تنتهي غداً الأربعاء فترة قبول طلبات الترشيح للانتخابات البرلمانية في مصر المقرر إجراؤها على ثلاث مراحل بدءاً من 9 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وكان لافتاً أن الايام السابقة كشفت حالات من الانشقاق والاستقالات والصدامات ليس فقط بين أعضاء الحزب الوطني الحاكم بل أيضاً بين أحزاب المعارضة نفسها. وشهدت مديريات الأمن أمس إقبالاً متوسطاً من المرشحين لتقديم طلبات خوض المعركة الانتخابية، بعد الاقبال الكثيف من المرشحين السبت الماضي - أول يوم لتلقي الطلبات - خصوصاً من مرشحي الحزب الوطني للفوز برمزي"الهلال"و"الجمل"الذي اعتاد مرشحو الحزب عليهما في كل الانتخابات التي جرت على مستوى الرئاسة أو الشورى أو الشعب خلال السنوات الماضية. ونشبت خلافات وصدامات بين عدد من المرشحين لنيل رموز بعيدة عن أي مدلول سيئ مثل الكنكة والجردل والمقشة والخيشة وغيرها من الرموز. وسادت المحافظات المختلفة أمس حال تذمر واستياء وانشقاقات بين مختلف الأحزاب وعلى رأسها الوطني، إذ شكّل المستبعدون من الترشيح قوة ضغط كبيرة على قيادة الحزب وقرر كثيرون منهم دخول المعركة مستقلين أملاً في تحقيق الفوز وإجبار الحزب على قبول عضويتهم من جديد، خصوصاً أن لغة الوعيد والتهديد خفت من قيادات الوطني خلال اليومين الماضيين بعد إعلان اسماء المرشحين وتقلصت من الفصل إلى تجميد العضوية. لكن يبدو في النهاية أن معركة طاحنة ستجرى ما بين مرشحي الوطني والمنشقين عن الحزب. ويُتوقع ان تشهد دائرة القناطر الخيرية في القليوبية صراعاً كبيراً بين المرشحين بعد حال تكرّس"الانشقاق"بين مرشحي الحزب الوطني الذين تقدموا بأوراق ترشيحهم أمام المجمع الانتخابي. وأعلن عدد من هؤلاء استقالتهم من الوطني ودخول المعركة مستقلين بعدما لم يتبن المجمع الانتخابي ترشيحهم. ويعتمد كل من السادة عبدالله عبدالهادي النائب السابق ونصر همام ومحيي الدين محمد والدكتور صلاح عبدالعظيم على شعبيتهم داخل الدائرة، وقرروا مواجهة مرشحي الحزب الرسميين السيدين منصور عامر وجمال عبدالمقصود. وازدادت هذه المعركة سخونة بدخول جماعة"الإخوان المسلمين"على خط المنافسة وظهور أول حالة عدم تنسيق بين أحزاب الجبهة الموحدة والإخوان، إذ سينافس السيد ناصر الحافي عن التيار الاسلامي ليس فقط مرشحي الوطني بل أيضاً مرشح حزب التجمع المعارض الدكتور شوقي الكردي. ويُتوقع ان يؤدي هذا التنافس إلى عدم حسم المعركة في جولتها الأولى واحتمالات الإعادة كبيرة في هذه الدائرة. وخرج السيد محمد أحمد أمين العمال في الوطني في سوهاج عن الالتزام الحزبي ورفض ترشيحات الأمانة العامة للحزب التي لم تلتزم باختيارات المجمعات الانتخابية التي وصفها بأنها"كانت شكلية فقط"واعلن انه سيقدم استقالته من عضوية الحزب، متوقعاً أن يخسر الوطني مقاعد عدة في المحافظة. ولم ينتظر العديد من أعضاء الوطني في دمياط قرارات الفصل من الأمانة العامة فقدموا استقالاتهم احتجاجاً على الترشيح الذي وصفوه بالهزيل. فأكد السيد سمير التلباني عضو الحزب أنه سيترشح مستقلاً وكذلك بقية زملائه. وقدمت السيدة عواطف كعك نائبة الفيوم استقالتها من الوطني وأعلنت ترشيح نفسها مستقلة عن دائرة الشوابي. وشهدت السويس انقساماً كبيراً حيث رفض خمسة مرشحين منتمين الى الوطني ترشيحات الحزب وقرروا خوض المعركة مستقلين وعلى رأسهم السيد حسان حسين في الدائرة الأولى والسيد شرف محمد شرف في الدائرة الثانية. والحال لا يبدو مختلفاً في محافظة الاسكندرية بعد تقديم الدكتور كريم كردي استقالته والترشح على قائمة الوفد منافساً للدكتور محمد عبد اللاه. كذلك قدم أمين الوطني في المنتزه استقالته احتجاجاً على ترشيحات الوطني واستبعاده من الترشيح. وحض الدكتور اسامة شلتوت عضو مجلس الشورى رئيس حزب التكامل بقية الأحزاب على مقاطعة الانتخابات بحجة سيطرة رأس المال عليها، في حين قدّم أيمن نور رئيس حزب الغد وضياء الدين داود رئيس الحزب الناصري أوراق ترشيحهما بوصفهما رئيسين لحزبين، وهما الوحيدان اللذان دخلا المعركة كرؤساء أحزاب.