رفض رئيس الجمهورية اميل لحود اقتراحاً تقدم به رئيس المجلس النيابي نبيه بري ويقضي بصرف النظر عن اقامة حفل استقبال في القصر الجمهوري في بعبدا لتقبل التهانئ في ذكرى عيد الاستقلال في الثاني والعشرين من الشهر الجاري. وأصر لحود - بحسب معلومات"الحياة"- على اقامة الحفل في بعبدا، رافضاً ايضاً اقتراحاً مشابهاً كان عرضه عليه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عندما التقاه الاسبوع الماضي ويقضي بتقبل التهانئ في نهاية العرض العسكري الذي تقيمه قيادة الجيش في ساحة الشهداء. الا ان اصرار لحود على موقفه لم يدفع السنيورة الى اتخاذ قراره النهائي بحضور حفل الاستقبال او التغيب عنه بذريعة السفر، على رغم ان بري ربط موقفه بموقف رئيس الحكومة، فيخضر اذا حضر والا سيضطر الى تمديد زيارته التي بدأها امس لدولة الامارات العربية المتحدةوالكويت الى الثالث والعشرين من الشهر الجاري خصوصاً ان لديه برنامجاً طويلاً من المحادثات التي سيجريها مع اركان الدولة في البلدين ولن يقطع زيارته للاشتراك في حفل الاستقبال في حال تغيب السنيورة عنه. وعلمت"الحياة"ان بري الذي توجه امس الى الامارات العربية المتحدة لينتقل منها لاحقاً الى الكويت كان بحث في موضوع المشاركة في حفل الاستقبال مع السنيورة عندما زاره الاخير الاربعاء الماضي في عين التينة. كما علمت ان السنيورة لا يزال يدرس موقفه بالتشاور مع الوزراء والكتل النيابية مع ان كثيرين منهم يفضلون عدم التوجه الى بعبدا لتقديم التهانئ لمناسبة عيد الاستقلال... وتردد ايضاً ان لا مشكلة في حضور السنيورة الى جانب لحود العرض العسكري الذي تقيمه وترعاه قيادة الجيش. وعلى رغم ان السنيورة ليس في وارد الدخول في قطيعة مع لحود اذا ما قرر التغيب عن الاستقبال في بعبدا الذي يتوقع ان يقاطعه عدد من السفراء والديبلوماسيين فانه يتعرض الى ضغط من الكتل النيابية المنتمية الى الغالبية في البرلمان التي كانت اتخذت قرارها بعدم زيارة لحود وذلك انسجاماً مع موقفها منه ومطالبتها باستقالته. فرئيس الحكومة لا يزال يتصرف مع لحود بالحدود الدنيا من العلاقة البروتوكولية التي تفرضها الرغبة في تسيير شؤون البلد وفي اتخاذ القرارات التي من شأنها ان تؤدي الى التغلب على مشكلاته، وبالتالي يجد نفسه الآن في موقع صعب حيال أي قرار يتخذه في شأن حفل الاستقبال الذي لن يلزم في حال قرار المشاركة الكتل النيابية الحليفة له لجهة التضامن معه. لذلك فانه يتريث في تحديد موقفه في ضوء مراجعته للسلبيات والايجابيات المترتبة على أي قرار يتخذه في هذا الخصوص، علماً ان القرار بالتوجه الى بعبدا لن يقلل من حجم المقاطعة لحفل الاستقبال. والى ان يحين موعد حسم السنيورة موقفه، فان الاتصالات التي أجريت بعيداً من الاضواء انتهت الى تفاهم على التحضيرات الخاصة بالعرض العسكري وذلك بالتفاهم مع قيادة الجيش، اذ يلحظ البرنامج قيام كل من السنيورة وقائد الجيش ميشال سليمان بوضع اكليلين من الورد على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري القريب من مكان الاحتفال. كما ان التحضيرات ادت الى ترك الامر للمجلس البلدي في بيروت الذي اخذ على عاتقه اعادة تمثال الرئيس الراحل بشارة الخوري الى قاعدته في الشارع الذي يحمل اسمه وقد حدد المجلس تاريخ الواحد والعشرين من الشهر الجاري للاحتفال بهذه المناسبة. واعتبرت مصادر سياسية ان ترك الامر للمجلس البلدي لبيروت لرعاية الاحتفال، يحول دون حصول رد فعل على ترك الرعاية للحود ما قد يؤدي الى غياب معظم الكتل النيابية عن هذه المناسبة. وقالت المصادر ان قرار بعض القوى السياسية عدم مقاطعة حفل الاستقبال في بعبدا ينطلق من ان القصر الجمهوري يمثل رمز البلاد بصرف النظر عن الموقف من الرئيس الذي يقيم فيه.