أحيا لبنان أمس الذكرى الستين للاستقلال في احتفالات عمّت المناطق اللبنانية كافة، وأقيم عرض عسكري مركزي في ساحة الشهداء واستقبال تقليدي في القصر الجمهوري. وفي حين غاب رئيس الحكومة رفيق الحريري لوجوده في المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة، أشارت اوساط سياسية الى ان نائبه عصام فارس تغيب أيضاً عن العرض العسكري لأن الرئيس الحريري رفض أن يكون ممثّلاً، ما حمل فارس على ان يرفض بدوره أن يكون ممثّلاً فتغيب عن حضور العرض ليحضر في حفل الاستقبال في بعبدا. وحضر احتفال ساحة الشهداء، وسط بيروت، رئيس الجمهورية إميل لحود ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، وشارك في الاحتفال وزراء ونواب وشخصيات سياسية وديبلوماسية وثقافية واجتماعية وعسكرية وقائد الجيش العماد ميشال سليمان ووفد عسكري سوري رفيع ترأسه نائب رئيس الاركان العماد عبدالرحمن الصياد، اضافة الى قائد القوات السورية العاملة في لبنان اللواء أحمد العلي. واستهل الاحتفال بوصول علم الجيش على انغام موسيقى الجيش الوطنية، ثم وضع الرئيس لحود اكليلاً من الزهر على النصب التذكاري للشهداء وأطلقت المدفعية احدى وعشرين طلقة. واستعرض لحود يرافقه وزير الدفاع محمود حمود في سيارة جيب عسكرية مكشوفة القوات المسلحة المشاركة في العرض. ثم بدأ العرض العسكري لمختلف القوى العسكرية البرية والبحرية واكبها تشكيل جوي من 16 مروحية اتخذت شكل الأرزة في سماء العرض ثم نفذت سرية من معسكر خدمة العلم الأول عروضاً خاصة ومميزة. وبعد انتهاء العرض تقبل الرئيس لحود في قصر بعبدا التهاني والى جانبه الرئيس بري ونائب رئيس الحكومة. وتميز التقليد السنوي بحضور شعبي وحضور اقطاب من المعارضة، من "لقاء قرنة شهوان" هم النواب نسيب لحود وبطرس حرب ونايلة معوض. وفي وقت برز حضور رئيس الجمهورية السابق الياس الهراوي ورؤساء الحكومات السابقين، سجل غياب الرئيس أمين الجميل والرئيس عمر كرامي والنائب وليد جنبلاط والوزراء سليمان فرنجية وفارس بويز ومروان حمادة وطلال ارسلان. وتلقى رئيس الجمهورية برقيات التهنئة بعيد الاستقلال أبرزها من الرئيس السوري بشار الأسد أكد فيها "حرص سورية على ترسيخ أسس العلاقات الأخوية مع لبنان وفق معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق اللبنانية - السورية". وأضاف: "ستظل سورية جنباً الى جنب مع لبنان في التصدي للتحديات والأخطار التي تواجه بلدينا وفي العمل لما فيه خير لبنان وتحقيق المصالح والأهداف المشتركة لبلدينا الشقيقين". فيلم وثائقي من جهة ثانية، أعلن القصر الجمهوري ان محطات التلفزة العاملة في لبنان ستبث بعد نشرات الأخبار الرئيسية مساء اليوم الأحد فيلماً وثائقياً عنوانه "زرع اليوم حصاد الغد"، لمناسبة الذكرى الخامسة لتسلم الرئيس إميل لحود سلطاته الدستورية التي تصادف اليوم. ويتضمن الفيلم الوثائقي، ومدته 30 دقيقة، عرضاً تحليلياً لأبرز المحطات التي تميزت بها السنوات الخمس لعهد الرئيس لحود فضلاً عن الانجازات التي تحققت على كل الصعد الوطنية والاجتماعية والاقتصادية. كما يعرض الفيلم رؤية لحود وخياراته الاستراتيجية وسياسته الثابتة في المواضيع المطروحة. ارتياح لحود للقائه صفير من جهة ثانية، قالت مصادر مقربة من الرئيس لحود انه أبدى ارتياحه للقائه مع البطريرك الماروني نصرالله صفير أول من أمس الجمعة ووصفته بأنه كان ايجابياً جداً. وذكرت المصادر ان لحود حرص على زيارة صفير لتهنئته بالعودة من سفره، بعد القمة اللبنانية - السورية التي عقدت الثلثاء الماضي، بهدف البحث في العمق في القضايا التي تهم بكركي ولحود. وشددت المصادر المقربة من رئيس الجمهورية على انه كرر لصفير أهمية التماسك الداخلي في ظل استحقاقات خارجية تواجه لبنان وسورية وعلى وجوب عدم التلهي بمواضيع مصدرها الخلافات الداخلية، او رهانات خارجية خاطئة، عن مواجهة هذه المرحلة. وأشارت المصادر الى ان لحود "جدد التأكيد ان خيار التحالف مع سورية، والرهان على هذا الخيار مسألة استراتيجية لأن لو لم يكن هذا التعاون قائماً، لما كان لبنان تمكن بمفرده من مواجهة كل العوامل السلبية في المنطقة، ولما كان استطاع مجابهة الاعتداءات الاسرائيلية وان المرحلة المقبلة مع ما يطرح في شأن توطين الفلسطينيين وتصاعد الاعتداءات الاسرائيلية في فلسطينالمحتلة وقانون محاسبة سورية، تتطلب المزيد من التعاون مع دمشق". ولفتت المصادر الى ان لحود قال لصفير "ان لبنان استفاد في السابق من تعاونه مع سورية والعالم اليوم يشهد متغيرات وتوترات وتصعيداً يطاول الوضع الأمني في وقت نتمتع فيه بحد من الاستقرار والهدوء خلافاً لدول أخرى. وهذا التعاون مع سورية يلعب دوراً في هذا الاستقرار". وذكرت المصادر ان لحود "سمع تفهماً ايجابياً من صفير وان نقاشاً بالعمق جرى لمسائل العلاقة مع سورية"، لكنها لم تكشف عن التفاصيل. لكن مصادر اخرى واسعة الاطلاع رجحت ان يكون البحث تناول ما جرى تداوله في القمة اللبنانية - السورية حول العلاقة مع صفير وتأكيد الانفتاح عليه من قبل رئيس الجمهورية. ورجحت المصادر نفسها ان تكون القمة تطرقت الى وجوب تحصين موقع لحود على الصعيد المسيحي من اجل المزيد من التماسك الداخلي في مواجهة الاحتمالات الخطرة في المنطقة.