شهدت فرنسا أسوأ ليلة من أعمال الشغب في اليوم التاسع لها، وانتقلت عدوى العنف من باريس إلى ضواحي مدن أخرى مثل ليل وستراسبورغ وبوردو وتولوز وغيرها، وأحرق خلالها شبان تسعمئة سيارة ومخازن ومحال تجارية، واعتقلت بعدها الشرطة 253 شخصاً، بينهم فتى في العاشرة من عمره. راجع ص8 واللافت أن أكثر من ستمئة شخص نظموا مسيرة احتجاجاً على تواصل أعمال العنف، بينما طالبت أحزاب معارضة بإعلان حال الطوارئ. وخرج خمسمئة شخص إلى شوارع ضاحية أولناي سو - بوا التي أضرمت النار في مدارسها وحافلاتها ومخازنها. ونظم 150 شخصاً آخرين مسيرة ضد العنف في ضاحية سيفران في باريس التي أصيبت فيها مسنة مقعدة 65 سنة الأسبوع الماضي بحروق شديدة في هجوم على حافلة كانت تستقلها. وخلال الأيام التسعة الماضية، أضرمت النار في 2200 سيارة، واعتقل أكثر من أربعمئة شخص، ما يجعل أعمال الشغب أسوأ اضطرابات في فرنسا خلال عقد. ولم يحل نشر 1400 شرطي في منطقة سين - سان دوني الأكثر تضرراً دون استمرار أعمال الشغب. وأضرم مخربون النار في بناية سكنية في بيارفيت قرب باريس، ما حتّم إجلاء مئة شخص وإخلاء دور الحضانة والشركات والمستودعات والسيارات والمتاجر ومجلس بلدية المدينة ومعبد يهودي. ووجه والدا المراهقين اللذين قضيا في بلدة كليشي - سو - بوا في 27 تشرين الأول اكتوبر وتسبب مقتلهما في اندلاع أعمال الشغب، نداء لعودة الهدوء إلى الضواحي. وعقد رئيس الحكومة دومينيك دو فيلبان اجتماعاً حكومياً مصغراً لتقويم الأوضاع، بعدما استقبل أول من أمس مجموعة من شباب الضواحي. وخرج وزير الداخلية نيكولا ساركوزي بأن الحكومة موحدة ومجمعة على ضرورة اعتماد التشدد حيال العابثين بأمن الضواحي وكشف اعتقالات شملت 258 من هؤلاء. في الرباط، أعلنت الوزيرة المغربية المكلفة شؤون الجالية المغربية المقيمة في الخارج نزهة الشقروني ان المغرب مستعد للتعاون مع المناطق الفرنسية لاستعادة الهدوء. وقالت الشقروني:"مستعدون للتعاون مع منظمات غير حكومية فرنسية - مغربية لمؤازرة افضل لكل هؤلاء السكان". وأضافت:"لا يسعنا إلا إطلاق دعوات إلى الهدوء والعودة إلى الحوار، ولا يمكننا أن نقوم بمبادرة أخرى لأنها مسألة سيادة، فأعمال العنف هذه تجري على الأراضي الفرنسية".