سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زعيمه بيريز يؤكد بقاءه في الائتلاف الحكومي ومنافسه الشرقي بيرتس يشير الى "الشيطان الطائفي" . نتائج الانتخابات لزعامة حزب "العمل" الإسرائيلي لا تحمل بشرى لأنصاره بخروجه من أزمته
استبعد معلقون إسرائيليون في الشؤون الحزبية أن تحمل نتائج الانتخابات على زعامة حزب "العمل"، التي جرت أمس والمتوقع إعلانها فجر هذا اليوم، بشرى لأنصار الحزب "باني الدولة العبرية" بالخروج من الأزمة التي تعصف به منذ اغتيال زعيمه رئيس الوزراء السابق اسحق رابين في العام 1995 وتفاقمت قبل نحو ست سنوات مع هزيمة ايهود باراك أمام رئيس الحكومة الحالي ارييل شارون. وقد تتعمق أزمة الحزب في حال أبقت النتائج، كما يتوقع، عجوز السياسة الإسرائيلية شمعون بيريز 83 عاماً على رأسه. فالأخير، كما يرى المعلقون، معني أولاً وأخيراً بالبقاء في الائتلاف الحكومي بزعامة ارييل شارون "بكل ثمن"، مؤكداً عملياً عجز الحزب عن ايجاد زعيم بديل من جيل الشباب وعن تحديد نهج ورؤية يشكلان بديلاً لسياسة "ليكود" يمكن أن يستقطب الناخب الإسرائيلي. من جهتها، لا تتوقع استطلاعات الرأي أن ينجح "العمل"، ممثل تيار يسار الوسط، في زيادة مقاعده البرلمانية في الانتخابات المقبلة - نصف مقاعد "ليكود" - فيما 63 في المئة من أعضاء "العمل" استبعدوا عودته الى الحكم في السنوات الخمس المقبلة، و50 في المئة لم يروا احتمال هذه العودة في الأعوام العشرة المقبلة. وربما الأدهى ان 25 في المئة من الأعضاء يرون في شارون كمن يواصل نهج رابين، وأيد نصف المنتسبين لهذا الحزب أن يتزعم شارون حزباً جديداً يضم بيريز وأقطاباً آخرين من "العمل". وكانت معركة الانتخابات شهدت في الأيام الأخيرة اطلاق المارد الطائفي من القمقم تمثلت ضمن أشياء كثيرة، بانسحاب باراك وماتان فلنائي من المنافسة والانضمام الى بيريز لضمان تفوقه على المنافس الأقوى الشرقي عمير بيرتس ولتأمين تزعم النخبة الاشكنازية على هذا الحزب العريق. ولم يكن مصادفة تصريح بيرتس أنه في حال فوزه بزعامة الحزب، فإن أول ما سيسعى لتحقيقه هو تحقيق "الموت الرحيم" للشيطان الطائفي، كما قال، ثم يعمل على فك الشراكة الحكومية مع "ليكود" ليخوض الانتخابات بهدف كسبها. وفي الجانب الآخر من الخريطة السياسية، في حزب "ليكود" تحديداً، انتظر أقطابه نتائج الانتخابات لإدراكهم مدى انعكاسها على الائتلاف الحكومي الحالي. ولم يتردد وزير الخارجية سلفان شالوم في القول الصريح بأن انتخاب بيرتس زعيماً للعمل سيعيد الحياة للحزب "الذي ينجر الآن، بل يزحف، وراءنا". واضاف أن "العمل" بزعامة بيرتس قد يقتنص اصواتاً من "ليكود"، في إشارة ضمنية الى أن أصوات اليهود الشرقيين التي طالما صبت في مصلحة "ليكود" قد يتجه بعضها ل "العمل" بفضل بيرتس. ولا يخفي شارون أمله بأن تكون زعامة "العمل" لحليفه وصديقه الشخصي بيريز الذي كرر أمس أيضاً أنه باقٍ في توليفة شارون الحكومية حتى نهاية ولايتها. الى ذلك، تواصلت التكهنات أمس بشأن مصير حكومة شارون على خلفية مناهضة المتمردين في "ليكود" لسياسته. وواصل القريبون من رئيس الحكومة بث أنباء عن نية الأخير تقصير عمر الحكومة والكنيست والذهاب الى انتخابات مبكرة ل "تلقين المتمردين درساً" وعن احتمال انسلاخه عن "ليكود" وتشكيل إطار حزبي جديد. وأفادت الصحف العبرية أن غالبية مستشاري شارون يحضونه على مغادرة "ليكود" واستغلال الشعبية الكبيرة التي يحظى بها في أوساط عموم الإسرائيليين وتشكيل حزب جديد يمثل تيار الوسط أو الجناح المعتدل في "ليكود". ونفت أوساط شارون أمس ما أذاعه التلفزيون الإسرائيلي من أن شارون حسم أمره وقرر تشكيل حزب جديد يحمل الأحرف "أ أ أ" التي تختصر كلمات "لا وطن آخر لي".