} اجريت أمس الجولة الأولى من المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية المصرية في مناخ هادئ لم يخل من بعض الشكاوى من مرشحين ينتمون إلى قوى المعارضة السياسية وخصوصاً "الإخوان المسلمين" من تدخلات أمنية وإدارية للتأثير على مواقفهم مقابل تسهيلات لمرشحي الحزب الوطني الحاكم. وأظهرت النتائج الأولية مؤشرات على أن نحو 90 في المئة من الدوائر التي جرى فيها الاقتراع ستجرى فيها جولة ثانية للإعادة يوم السبت المقبل بين الحاصلين على أعلى الأصوات فيها اذ تسبب العدد الكبير للمرشحين في تشتيت الأصوات. كما كان متوقعاً شهدت الدوائر التي ترشح فيها 28 من رموز جماعة "الإخوان المسلمين" في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية المصرية الذين خاضوا المنافسات في أربع محافظات من بين 9 محافظات جرت فيها الجولة الأولى من تلك المرحلة أمس صراعات حادة. وجرت الانتخابات في 67 دائرة بين 1354 مرشحاً. وأجرت السلطات الانتخابات في دائرتي طلخا في محافظة الدقهلية وبندر دمياط في محافظة دمياط على رغم حكمين قضائيين صدرا أول من أمس بوقفها لمصلحة اثنين من المرشحين المستقلين كانا اعترضا على عدم منحهما اللوائح الخاصة باسماء الناخبين. وطعنت الحكومة في الحكمين صباح أمس. وإضافة الى مرشحي الإخوان خاض الانتخابات في المرحلة الثانية تكتل من المستقلين غير المنتمين إلى قوى سياسية منهم نواب سابقون مثل الدكتور إبراهيم عوارة والسيد فكري الجزار والسيد توفيق زغلول. وانخفض عدد مرشحي الحزب الوطني الحاكم من 134 الى 124 مرشحاً بعد تغيير صفات تسعة منهم الى فئات ليتنافسوا مع زملائهم واستبعاد مرشح لجهله بالقراءة والكتابة. لكن مصادر في الحزب أكدت ل "الحياة" إنه تمت تسمية عدد مقابل من المنشقين عن الحزب مرشحين رسميين. وتوقع مراقبون أن يخسر الحزب أكثر من نصف مرشحيه الرسميين في نهاية جولة الاقتراع الثانية السبت المقبل. وشهدت مقرات الاقتراع أمس اقبالاً متفاوتاً بين المحافظات المختلفة، وإن شكا جميع المرشحين من ارتباك قوائم الناخبين التي دفعت بكثيرين منهم الى عدم التصويت اضافة إلى الازدحام الشديد داخل اللجان بسبب ضخامة الأعداد المسجلة في كل لجنة ما أدى إلى بطء شديد ترتب عليه تمديد عملية الإدلاء بالأصوات إلى ساعة متقدمة من المساء في دوائر عدة. وأعرب القطب البارز في جماعة "الإخوان المسلمين" النائب السابق الدكتور عصام العريان عن أمله في أن يكون الهدوء النسبي الذي جرت فيه الانتخابات أمس "نتيجة لاقتناع المسؤولين بأن الحؤول دون وصول ممثلين عن قوى بعينها ومنها الإخوان إلى البرلمان أمر لا جدوى منه". ولاحظ العريان أن فعاليات الجولة الأولى في كل مرحلة تكون هادئة نظراً لكثرة المرشحين، واشار إلى أن الصدامات التي وقعت في المرحلة الأولى جرت في جولة الإعادة "حيث تركز الجهود الحكومية لإنجاح مرشحي الحزب الوطني في مواجهة منافسيهم". وقال العريان "إن قوات الأمن في المحافظات التي خاض فيها مرشحو الجماعة الانتخابات أمس ألقت القبض فجراً على أعداد كبيرة من عناصر الجماعة لمنعهم من المشاركة في الاقتراع وحرمان المرشحين من مندوبيهم". وعقد مرشحو "الإخوان" في محافظة الغربية مؤتمراً صحافياً مشتركاً ألقوا خلاله بياناً جاء فيه "لا نجد مبرراً لهذه الحرب الضروس المعلنة ضدنا من جانب السلطة منذ الاعلان عن ترشيحنا للانتخابات، هل لأننا نرفع شعار الإسلام هو الحل أم لأننا ننادي بتطبيق شريعة الله عز وجل؟". وأضاف البيان: "لن يصرفونا عن مواصلة الطريق ونقول احذروا فإن كثرة الضغط تؤدي إلى الانفجار". وقال رئيس غرفة عمليات حزب "الوفد" الدكتور السيد بدوي إن أعداداً كبيرة من السيدات من أنصار مرشحي الحزب في المناطق الريفية فشلن في الإدلاء بأصواتهن لعدم امتلاكهن هويات شخصية. وتشدد رؤساء اللجان في تطبيق هذا الجانب، في حين نجح مرشحو الحزب الحاكم في الحصول على شهادات مختومة من الشرطة لإثبات شخصية الناخبين من أنصارهم. ودفع الحزب الحاكم بخمسة وزراء اربعة منهم سابقون في جولة يوم امس في محافظتي الدقهلية والشرقية الى جانب وزير الري الدكتور محمود أبو زيد. وتقدمت أحزاب المعارضة برموز مهمة منها نائبا التجمع في البرلمان محمد الضهيري ورأفت سيف في الدقهلية. وخاض التيار الناصري مواجهات حاسمة، وقال الأمين العام للحزب الناصري السيد ضياء الدين داود الذي رشح في محافظة دمياط ل"الحياة" إن "الانتخابات تسير بهدوء". من جهة أخرى دافع الحزب الحاكم عن إعادته المنشقين الى صفوفه بعد هجوم عنيف تعرض له من وسائل الإعلام القومية والمعارضة. وقال الأمين المساعد للحزب السيد كمال الشاذلي إن "المستقلين الذين عادوا هم اعضاء في الحزب وخاضوا الانتخابات على مبادئه وعودتهم إلى صفوفه بعد نجاحهم أمر طبيعي. رفضنا ضم مستقلين آخرين بعد نجاحهم لأنهم ليسوا أعضاء في الحزب". واشار الشاذلي إلى أن الحزب "اعاد تسمية المرشحين رسمياً قبل انطلاق جولة الإعادة لهذه المرحلة، وهذا الاجراء لا يخالف القانون ولا يخادع الناخبين، وبعض أحزاب المعارضة مثل الوفد اتبع الاسلوب ذاته رغم انتقاده لما فعلناه".