اتجهت الأزمة التي تهدد حزب"ليكود"الحاكم في اسرائيل بالانقسام وتنذر بانتخابات برلمانية مبكرة نحو الانفراج أمس، في اعقاب تقدم قطبين من الحزب، جدعون ساعر وميخائيل ايتان، ب"مذكرة تفاهم"تقتضي احتواء النزاع بين زعيم الحزب رئيس الحكومة آرييل شارون و"المتمردين"عليه داخل حزبه وبإعادة أجواء الإجماع حتى نيسان ابريل المقبل موعد انتخابات زعيم للحزب يقود لائحته في الانتخابات العامة أواخر العام المقبل. لكن"مذكرة التفاهم"التي رحب بها الطرفان المتنازعان داخل"ليكود"لا تضمن لشارون غالبية برلمانية اليوم اثناء تصويت الكنيست البرلمان على اقتراحه تعيين القائم بأعماله ايهود اولمرت وزيراً للمال ونائبين من أنصاره هما روني يارؤون وزئيف بويم وزيرين جديدين. ويصر"المتمردون"على وجوب فصل التصويت على أولمرت عن التصويت على النائبين، إذ يؤيدون تعيين الأول ويرفضون ترقية النائبين بداعي انها"رشوة سياسية"وان شارون يريد مكافأتهما على دعمهما له في تنفيذ الانسحاب من غزة. ورجحت مصادر قريبة من شارون ان يتراجع عن اصراره على تعيين يارؤون وبويم لإدراكه ان من شأن ذلك ان يبقي الحكومة من دون وزير مال، ما قد يمس باقتصاد الدولة العبرية. في المقابل، تقتضي"مذكرة التفاهم"بوضع حد لظاهرة تصويت"المتمردين"ضد كل اقتراح تقدمه الحكومة للكنيست بغرض اسقاطها واطاحة شارون عن زعامة"ليكود". ووفقاً للمذكرة يتم انشاء"منتدى الستة"ويضم شارون والمرشحين الآخرين لزعامة ليكود بنيامين نتانياهو وعوزي لنداو والوزيرين اولمرت وسلفان شالوم والنائب ساعر يخوّل حسم مسائل خلافية داخل الحزب على ان يلتزم نواب كتلة"ليكود"في الكنيست بقرار"المنتدى"ويصوتون الى جانب الحكومة لضمان استمراريتها حتى نهاية ولايتها، خصوصاً التصديق على الموازنة العامة للعام المقبل التي تقتضي غالبية برلمانية من 61 نائباً. وتقوم المذكرة التي تتضمن ثمانية مبادئ اساسية، على"التفاهم بأنه ليس على جدول أعمال الحكومة أي انسحابات أخرى وان هناك توافقاً باشتراط اي تقدم سياسي بتنفيذ الفلسطينيين التزاماتهم في المجال الأمني". وعليه، ترى المذكرة انه يجدر بنواب"ليكود"العمل على"توحيد الصفوف"وضمان البقاء في الحكم والذهاب الى الانتخابات العامة متفادين شرخاً خيم على الحزب في الأشهر الأخيرة. تعزز احتمال فوز بيريز الى ذلك، تعززت احتمالات فوز النائب الأول لرئيس الحكومة شمعون بيريز في الانتخابات على زعامة حزب"العمل"، الشريك في الائتلاف الحكومي، التي ستجري بعد غد على منافسه القوي زعيم نقابة العمال عمير بيرتس في اعقاب توقعات قوية بانسحاب المرشح ماتان فلنائي من المعركة لتصب أصوات أنصاره في مصلحة بيريز وليضمن فوزاً أسهل على بيرتس بفارق قد يتعدى 10 في المئة. ويضمن فوز بيريز العجوز 83 عاماً الهدوء لحليفه شارون، إذ أعلن من جديد انه لا يرى مبرراً لمغادرة الائتلاف الحكومي بداعي وجوب مواصلة العملية التفاوضية مع الفلسطينيين، وهو ما يعتبره بيرتس مجرد غطاء لنية بيريز الحقيقية البقاء على كرسي الوزير بأي ثمن غير عابئ بانحسار شعبية"العمل"إزاء عجزه عن طرح برنامج سياسي بديل لبرنامج"ليكود"على الناخب الاسرائيلي.