يعلن الرئيس حسني مبارك بعد غد الأربعاء تفاصيل برنامجه الانتخابي الذي سيخوض على أساسه الانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من أيلول سبتمبر المقبل. وسيلقي مبارك خطاباً في تجمع شعبي في العاصمة علمت"الحياة"أنه سيتضمن عرض مخططه لتحقيق إصلاحات سياسية تتضمن تعديلات دستورية وتشريعية ومشاريع خدماتية للتعاطي مع مشاكل البطالة والإسكان وتوفير السلع الأساسية. كما سيتضمن الخطاب أفكاراً ينوي تطبيقها في حال التمديد له لفترة رئاسة خامسة تتعلق بالإعلام وتداول المعلومات وحرية الرأي والتعبير، بينها تأسيس هيئة مستقلة تتولى تنظيم البث التلفزيوني والإذاعي، ما يعني إجراء تعديلات جوهرية على عمل وزارة الإعلام التي ظل اتحاد الإذاعة والتلفزيون أحد الجهات التابعة لها. وقالت مصادر مطلعة إن البرنامج الانتخابي لمبارك سيعنى بنقلة نوعية في العمل الإعلامي لإعطاء حرية أكبر لبث المعلومات وتطوير الأداء التلفزيوني والإذاعي وتوفير التقنيات الحديثة التي تضمن تنشيط الإعلام المصري، وإضافة ميزات تنافسية له، مشيرة إلى أن الأفكار ذات العلاقة بالإعلام سيتزامن مع تطبيقها إجراء تعديلات في القوانين التي ظلت تحكم وضع الإعلام المصري في السنوات الماضية. وذكرت المصادر أن بين القوانين التي سيعمل مبارك على إقرارها"قانون شفافية المعلومات"الذي يحوي مواداً تضمن لوسائل الإعلام تدفقاً للمعلومات من الجهات الرسمية، مشيرة إلى أن المخاوف من أن يحوي القانون قيوداً تعطل حصول وسائل الإعلام على معلومات بعينها ستكون قائمة، إذ سيتم اعتماد صيغ تكمل حق مراسلي الصحف ووسائل الإعلام في عدم إفشاء مصادرها. وسيحوي برنامج مبارك خططاً لعلاج الأوضاع المالية المتدهورة للمؤسسات الصحافية القومية عن طريق إصلاح الهياكل المالية لها. وكانت اللجنة المشرفة على الانتخابات الرئاسية حددت الأربعاء موعداً لبدء الحملات الانتخابية للمرشحين العشرة للانتخابات الرئاسية وذلك لمدة ثلاثة أسابيع. وقالت مصادر في"الحزب الوطني"الحاكم إن مبارك الذي تعهد في خطاب ألقاه الشهر الماضي في محافظة المنوفية إجراء تعديلات دستورية وتشريعية، سيعلن طبيعة تلك التعديلات التي تقلص من صلاحيات رئيس الجمهورية وستوسع من صلاحيات رئيس الوزراء، مشيرة إلى أن برنامج الحملة الانتخابية لمبارك سيعتمد على الاتصال المباشر بالجماهير في شكل أكبر، إذ سيلتقي مبارك اعضاء الوحدات الحزبية في المحافظات والقرى المختلفة كما سيعقد مؤتمرات في تجمعات عمالية وشبابية. وسيواجه مبارك منافسة من تسعة مرشحين جميعهم ينتمون إلى أحزاب بعدما استبعدت اللجنة المشرفة على الانتخابات طلبات مرشحين مستقلين عجزوا عن تأمين موافقة 250 من أعضاء المجالس النيابية، وهو الشرط الذي ورد في التعديلات التي أدخلت على المادة 76 من الدستور في آيار مايو الماضي. وفي زيارة تهدف إلى الحصول على دعم جماعة"الإخوان المسلمين"في الانتخابات الرئاسية، زار رئيس حزب"الغد"الدكتور أيمن نور المرشح لانتخابات الرئاسة المقبلة مكتب إرشاد الجماعة والتقى المرشد العام السيد محمد مهدي عاكف. وقالت مصادر"الإخوان"إن اللقاء تناول القضايا السياسية العامة والانتخابات والبرنامج الانتخابي لنور، وقضايا داخلية وخارجية. وقال عاكف عقب اللقاء إنه ركَّز على مجموعة من الحقائق والاعتبارات التي تحكم أولاً سياسة الجماعة على الصعيد السياسي الداخلي، وحقيقة مواقفها خصوصاً من الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد. وأكَّد علاقات الإخوان المسلمين مع كل الأطراف السياسية في مصر، بما في ذلك الأحزاب التي تختلف معهم على مستوى الفكر والممارسة السياسية، مع ترحيبهم الدائم بالحوار مع كل ألوان الطيف السياسي المصري لما فيه مصلحة عامة. وقال انه أكد ترحيبه باللقاء والحوار مع كل المرشحين العشرة للرئاسة في مصر بدءاً من الرئيس حسني مبارك وصولاً إلى السيد أحمد الصباحي رئيس ومرشح حزب الأمة في الانتخابات، وبما فيهم مرشح حزب الوفد الجديد الدكتور نعمان جمعة. وعن موقف الإخوان من الانتخابات الرئاسية، أكَّد عاكف أهمية الحصول على رأي كل عضو من أعضاء الإخوان بدءاً من القيادات ووصولاً إلى مستوى القواعد الشعبية الجماهيرية قبل اعلان موقف الجماعة الرسمي من هذه المسألة متوقع إعلانه الأسبوع المقبل، وأهمية درس برامج المرشحين كافة للحكم عليها ومدى تطابقها مع المصلحة العامة. من جهة أخرى، وجه الدكتور أيمن نور مذكرة إلى رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات المستشار ممدوح مرعي دوّن فيها ما اعتبره مخالفات وقع فيها الحزب الحاكم في شأن قواعد التنافس على المقعد الرئاسي. ورأى نور ان حملة الدعاية لمصلحة مبارك"بدأت قبل موعدها المحدد من قبل اللجنة العليا من خلال الصحف القومية ومن خلال اللافتات والهدايا وغيره"، معتبراً أن"الوطني تجاوز حد الإنفاق المحدد سقفه في القانون ب 10 ملايين جنيه".