دافع مسؤول «اللجنة السياسية» ل «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» أحمد دغدغ المعروف ب «أبي عبد الإله أحمد»، عن انضمام «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية إلى التنظيم الذي يقوده أسامة بن لادن، وقال إنه «نقل المعركة من إطارها القطري إلى بُعدها الإقليمي وانتمائها العالمي». واعتبر أن التنظيم الجزائري انصهر في «منظومة الجهاد العالمي وأضحت جبهة المغرب الإسلامي جبهة المواجهة الشاملة». وشنّ دغدغ، وهو واحد من أربعة قياديين في «الجماعة السلفية» (الفرع المغاربي ل «القاعدة» حالياً) أعلنت الولاياتالمتحدة تجميد أرصدتهم، هجوماً على الأمير السابق ل «السلفية» حسان حطاب (المعروف بأبي حمزة) ووصفه بأنه «رجل خائن باع آخرته بدنياه» بسبب مقابلته الأخيرة مع «الحياة» والتي دعا فيها المسلحين في الجبال إلى القاء اسلحتهم والانضمام إلى عملية المصالحة مع الحكم الجزائري. واعترف دغدغ المتحدّر من ولاية جيجل (300 كلم شرق العاصمة)، في تسجيل مصوّر بُثّ أول من أمس على مواقع إلكترونية قريبة من «القاعدة»، بأن تحوّل «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» إلى فرع «القاعدة» في بلاد المغرب، قبل أكثر من سنتين، ترافق مع محاولات لتجنيد شبان من دول إقليمية مجاورة للجزائر، قائلاً أن الفترة الماضية شهدت التحاق «الشباب من البلدان المجاورة إلى أرض الرباط والجهاد بالجزائر». وأعطى القيادي في الحوار الذي أُجري معه على شكل سؤال وجواب، إشارات ترفض مسبقاً عرضاً محتملاً من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بعفو شامل عن الجماعات المسلحة التي تتخلى عن العنف. إذ رد على سؤال «وهل ما زال في جعبة بوتفليقة شيء يمكن أن يُغري به (في) مقابل وضع السلاح»، قائلاً: «فهو يعلم (بوتفليقة) يقينا أن سياسته فشلت ولذلك صارت مشكلة اليوم مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي أشد تعقيداً من مشكلته البارحة مع الجماعة السلفية للدعوة والقتال». وكشف رئيس اللجنة السياسية، للمرة الأولى، عن إدراج أجانب من دول المغرب العربي في نواة التنظيم، وقال إن «إخوة مهاجرين من دول المغرب الإسلامي (عُيّنوا) في المجلس الشوري للتنظيم، خلافاً لل14 عاماً السابقة»، في إشارة إلى أن «الجماعة السلفية» كانت قبل تحوّلها إلى «القاعدة» تنظيماً جزائرياً صرفاً قيادته محصورة بالجزائريين. وعن علاقة أسامة بن لادن مع الفرع المغاربي لتنظيمه وإن كان الأول «غير راض» فعلاً عن سياسة» التنظيم، رد دغدغ: «(إننا) ننعم بتأييده ودعمه ونتحدى من يدّعون أن شيخنا غير راض عن سياساتنا أن يأتونا بكلمة واحدة تدل على صحة دعواهم». وأعرب عن إعجابه ب «تجربة طالبان في أفغانستان ثم تجربة المحاكم (الإسلامية) في الصومال ثم تجربة دولة العراق الإسلامية». وسُئل هل سياسة التنظيم في المغرب الإسلامي تخضع للخطة العامة للتنظيم الأم أم أنها مستقلة، فأجاب «أبو عبد الإله» قائلاً: «ما دمنا جزءاً من هذا التنظيم فمن الطبيعي أن تكون سياستنا جزءاً من سياسته، تكمله وتدعمه، وتسير معه في الخط نفسه» ولكن «بعض الفروق في المنهج موجودة». وقال: «توجد هناك مساحة للاستقلالية عند معالجة مسائل من خصوصيات مجتمع معين أو قطر معين، ولن يكون في ذلك أي دليل على التعارض مع الخطة العامة والخطوط العريضة للتنظيم الأم». ولم يترك هذا القيادي الفرصة تمر دون الخوض في ملف حسان حطاب (مؤسس «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» سابقاً) وتحدث عن المقابلات التي أجرتها معه «الحياة» أخيراً فقال: «نموذج حطاب فشل في مهده رغم الهالة الإعلامية لأن حطاب، وبكل بساطة، ليس له أي نفوذ أو احترام في أوساط المجاهدين بل هو في نظرهم منذ سنوات رجل خائن باع آخرته بدنياه». وعن المعلومات عن تسليم مسلحين لأنفسهم استجابة لنداءات حطاب، قال: «في الحقيقة لا نظن ذلك، فالمجهادون قد عركتهم التجارب وعرفوا الصادق من الكاذب، والخائن حطاب مذموم بين المجاهدين وصورته سيئة في أوساطهم».