تتعدد أسباب اعتبار مباراة اليوم على استاد القاهرة بين الزمالك المصري والترجي التونسي في الجولة السادسة من المجموعة الثانية من ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، قمة حقيقية سيحرص كبار المسؤولين الكرويين في العالم، وعلى رأسهم السويسري جوزف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي، ونائباه السويدي لينارت يوهانسون والكاميروني عيسى حياتو على حضورها ميدانيًا. ويتساوى الفريقان في عدد النقاط برصيد عشر لكل منهما وبفارق نقطة واحدة عن آسيك ميموسا العاجي الذي يحتل المركز الثالث، وأمامه مهمه سهلة اليوم أيضًا أمام كوستا دل سول الموزامبيقي الذي خسر مبارياته الخمس السابقة. وإذ يُرجح ارتفاع رصيد آسيك ميموسا إلى 12 نقطة، يغدو التعادل في قمة القاهرة وبالاً على أحد الفريقين العربيين. وسيلعب المدربان البرازيلي كابرال الزمالك والسويسري دي كستال الترجي مباراة فنية اخرى على الخطوط، ولا شك في ان من سيتمكن من قراءه اوراق خصمه اولاً... ستكون السيطرة الميدانية في مصلحة فريقه داخل الملعب. لم تنم جماهير الزمالك ليلة أمس، ودارت حول النادي في تظاهرات صاخبة بأعلامها البيض تمهيدًا لحضور جماهيري قياسي ينتظر أن يتجاوز ال80 ألف متفرج في خلال مباراة الفريق القاهري أمام الترجي التونسي. وبدا مدرب الزمالك، البرازيلي كارلوس كابرال مهمومًا جدًا بسبب غياب أربعة من نجوم فريقه هم حازم إمام المصاب بتمزق عضلي ومحمد صديق الذي يعاني من كدمة عنيفة في الكتف، وبشير التابعي وحسام عبد المنعم اللذان ينفذان عقوبة إيقاف من الاتحاد الافريقي. ولا تبدو خيارات المدرب كثيرة في تشكيلته الذي ستطبق خطة الانتشار التقليدية 3-5-2 مع مواكبة وليد عبداللطيف الدائمة للهجوم والدعم من الجانبين لإبراهيم حسن وطارق السيد والتسديد البعيد من تامر عبدالحميد ومحمد عبدالواحد ومحمد ابو العلا. ولا يقل طموح الترجي في هذه المباراة التي سيواكبها نحو 300 من أنصاره، عن ضيفه وهو يخوضها بتفاؤل كبير بالتأهل، علمًا أنه لا يغيب عن صفوفه إلا المدافع كلايتون المصاب. ويطبق الترجي خطة لعب 4-4-2، ويقود خط هجومه علي الزيتوني الذي ظهر بمستوى مميز في مباراة منتخب بلاده الودية أمام البرتغال في لشبونة وأحرز هدف التعادل. وعمومًا، عكست أجواء الشارع عشية المباراة تجاوز الجمهور الحرب النفسية التي اعتادت أن تسبق لقاءات فرقهم مع الاندية المصرية، ودارت أحاديث المقاهي والمكاتب حول الاداء الجيد في المباراة أمام البرتغال. واللافت أن رئيس الترجي سليم شيبوب التحق بالفريق من مدينة زوريخ السويسرية، وصام عن الكلام المباح باستثناء جملة واحدة مفيدة: "نعلم ما ينتظرنا... الانتصار فقط"، علمًا أنه كان ألمح في أحاديث صحافية سابقة عدة إلى أن الخروج من البطولة سيعني الاستغناء عن 80 في المئة من لاعبي الترجي ومعهم المدرب. ويعلم المدرب السويسري دي كستال أن مفتاحي العبور إلى الدور التالي يتجسدان في التنظيم الدفاعي الجيد وفاعلية المباغتة الهجومية، في حين أنه سيسعى إلى تجنب قوة الزمالك الضاربة في الدقائق العشرين الاولى من بداية كل مباراة. ولعل لغة الأرقام تصب في مصلحة الترجي الذي لم يُهزم في القاهرة حتى الآن، ولكنه لم يسجل هدفًا واحدًا أيضًا فيها. وقال مدرب الزمالك في الموسم الماضي أوتو فيستر المشرف حاليًا على الصفاقسي: "تكمن قوة الزمالك في الاداء الجماعي المنظم والقدرة على التحكم بمجريات المباراة استنادًا إلى الخبرة الواسعة للاعبيه، نقاط ضعفه قليلة، إلا أنه يفقد توازنه حين يمر بعض اللاعبين بفترة نزاع".