أكدت موسكو على"الطابع الاستراتيجي"لعلاقاتها مع نيودلهي، فيما أسفرت زيارة رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الى العاصمة الروسية، عن توقيع عدد من الاتفاقات بين البلدين، ابرزها اتفاق لتعزيز التعاون العسكري بين الجانبين. واكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مستهل لقائه مع سينغ في الكرملين امس، على الاهمية الكبيرة التي توليها بلاده للعلاقات مع الهند، ووصفها بانها اتخذت منذ زمن بعيد طابعاً استراتيجياً يلبي مصالح الطرفين. ولفت بوتين الى وجود امكانات كبيرة لم تستخدم بعد، من اجل توسيع حجم التعاون التجاري الاقتصادي. وقال ان زيارة سينغ الى موسكو ستعطي دفعة كبرى لتعزيز التعاون على كل المجالات وخصوصاً على الصعيد العسكري. واسفرت الزيارة عن توقيع اتفاقات عدة اهمها اتفاق لتعزيز التعاون في مجال التقنيات العسكرية وآخر على صعيد التكنولوجيا الفضائية، اضافة الى اتفاقات بشأن التعاون العلمي التقني والاستخدام السلمي للفضاء. وكان مسؤولون روس مهدوا للزيارة بالحديث عما وصف بانه نقطة تحول في التعاون بين البلدين. وأكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر جوكوف عزم الجانبين على ادخال تغيير نوعي في العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسياوالهند والتركيز على تفعيل التعاون في المجالات المهمة استراتيجيا. وقال خلال مشاركته في منتدى روسياوالهند:"الشراكة الاستراتيجية في القرن الحادي والعشرين"الذي حضر سينغ اعماله في موسكو امس، ان الطرفين يوليان اهمية كبيرة للانتقال من الاساليب القديمة في التعاون والشروع في تعاون صناعي في المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية لكلا البلدين، ومنها الطاقة، بما فيها الطاقة الذرية، وتصنيع المكائن والآلات، ومن ضمنها تصنيع تقنيات الطيران، وتصميم تكنولوجيا معلومات ووسائل اتصالات جديدة. وأضاف أن روسيا مهتمة جداً بالاستفادة من خبرة الهند في مجال تصميم تكنولوجيا المعلومات. وذكر جوكوف بين مشاريع التعاون الناجحة، مشروع صاروخ"براموس"المجنح، وحاملة الطائرات"الأميرال غورشكوف". ويعتزم رئيس الوزراء الهندي إعادة النظر في الاتفاق الحكومي الروسي-الهندي الذي يسمى"اتفاق الروبية"، والذي ينص على إجراء عمليات التصدير والاستيراد بين روسياوالهند بالروبية الهندية غير القابلة للتحويل. ووقع الجانبان هذا الاتفاق قبل 10 سنوات من أجل تسهيل الحسابات بين الشركات والمؤسسات الروسية والهندية. وتقترح نيودلهي توظيف الديون الهنديةلروسيا البالغة نحو بليوني دولار في مشاريع استثمارية مشتركة على أراضي الهند، وبخاصة في مجال الطاقة. وكان مصدر في الديوان الرئاسي الروسي اكد ان الكرملين يولي التعاون الروسي-الهندي-الصيني الثلاثي أهمية خاصة، وهو التعاون الذي وصفه بانه"يستند إلى أولويات واحدة للسياسة الخارجية" ويهدف إلى تنمية كل من البلدان الثلاثة اقتصادياً واجتماعياً. ومعلوم ان الهند كانت انضمت إلى منظمة شنغهاي للتعاون التي تضم روسيا والصين وكازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان وقرغيزيا، بصفتها مراقباً اعتباراً من تموز يوليو 2005 الأمر الذي اعتبر مراقبون روس انه يتيح مزيداً من الفرص للتعاون في مجال السياسة الخارجية.