احيت الهند امس مهرجان الانوار "ديوالي" الهندوسي، ودوت اصوات الالعاب النارية في العاصمة نيودلهي من دون ان يزيل ذلك مخاوف سكانها بعد ثلاثة ايام من التفجيرات الثلاثة التي استهدفت اسواق العاصمة، ما اسفر عن مقتل 62 شخصاً على الاقل. وتراجعت حركة السكان في الاماكن العامة والاسواق التزاماً بالاوامر التي اصدرتها السلطات من اجل توخي الحذر في التنقلات، علماً انها تخشى من حصول مزيد من الهجمات، وأعمال عنف طائفية. واكد مالك احد المتاجر خفض نسبة البيع بنسبة تترواح بين 50 و60 في المئة عنها في فترات الاعياد السابقة، واشار الى ان السكان لا يشعرون بالرغبة في احياء عيد "ديوالي" الذي يرمز الى انتصار الخير على الشر بروح الفرح المعهودة ذاتها. ويذكر ان سبعة اشخاص قتلوا وجرح في انفجار عرضي وقع في مصنع المفرقعات في مدينة داهود الهندية في ولاية غوجارات غرب. وخضع زوار المعابد في نيودلهي الى تفتيش دقيق من قبل قوات الامن التي استمرت في جمع معلومات عن التفجيرات التي لم يتردد رئيس الوزراء مانموهان سينغ اول من امس في ربط جماعات باكستانية بها، وهو ما حرص على ابلاغه شخصياً الى الرئيس الباكستاني برويز مشرف في اتصال هاتفي اجراه الاخير لتقديم تعازيه. وأوضح بيان أصدرته وزارة الخارجية الهندية ان "سينغ لفت انتباه الرئيس الى التزام باكستان بوضع حد للارهاب العابر للحدود، وتوقع ان تعمل إسلام آباد ضد الارهاب الموجه ضدها". ونقلت الوزارة عن رئيس الوزراء قوله للرئيس الباكستاني إن "بلاده تشعر بالحنق إزاء هذه الاعمال الارهابية المشينة. لا يمكن تبرير العنف ضد المدنيين، لكن الارهاب لن يضعف عزم الهند أو التزامها بوحدة البلاد ووحدة أراضيها". واهتمت الشرطة بإعداد رسوم اولية للمشتبه بهم، استناداً الى شهادات ركاب حافلة. ويعمل فريق خاص من أكثر من الف شرطي في التحقيق، وعرضت السلطات مكافأة قدرها 2200 دولار لمن يوفر معلومات تقود الى الجناة الذين يُعتقد بأنهم عناصر يشتبه بعلاقتهم مع جماعة "عسكر الطيبة" الانفصالية الكشميرية التي القيت عليها مسؤولية هجمات سابقة منها غارة شنت عام 2001 على مقر البرلمان الهندي، ما كاد يؤدي الي اندلاع حرب جديدة مع باكستان. لكن ناطقاً باسم "عسكر الطيبة" نفى تورط الجماعة في الهجمات وأي علاقه لها بجماعة "انقلابي" التي تبنت التفجيرات.