شنت القوات الأميركية والعراقية عملية"الستار الفولاذي"الخريفية، والتي يشارك فيها 3500 جندي أميركي وعراقي، هجوماً واسعاً في محافظة الانبار قرب مدينة البوكمال السورية لتحطيم قدرة"القاعدة"على تهريب المقاتلين الأجانب والمال والعتاد عبر هذه المنطقة التي يعتبرها الجيش الأميركي"ممراً للمسلحين"الى العراق. ويستهدف هجوم الخريف، وهو العملية ال25 من هذا النوع الذي بدأ مع"المطرقة الحديد"قبل نحو عامين، "اعادة إحلال الأمن على طول الحدود العراقية - السورية، وتدمير شبكة القاعدة في العراق التي تنشط في الحصيبة على الحدود مع سورية"كما افاد بيان عسكري اميركي. راجع ص2 و3 ويعتبر الاميركيون ان وادي الفرات، الذي يبدأ من الحدود السورية حتى محيط بغداد، يشكل أحد أهم محاور تسلل المقاتلين الأجانب وأن"الستار الفولاذي يندرج في اطار عملية"الصياد"الهادفة الى منع القاعدة من التحرك في الوادي والى بناء وجود عسكري مشترك أميركي - عراقي متواصل على طول الحدود السورية قبيل انتخابات كانون الاول ديسمبر. وأفاد الجيش الأميركي أن عملية"الستار الفولاذي"هي الأولى التي تشارك فيها أفواج عراقية على نطاق واسع في عملية مشتركة مع القوة المتعددة الجنسية. ويتكون قضاء القائم، احد اقضية محافظة الانبار حيث تجري عمليات"صيد المسلحين"، من احياء ومدن متفرقة بينها سعدة والكرابلة وحصيبة. ويقول محمد الدليمي، احد ابناء القائم في اتصال هاتفي مع"الحياة"، ان"حصيبة، مركز القضاء، أصبحت مدينة اشباح هجرها اهلها تحت وطأة القصف ولم يبق فيها سوى بعض الأهالي ممن لم يجد مأوى في مدن عراقية اخرى". ويؤكد شهود من الاهالي الفارين من حصيبة"ان وجود حركة مسلحة في حدود القائم مبرر في ضوء الطبيعة الجغرافية لتلك المناطق باعتبارها ارضاً تجمع بين الطبيعة الصحراوية والصخرية وتمتد بتخوم تتخللها وديان وتعرجات طبيعية تجعلها مهيأة للاستثمار من قبل مجموعات مسلحة خصوصاً في المساحة الشاسعة التي تمتد جنوباً باتجاه صحراء الانبار وشمالاً إلى حدود محافظة نينوى وحيث الطبيعة الجغرافية المعقدة تجعل من الصعب تعقب تلك المجموعات جواً او براً". ووفق ابناء المنطقة"لم تنقطع العلاقات المتداخلة بين القائم والبوكمال حتى اثناء القطيعة السياسية بين حكومتي صدام والاسد التي امتدت اكثر من عقدين"وعلى رغم ان النمط المعيشي السائد في مدن القائم يتركز على الرعي والزراعة والتجارة مع سورية، فإن التهريب عبر الحدود هو مهنة الكثير من الاهالي في حصيبة والبوكمال ولم تتأثر شبكات التهريب بالعلاقات السياسية بين البلدين اللذين لم يتمكنا من ضبط الحدود بينهما على رغم انتشار آلاف المخافر الحدودية على الجانبين في مراحل سابقة. وترى الحكومة العراقية ان ضمان مشاركة واسعة في الانتخابات النيابية التي تهيئ لها في كانون الاول من العام الحالي يتطلب تنفيذ عمليات عسكرية في المدن التي تشهد توتراً امنياً وضعفاً لسيطرة الدولة. وكان وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي اعلن في وقت سابق عن شروع حكومته"في تطبيق قانون مكافحة الارهاب الجديد الذي يضمن اعتقال ومحاكمة من يؤوي ارهابيين او يحرض او يساعد على تنفيذ هجمات"، على حد قول الوزير الذي هدد بهدم المنازل على رؤوس العائلات التي تؤوي من اسماهم"الارهابيين"ما اثار حفيظة الاهالي في المناطق السنية. وطالب مجلس الحوار الوطني العراقي في بيان له امس حكومة الدكتور ابراهيم الجعفري بإقالة وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي واعفائه من منصبه داعياً إلى وقف العمليات العسكرية التي تجري في حصيبة غرب العراق. وتتزامن العملية العسكرية مع وصول وفد من الجامعة العربية برئاسة الأمين العام المساعد للشؤون العربية الجزائري احمد بن حلي، ليبحث مع مختلف الاطراف في انعقاد مؤتمر وفاق وطني. ومع اعتراف السفير البريطاني السابق في واشنطن سير كريستوفر ماير بأن الحرب على العراق واشتراك بريطانيا فيها عرضا بلاده الى هجمات ارهابية قال:"ان الولاياتالمتحدةوبريطانيا في ورطة عراقية مستحيلة". وأعلن الجيش الأميركي مقتل ثلاثة من جنوده في هجمات في العراق. وتبنى تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"في بيان نشر على شبكة الانترنت خطف 15 عنصراً من الجيش العراقي قرب الفلوجة وقتلهم.