اعلن رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان ان مسؤولي السلطات المحلية سيكون بامكانهم فرض حظر التجول بداية من اليوم الاربعاء لاحلال النظام في الضواحي التي شهدت اعمال عنف لليلة الثانية عشرة على التوالي مع احراق 1173 سيارة وتوقيف 330 شخصا. وجاء في آخر حصيلة نشرتها الشرطة صباح أمس الثلاثاء ان 12 شرطيا اصيبوا بجروح طفيفة في مقابل 34 شرطيا الليلة قبل السابقة. واوضح دوفيلبان في تصريح مساء الاثنين لمحطة «تي اف 1» التلفزيونية ان الحكومة ستقوم بتفعيل ترتيبات واردة في قانون يعود إلى العام 1955 في خضم حرب الجزائر ينص على فرض حال الطوارئ. واعلن استدعاء 1500 احتياطي من الشرطة والدرك مما يرفع الى 9500 عنصر عدد القوات التي تم حشدها. واوضح دو فيلبان «في ظل هذه الظروف الخطرة للغاية قرر رئيس الجمهورية (جاك شيراك) دعوة مجلس الورزاء إلى الانعقاد (صباح الثلاثاء) وتفعيل ترتيبات قانون العام 1955». واضاف «اينما تقتضي الضرورة يمكن لمسؤولي السلطات المحلية تحت سلطة وزير الداخلية فرض حظر التجول اذا اعتبروا ذلك ضروريا». واعرب الحزب الاشتراكي عن قلقه من الخطر الذي يشكله هذا الاجراء على «مبادئ الحرية» في حين دان المدافعون عن البيئة «تصعيدا غير متناسب بتاتا». وسجلت القوى الامنية احراق 1173 سيارة وتوقيف 330 شخصا في اعمال عنف وقعت ليل الاثنين الثلاثاء. واصيب 12 شرطيا بجروح طفيفة جراء زجاجات حارقة خصوصا. وقد اطلقت النار من بنادق تعمل بالخردق من دون ان تصيب عناصر في الشرطة. واضرم مثيرو الشغب النار في عشرة ابنية تقريبا. ومن ابرز الحوادث في منطقة باريس القاء زجاجة حارقة على واجهة مستشفى فيتري-سور-سين (فال دو مارن، شرق) والاعتداء على صحافيين ايطاليين يعملان لمحطة تلفزيونية في كليشي-سو-بوا واحراق مدرسة في سيفران وحافلة في ستين وقاعة رياضة في فيلوبينت. خارج باريس اشارت القوى الامنية إلى احراق دار حضانة ومكتب للتوظيف في بوردو ودار حضانة في فو-ان-فولان (وسط) واخرى في الهافر (غرب) وفي بريست (غرب) وحافلة بعدما ارغم مثيرو الشغب الركاب على الترجل منها في حي رينوري في تولوز (جنوب-غرب). وأدى حريق في الطابق السفلي لاحد الابنية إلى اخلائه من السكان في اوكسير حيث ادخل 15 شخصا إلى المستشفى لمعانتهم من صعوبات في التنفس. واضرمت النيران في مدرستين دمرت احداهما كليا، وفي الكثير من السيارات مساء الاثنين قرابة الساعة 21,00 ت.غ. في الشمال. وزار وزير الداخلية نيكولا ساركوزي سيرجي في منطقة باريس مساء الاثنين حيث التقى عناصر من الشرطة ومن فرق الاطفاء طالبا منهم «اعتماد الحزم مع المحافظة على الهدوء ورباطة الجأش». من جهة أخرى جددت وزارة الخارجية الاميركية نصائحها إلى السياح الاميركيين في فرنسا بتوخي الحذر على اثر تزايد اعمال الشغب في الضواحي الفرنسية. وطلبت الخارجية الاميركية في بيان من السياح الاميركيين توخي الحذر والانتباه وتجنب المناطق التي تقع فيها الصدامات. ونصحت الاميركيين بتجنب ركوب القطار الذي يربط مطار شارل ديغول بوسط باريس، لأنه يجتاز الضواحي المعنية، وطلبت منهم ركوب الحافلات او سيارات الأجرة. من ناحية أخرى رأى الزعيم القومي الروسي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي ان اعمال العنف التي تشهدها ضواحي المدن الفرنسية هي مؤامرة حاكتها اجهزة الاستخبارات الاميركية. وقال جيرينوفسكي لاذاعة «صدى موسكو» الخميس ان وراء الاحداث التي تهز فرنسا نجد «خليطا متفجرا» يتألف من «رغبة الاستخبارات الاميركية في اضعاف اوروبا» و«ظروفا ملائمة للمهاجرين». واضاف «انها عملية مخططة بمشاركة الاجهزة الخاصة في الولاياتالمتحدة من اجل تركيع اوروبا التي اصبحت اكثر صلابة وفي الوقت نفسه تدمير الاتحاد الاوروبي». ونصح جيرينوفسكي الذي يرئس مجلس النواب الروسي (الدوما) فرنسا باغلاق حدودها امام المهاجرين واعلان حالة الطوارئ. واضاف «في فرنسا الأجانب مدللون ولا احد يمس بالمهاجرين لذلك فهموا انهم قادرون على التحرك وان الناس يخشونهم وانهم يستطيعون الانتقال إلى الهجوم». وجيرينوفسكي معروف بتصريحاته التي تثير في اغلب الأحيان ردود فعل عنيفة.