وسط اتهامات من قوى المعارضة لأجهزة الأمن المصرية بتعمد عرقلة مرشحي المعارضة في الانتخابات البرلمانية المقررة في التاسع من تشرين الثاني نوفمبر المقبل، والاعتداء عليهم، بدأ أمس تلقي طلبات الترشيح من خلال اللجان المشكلة في مديريات الأمن والتي يرأسها أحد أعضاء الهيئة القضائية وممثل عن وزارة الداخلية. وسيجري التنافس في الانتخابات على 444 مقعداً في 222 دائرة تضم 9840 لجنة عامة وفرعية. وتستمر مديريات الأمن في تلقي طلبات الترشيح لمدة خمسة أيام تنتهي الأربعاء 19 تشرين الأول أكتوبر الجاري، وكان يفترض أن يتنافس المرشحون على الحصول على الرموز الانتخابية البالغ عددها 99 رمزاً، إلا أن الحزب الوطني الحاكم استأثر كالعادة برمزي"الهلال"و"الجمل"ما أثار غضب مرشحي المعارضة والمستقلين. ونال الوطني غضب شخصيات تنتمي إليه لم ترد اسماؤهم في لائحة مرشحي الحزب والانتخابات فتحدوا حزبهم وقرروا الترشيح مستقلين. وتبدأ مرحلة تلقي الطعون وفحصها وإعلان نتائجها والتي تستغرق اسبوعاً لتأتي مرحلة التنازلات التي تستمر حتى قبل موعد إجراء الانتخابات البرلمانية. وتجري المرحلة الأولى في محافظاتالقاهرة والجيزة والمنوفية وبني سويف والمنيا وأسيوط ومطروح والوادي الجديد، يوم الأربعاء 9 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، وفي الحالات التي تقتضي إعادة الانتخابات تجري الإعادة يوم الثلثاء 15 من الشهر نفسه. وتجري المرحلة الثانية في محافظاتالاسكندرية والبحيرة والاسماعيلية وبورسعيد والسويس والقليوبية والغربية والفيوم وقنا، يوم الأحد 20 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، وفي الحالات التي تقتضي إعادة الانتخابات تجري الإعادة يوم السبت 26 من الشهر نفسه. وتجري المرحلة الثالثة في محفاظات الدقهلية والشرقية وكفر الشيخ ودمياط وسوهاج وأسوان والبحر الأحمر وشمال سيناء وجنوب سيناء، يوم الخميس الأول من كانون الأول ديسمبر المقبل، وفي الحالات التي تقتضي إعادة الانتخابات تجري الإعادة يوم الأربعاء من الشهر نفسه. وكانت جماعة"الإخوان المسلمين"أعلنت عن ترشيح 170 من أعضائها، فيما قالت مصادر الجماعة أن لدى قادتها آمالاً في نيل نحو 80 مقعداً في البرلمان المقبل. وعقد ممثلون عن أحزاب وقوى المعارضة اتحدوا في جبهة لمواجهة الحزب الوطني في الانتخابات، وطرحوا لائحة ضمت 222 مرشحاً وينتظر أن يطرحوا لاحقاً لائحة مرشحين أخرى سيتم الاتفاق عليها. وسميت اللائحة"قائمة المعارضة الموحدة لانتخابات مجلس الشعب 2005". وفي التفاصل ان حزب الغد سيرشح 123 من أعضائه بينهم 58 في المرحلة الأولى و37 في المرحلة الثانية و28 في الثالثة، وسيرشح حزب التجمع اليساري 46 من أعضائه بينهم 16 في المرحلة الأولى و15 في الثانية ومثلهم في الثالثة، أما الحزب الناصري فسيرشح 22 بينهم 7 في المرحلة الأولى و8 في الثانية و7 في الثالثة، وسيرشح حزب العمل 16 بينهم 8 في المرحلة الأولى و6 في الثانية و2 في الثالثة. أما التجمع الوطني من أجل التحول الديموقراطي فسيرشح ثلاثة بينهم الصحافي مصطفى بكري، والحملة الشعبية سترشح ثلاثة، وحزب الكرامة تحت التأسيس سيرشح تسعة. وضمت اللائحة الموحدة للمعارضة 110 سيتنافسون على المقاعد المخصصة للفئات و107 للعمال و5 للفلاحين. وعلى رغم أن أعضاء وقادة الجبهة اتفقوا على التعاون في ما بينهم لإنجاح مرشحيهم وكذلك على ترديد شعارات موحدة، إلا أنه ظلت هناك خلافات في شأن 16 دائرة لم يتم حسمها وهي دوائر: مصر القديمة بين عصام شيحة - فئات الوفد، والدكتور أحمد عبدالله رزه - فئات، وبولاق الدكرور بين منتصر الزيات - الوفد، وكمال أبو عيطة - الكرامة، إمبابة بين نشوى الديب - الناصري، وكمال خليل إبراهيم - الاشتراكيون الثوريون، أوسيم بين ماهر عايش - عمال العمل، ومحمد تليمة - عمال التجمع، وتلا بين اللواء علي مقلد - فئات التجمع، الدكتور عادل سعيد - فئات العمل، ديروط بين الدكتور أحمد عزت جبارة - فئات الوفد، ومحمد عبد الدايم - الناصري، المنتزه بين المهندس حسين الزعفراني - فئات الوفد والدكتور عبد الله حسين - العمل، وكرموز بين محمد بلال - الوفد، وسيد متوللا - الناصري وعبد الرحمن الجوهري - الكرامة، المنشية إيهاب زغلول - فئات الوفد، وجلال عبد القادر - التجمع، سمنود سيد زينة - فئات الحملة الشعبية، ومحسن أبو سعدة - العمل، بسيون أبو زيد المراسي - فئات الوفد، وناصر أبو طاحون - الناصري، قوص حمدي يوسف المحامي - فئات وفد، حساني عثمان - التجمع، نجع حمادي مدحت فائق إلياس - الوفد، والدكتور عباس صابر الشريف - الناصري ومدينة النصر - أتميدة - القنايات - دسوق - كفر سعد - أسوان. ويرجح أن يصل عدد المرشحين من الأقباط داخل الجبهة الى 13 مرشحاً منهم 7 فئات و6 عمال. وضمت لائحة الجبهة 7 مرشحات من السيدات بينهن اثنتان من الوفد وأربع من التجمع وواحدة من حزب الكرامة. ومثل كل الانتخابات السابقات اتهمت قوى المعارضة وزارة الداخلية بالانحياز إلى مرشحي الوطني، والاعتداء على مرشحي القوى الأخرى، خصوصاً مرشحي جماعة"الإخوان المسلمين"وقالت الجماعة إن"نواب الشعب القادمين وقفوا طابوراً أشبه بطوابير المسجلين الخطرين أمام مديرية أمن القاهرة في حي باب الخلق فيما دخل مرشحو ووكلاء الحزب الوطني من بابٍ مستقل إلى المديرية لأجلِ الحصولِ على الرموز التي يريدونها لمرشحيهم في الانتخابات". وقال"الإخوان"إن اعتداءات وقعت على مرشحي الجماعة والمستقلين أمام المديرية منذ حضورهم لتقديم أوراق ترشيحهم في هذه الانتخابات، وأن أجهزة الأمن أدعت أنَّ الوجود الأمني المكثف والذي استقبل الجميع أمام المديرية إنما هو لتنظيم عملية دخول المرشحين إلى المديرية في حين أنَّ عملية فتح باب الترشيح شهدت مهزلة بالسماح فقط لمرشحي الوطني بالدخول، فيما لم يُفتح الباب أمام المرشحين الباقين في تمام التاسعة صباح أمس السبت الموعد الرسمي المخصص لذلك، ومن هنا حصل ما قيل إنه تدافع من جانب المرشحين للحصول على الرموز الانتخابية التي يرغبونها. وقالت مصادر الإخوان إن قوات الأمن المركزي حضرت لتطويق المكان، وتعاملت مع مُرشحي الإخوان والمستقلين بشكلٍ"مثَّل مهزلةً لآدمية هؤلاء وكرامتهم"حيث قام الأمن بضربهم بالهراوات والعصي، والدخول في مشاجراتٍ معهم وطالت الاعتداءات الأمنية الصحافي محمد السيد من جريدة الوفد. وقال رئيس حزب الغد الدكتور أيمن نور المرشح في الانتخابات عن دائرة باب الشعرية ان ما حصل يُشكك"في أن تكون المعركة الانتخابية المقبلة على أي قدرٍ ممكن من النزاهة". وأضاف"إن المرشحين يقفون الآن طابوراً أمام المديرية أشبه بطابور المسجلين الخطرين.. وأخشى أننا سنُفاجأ بأننا سندخل قفصاً حديدياً سيُخصص لمرشحي الشعب"، مؤكداً أن كل ذلك تم"لمصلحة الحزبِ الوطني الحاكم للسماح لمرشحيه بالحصول على الرموز الانتخابية التي يُريدونها"الهلال للفئات والجمل للعمال"- كما في كل مرة". واعتبر أنَّ ذلك هو"بداية التزوير في الانتخابات". من جهتِهِ، قال كمال عباس المنسق العام لدار الخدمات النقابية وأحد المرشحين للانتخابات إنَّ ما حدث من تدخلاتٍ أمنية"يُعتبر مهزلة"، نافياً الرواية الأمنية للحادث التي اتهمت المرشحين بالتدافع، ومن ثَمَّ حصول ما حصل. وتساءل المهندس تحسين مطر المرشح المستقل عن دائرةِ مصر القديمة:"كيف يمكن أن يقوم الأمن بالاعتداء على مواطن قد يُصبح بعد ذلك أحد نواب الشعب". أما النائب علي فتح الباب وهو مرشح جماعة الإخوان المسلمين عن دائرة التبين، فقال:"إنَّ ما حدث منظر سيىء ولا يليق بالإنسانية بشكلٍ عامٍ". وأضاف أنه كان من المفترض أن يتم تهيئة المكان بشكلٍ أفضل لاستقبالِ المرشحين، منتقداً عدم وقوف مرشحي الوطني في"طابور"المرشحين. وتساءل:"هل هُم فوق البشر؟". وفي الاسكندرية تظاهر نحو الف مسلم احتجاجاً على مسرحية تُعرض في كنيسة قبطية اعتبروها مسيئة للمسلمين. وتتناول المسرحية موضوع قبطي اشهر اسلامه ثم اراد العودة الى ديانته الأصلية.