سيواجه الرئيس المصري حسني مبارك تسعة مرشحين آخرين في الاستحقاق الرئاسي الذي سيحل في أيلول سبتمبر المقبل. وأصدرت لجنة الانتخابات الرئاسية، أمس، لائحة نهائية بأسماء المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية المقررة في السابع من الشهر المقبل، ورفضت كل الطعون التي قدمها مرشحون استبعدت طلبات ترشيحهم. وأعلن رئيس اللجنة رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار ممدوح مرعي اسماء المرشحين والرموز التي حددت لهم وهم كل من: الرئيس محمد حسني مبارك عن"الحزب الوطني"رمز الهلال، والدكتور ايمن عبدالعزيز نور عن حزب"الغد"رمز النخلة، واسامة محمد عبدالشافي شلتوت عن حزب"التكافل"رمز الهرم، ووحيد فخري الاقصري عن حزب"مصر العربي الاشتراكي"رمز الشمس، وابراهيم محمد عبدالمنعم ترك عن حزب"الاتحادي الديموقراطي"رمز الفنار، واحمد الصباحي عوض الله خليل عن حزب"الامة"رمز الكتاب، والسيد محمد رفعت العجرودي عن حزب"الوفاق القومي"رمز المصباح الضوئي، وفوزي خليل محمد غزال عن حزب"مصر 2000"رمز السنبلة، ونعمان محمد خليل جمعة عن حزب"الوفد الجديد"رمز الشعلة، وممدوح محمد أحمد قناوي عن حزب"الدستوري الاجتماعي"رمز البيت. وكانت اللجنة استبعدت طلبات ترشيح قدمها قادة في أحزاب مُتنازع على رئاستها مثل حزب"الاحرار"، أو احزاب مجمد نشاطها مثل حزب"العمل". وبين الذين استبعدوا المحامي طلعت السادات ابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات الذي أعلن أنه سيؤيد ايمن نور وسيدعمه في مواجهة مبارك. ووفقاً للتعديلات التي أدخلت على قوانين ذات علاقة بالعمل السياسي أخيراً ونصوص قانون انتخابات الرئاسة، فإن قرارات اللجنة غير قابلة للطعن أمام أي هيئة قضائية ما يرجح أن تفشل محاولات بعض المستبعدين الذين لجأوا إلى القضاء لاستصدار أحكام بإلزام اللجنة قبول طلبات ترشيحهم. وخلت لائحة المرشحين النهائية من أي مرشح مستقل، وهو أمر كان متوقعاً إذ فشل جميع المستقلين الذين طلبوا الترشيح في تأمين موافقة 250 من أعضاء اللجان النيابية. ويسود اعتقاد بأن مبارك لن يجد صعوبة كبيرة في نيل أعلى الأصوات وبالتالي التمديد لفترة ولاية خامسة، وان منافسيه إما يخوضون تلك الانتخابات لتحقيق انتشار وقبول جماهيري يساعدهم في الانتخابات التالية أو رشحوا أنفسهم لإرضاء"الحزب الوطني"الحاكم الذي يحرص على الشكل العام والإيحاء بمعركة حقيقية وليست شكلية للعملية الانتخابية. وتترقب الأوساط السياسية المصرية موقف جماعة"الإخوان المسلمين"من الانتخابات الرئاسية. ويسعى حزبا"الغد"و"الوفد"إلى نيل تأييد"الإخوان"لمرشحيهما نور وجمعة. لكن مصادر في الجماعة رجحت أن ينضم"الإخوان"إلى حزبي"التجمع"و"الناصري"و"الحركة المصرية من أجل التغيير"المعروفة باسم"كفاية"في مقاطعة الانتخابات، مشيرة إلى أن"الإخوان"الذين أسسوا تحالفاً ضم قوى سياسية غير حزبية سيعلنون موقفهم النهائي في اجتماع يعقده قادة ذلك التحالف الاسبوع المقبل. واستبعدت المصادر تماماً أن يعلن الإخوان تأييدهم لمبارك. وكان القطب البارز في الجماعة السيد محمد عبدالقدوس كشف ل"الحياة"عن ضغوط تمارس على الجماعة وعرض تلقته بالإعلان عن تأييدها لمبارك في مقابل إطلاق الأمين العام للجماعة الدكتور محمود عزت والقيادي البارز فيها الدكتور عصام العريان المحتجزين على ذمة قضية تتعلق بتظاهرات نظمها الإخوان في ايار مايو الماضي، إلا أن الجماعة رفضت العرض. وأعلن الأمين العام للحزب الحاكم السيد صفوت الشريف أن مبارك سيعلن مع بداية الحملة الانتخابية يوم 17 الجاري بصورة واضحة وشاملة برنامجه الانتخابي لتحقيق الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مشيراً الى أن المحور السياسي في البرنامج الذي كان مبارك أعلن ملامحه أخيراً في محافظة المنوفية يحمل اصلاحات سياسية ودستورية وتشريعية تتبلور في رؤية شاملة للاصلاح بكل جوانبه. وذكر الشريف الذي كان يتحدث في مؤتمر حزبي أن الحملة الانتخابية لمبارك"ترتكز على مبادئ أساسية عدة تتضمن الالتزام بكل ما نصت عليه المادة 76 من الدستور والالتزام بالقوانين المنظمة للعملية الانتخابية سواء كانت قانون الانتخاب أو قانون مباشرة الحقوق السياسية". وقال إن"الوطني لا يخشى من خوض المعركة الانتخابية في منافسة شريفة"، ووصف من تقدموا للمنافسة في الانتخابات بأنهم"وطنيون"، وقال:"يجب ألا نقلل من أحزابنا السياسية حتى لا نقلل من قيمة التجربة الديموقراطية في مصر"، واعتبر أن الدعوة للمقاطعة وعدم التصويت"موقف سلبي". وأضاف أن"الحزب الوطني لا ينزلق الى الحوار الهابط مع المهاجمين له وشباب الحزب لا يشترون ولا يباعون وهم وطنيون"، مناشداً الصحافة المصرية"أن تلتزم لغة الحوار الكريمة وأن تحافظ على صورة مصر وألا تشوهها". وأكد الشريف أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستكون بالنظام الفردي أما الانتخابات التالية فالرأي السائد في"الحزب الوطني"أن تكون بالقائمة ما سيعطي فرصة أوسع للاحزاب السياسية للمشاركة. ومن جهته، أكد الامين العام المساعد للحزب السيد كمال الشاذلي أن"الوطني"اعتمد خطة العمل لخوض الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أن هيئة مكتب الامانة العامة للحزب في حالة انعقاد دائم وتعقد اجتماعات مستمرة يومياً، إذ"عقدت اجتماعات مجمعة مع أمناء المحافظات واعضاء مجلسي الشعب والشورى حيث قدمنا خطة متكاملة ستستمر حتى يوم الانتخاب". وطالب الشاذلي شباب الحزب بأن يتحركوا لحشد الجماهير وتجميعها في السابع من ايلول سبتمبر المقبل لتقول"شهادة حق لمبارك لنستكمل معه وبه خطوات الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي".