاتحاد الدولي والتي اشتهر بها مع ضيوفه، فالخصم اليوم غير خصم أمس، وساوباولو البرازيلي من الفرق المشهود لها عالمياً، وسبق أن حقق كأس العالم 3 مرات في اليابان، عندما كانت تقام بين بطل أميركا الجنوبية وبطل أوروبا، لذا البحث عن أداء مقنع وخسارة لا تكون ثقيلة كان منتهى طموح البعض، الجماهير السعودية موجودة، ولكنها قليلة جداً، إذا ما قورنت بالجماهير البرازيلية الحاضرة بكثافة ومتوزعة في المدرجات التي تتسع لأكثر من 60 ألف متفرج في ملعب طوكيو الرئيسي، الذي شيد عام 1964. عدد الحضور تجاوز الپ31 ألف متفرج، الكل يترقب ماذا سيفعل أبناء السامبا. يعلن الحكم الفرنسي عن بدء اللقاء، وهجوم برازيلي مبكر، وارتباك ورهبة تبدو على السعوديين، وخمس دقائق أولى مرت كأنها خمس ساعات وكأن اللاعبين لم يستطيعوا استنشاق الهواء، لم يحاول بعدها الاتحاديون استعادة أنفاسهم من جديد، أما رئيس اتحاد الكرة في لاتفيا كونتيس الذي يتعاطف معنا كثيراً، فيؤكد عودة الاتحاد للمباراة وإمكان تحقيق نتيجة جيدة، نهاية الربع ساعة الأولى تعلن عن هدف برازيلي عبر أقدام سعودية، البعض يتساءل: هل أزيح الستار عن الفصل الأول من المسرحية؟ الحماسة والإصرار بعد الهدف الأول بدآ يزدادان ويظهران على لاعبي الاتحاد، عكس ما يتوقعه البعض، والفريق عاد للمباراة من جديد، وبدا أنهم عطشى جداً للأداء المميز والكرة الجميلة، على رغم قوة الخصم، وخبير الكرة الاسكتلندية جاك ماكيكين 73 عاماً يؤكد أن التعادل قادم، وأن الفريق قادر على التفوق، وهو ما تحقق عبر أقدام النجم المتجدد نور، الجماهير البرازيلية تبدو غير مصدقة والضغط الاتحادي يتواصل، والفرص تضيع من أقدام كالون ورفاقه، انتهى الشوط الأول بالتعادل والأفضلية للسعوديين عكس كل التوقعات، صالة كبار الضيوف بدأت تتحدث عن تفاصيل الشوط الأول وتحلله عكس المباريات السابقة، بلاتر يؤكد لنا"فريقكم الأفضل والأميز والأكثر قتالية، وهو ما يتضح على اللاعبين، الفوز والتأهل إلى النهائي ليس صعباً على هذا الفريق"، أما رئيس الاتحاد الأفريقي عيسى حياتو فلا يستطيع إيقاف فضوله ليشارك في الحديث عن الاتحاد"فريقكم قوي ورائع بل إنه ممتع في تقديم كرة جميلة، الشوط الأول كان يجب أن ينتهي بتفوقكم". أما لاعب كرة الطائرة ورئيس الترجي التونسي سابقاً عضو"الفيفا"سليم شيبوب فيحادث الرئيس الاتحادي ويؤكد"ابعدوا الخوف هاجموا وواصلوا تقديم كرة جميلة، فالفوز ممكن أن يتحقق". أما الرئيس الطموح منصور البلوي فقد بدا فرحاً ومشدوداً ومتفائلاً بفريقه"على رغم الظروف التي واجهتنا بخسارة اللاعبين البرازيليين وإيقاف جوب إلا أن الأداء كان رائعاً، أتمنى تحقيق النصر وإنجازاً سعودياً جديداً". الكل في الإستاد يترقب ماذا سيحدث، ساوباولو يفاجئ الجميع بهدف مبكر جداً مع انطلاقة الشوط الثاني، محاولاً قتل الفرحة والطموح لدى خصومه، ليحاول الاتحاديون لملمة أوراقهم من جديد والعودة إلى اللقاء، وعكس ما هو متوقع يحصل البرازيليون على ركلة جزاء يضاعف منها حارسهم الفارق لهدفين لتصبح النتيجة 3-1، جماهير السامبا ترقص فرحاً بعد أن حبست أنفاسهم طويلاً في اللقاء، الأهازيج تعلو، ولكن السعوديين عائدون إلى اللقاء عبر سيطرة وضغط جديدين عقب تغييرين بدخول أمين والمولد المعفو عنه، والمنتشري يقلص الفارق لفريقه، ليحاول بعدها الاتحاد تكثيف الضغط وسط دفاع برازيلي مدجج على غير عادتهم في كرة القدم، وعدد من الفرص التي كانت كفيلة بقلب الطاولة تهدر ليكسب البرازيليون اللقاء والسعوديون الاحترام والتقدير من الجميع على الأداء الراقي والمستوى المشرف. أما شيبوب الذي بدا غاضباً من النتيجة يقول:"لا يمكن في كرة القدم أن تقرض الخصم في البداية لتبحث عن السداد في النهاية لأن الوقت لا يسعف دوماً، والحقيقة الاتحاد كان أفضل في معظم فترات المباراة التي فرط فيها". أما حياتو فيقول:"كرة القدم يخذلك فيها أحياناً الحظ... وهو الذي افتقده السعوديون وخذلهم في المباراة". أما عضو وممثل الاتحاد السعودي المهندس حسن جمجوم فقد بدا سعيداً بما قدمه اللاعبون من أداء داخل الميدان وهو يتلقى تهاني مختلف الضيوف على ذلك. ويؤكد نتمنى تحقيق الميدالية البرونزية لأنها ستكون مكسباً يضاف لإنجازات الكرة السعودية العديدة، وهو أمر ليس بالغريب... واللاعبون كانوا رائعين على رغم سوء طالعهم في اللقاء. أما خبير الكرة الاسكتلندية فختم الحوار بعبارة"لقد كسبوا لأنهم برازيليون وليسوا لأنهم الأفضل في المباراة... صدقوني الاتحاد يعتبر حقاً من الفرق العالمية... والكرة السعودية تكرر التميز... وأتذكر كأس العالم للناشئين التي خسرناها أمامكم... وكأس العالم 94... الكرة لديكم تسير في شكل مميز... وأتمنى مشاهدة عدد من المباريات في دوريكم المحلي". هذا جزء من قصة فريق الاتحاد السعودي في بطولة أندية العالم في اليابان التي نتمنى أن تختم من جانبهم في الفصل الأخير، كما بدأت في فصلها الأول أمام الأهلي المصري بطل أفريقيا، إيجابية في الأداء والنتيجة، وهو ما يستحقه السعوديون هنا.