أشرفت الحملات الانتخابية الرئاسية في مصر التي يتنافس فيها للمرة الأولى عشرة مرشحين للرئاسة، على لفظ أنفاسها الأخيرة الأحد المقبل، وقبل يومين فقط من إجراء الانتخابات الأربعاء، وسط توقعات بفوز الرئيس محمد حسني مبارك مرشح الحزب الوطني بفترة رئاسة جديدة. ويتنافس كل من الدكتور نعمان جمعة مرشح الوفد، والدكتور أيمن نور مرشح الغد، على احتلال المركز الثاني في الاقتراع الرئاسي. وعلى رغم إعلان رئيسي الوفد والغد أنهما يتنافسان على المركز الأول في مواجهة مبارك وتأكيد نور أن جمعة لا يمثل له أي منافسة حقيقية، وأن المعركة مع الرئيس المصري مبارك، إلا أن الواقع يختلف كثيراً، إذ من الواضح ان المرشحين يسعيان إلى كسب الأصوات الانتخابية لإظهار تفوق كل منهما على الآخر فقط للفوز بالمركز الثاني بعد مبارك. وكشفت الحملة الانتخابية التي دشنت قبل اسبوعين عن أن فرص بقية المرشحين السبعة للحصول على عدد وافر من الأصوات تكاد تكون محدودة للغاية، إذ لا يمثل أي حزب ينتمي إليه هؤلاء المرشحون أي مقعد نيابي في البرلمان المصري بمجلسيه، عدا الدكتور اسامة شلتوت الذي عينه الرئيس مبارك بقرار جمهوري في مجلس الشورى، في حين خرج المستشار ممدوح قناوي رئيس الحزب الدستوري الحر من الشورى في الدورة قبل الماضية هو وزميله رئيس حزب الأمة أحمد الصباحي. ولم ير أحد كل من رفعت العجرودي رئيس حزب الوفاق والدكتور فوزي غزال رئيس حزب مصر 2000، وابراهيم ترك رئيس الحزب الاتحادي، ووحيد الاقصري رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي مبنى البرلمان إلا عبر التلفزيون أو عند تسلم قرار لجنة الأحزاب بأحقيتهم في تأسيس لحزب. وفي كل الأحوال فإن المرشحين العشرة ركزوا في دعايتهم الانتخابية على أمراض المجتمع المصري المتمثلة في انتشار ظاهرة البطالة بين الخريجين خصوصاً الشباب حيث عمد هؤلاء المرشحون إلى استمالة هذه الفئة التي تمثل شريحة كبيرة في المجتمع وتعاني أشد المعاناة من المشكلة، وسعى مبارك إلى التأكيد أن برنامجه يستهدف تحقيق 4.5 مليون فرصة عمل خلال السنوات الست المقبلة. ووعد الدكتور أيمن نور بصرف إعانة بطالة للشباب بمتوسط 150 جنيهاً شهرياً لحين توفير فرصة العمل وإحكام الرقابة على الجهاز الإداري في الدولة لضرب المفسدين، بينما برر جمعة أسباب البطالة في سوء اسلوب إدارة الخصخصة وطرد العمال والسياسات العقيمة التي تتبعها حكومات الحزب. في غضون ذلك، تسارعت جهود الأطراف ذات العلاقة بالانتخابات الرئاسية لتحقيق الأهداف التي يسعى إليها كل طرف. فالمعارضون للانتخابات ممن يرون أنها لا تمثل عملية ديموقراطية متكاملة، يأملون في أن تتخذ"الجمعية العامة لنادي القضاة"التي ستعقد اجتماعاً حاسماً غداً الجمعة قراراً بامتناع القضاة عن الإشراف على الانتخابات استناداً إلى موقف سابق للجمعية التي كانت اشترطت إقرار قانون يتعلق بالسلطة القضائية يضمن فصلها تماماً عن السلطة التنفيذية، ويحقق إشرافاً كاملاً وغير منقوص للقضاة على كل مراحل العملية الانتخابية. وستنظر محكمة القضاء الإداري السبت في قضية قدمتها شخصيات عامة معارضة للانتخابات ضد نتائج الاستفتاء على التعديل الدستوري الذي جرى يوم 25 ايار مايو الماضي استندوا فيه إلى مذكرة كان"نادي القضاة"أصدرها واعتبر فيها أن النتائج لم تكن سليمة وان أعداد المشاركين في الاستفتاء لا تزيد عن 3 في المئة من المسجلين في اللوائح الانتخابية. لكن مصادر قضائية رجحت ألا تقدم الجمعية العامة لنادي القضاة على اتخاذ قرار بالمقاطعة، وأنها ستعتمد قراراًً توافقياً بالمشاركة في الإشراف على الانتخابات مع الاحتفاظ بحق القضاة في إصدار تقرير عن سير الانتخابات الرئاسية ورصد أي تجاوزات قد تحدث فيها. الحملة الانتخابية ووفقاً للقواعد التي وضعتها اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات فإن الحملات الانتخابية للمرشحين ستتوقف بدءاً من الأحد، وعليهم جميعاً أن ينهوا نشاطهم الدعائي قبل ذلك اليوم. وعلى ذلك فإن الساعات المقبلة وحتى مساء السبت فإن المرشحين سيزيدون من نشاطهم لكسب أصوات الناخبين. وعلمت"الحياة"أن الرئيس مبارك مرشح الحزب الوطني سيعقد السبت جلسة حوار مع نماذج مختلفة من فئات المجتمع ستخصص لشرح تفاصيل خططه في شأن الاصلاح السياسي، ولم تستبعد مصادر مطلعة أن يعلن مبارك أثناءها مفاجآت تتعلق بذلك الأمر. واستقبل مبارك أمس رئيس حكومته الدكتور أحمد نظيف الذي قدم تقريراً حول الأداء الاقتصادي للحكومة، وصرح نظيف بأنه عرض مؤشرات الأداء الاقتصادي والاجتماعي لموازنة العام المالي 2004/2005، وأن الملامح الرئيسية لهذا الأداء تدل على أن الاقتصاد المصري بدأ يتجه نحو الاستقرار. وسيواصل مبارك جولاته الانتخابية اليوم بزيارة لمحافظة الشرقية لشرح برنامجه الانتخابي بالتفصيل بما يتضمنه من ملامح حول الاصلاح السياسي ودعم محدودي الدخل وتوفير حياة افضل للمواطنين وكذلك برنامجه للحفاظ على مصر قوية وآمنة. . ويستعرض مبارك خلال لقاءاته برنامجه للعمل من أجل حياة افضل للمواطنين بحلول مدروسة متطورة تتعامل مع المشاكل اليومية والحياتية للمواطنين، كما يتناول برنامجه ما يتعلق باستمرار الحفاظ على مصر قوية وآمنة بالسلام والاستقرار واستقلال قراراتها وإرادتها الوطنية ووحدتها الوطنية وتضامن شعبها ضد الارهاب، باعتبار أن مصر القوية والآمنة هي الضمان لتحقيق طموحات المستقبل ومواجهة ما يحمله من تحديات. ويعقد رئيس حزب الوفد الدكتور نعمان جمعة مؤتمراً جماهيرياً في مدينة طنطا في محافظة الغربية مساء اليوم. فيما أختار رئيس حزب الغد الدكتور نور حي بولاق الشعبي يعقد فيه مؤتمره الأخير مساء السبت.