وصل رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الى باكستان للقاء الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري على ما افاد مراسل وكالة فرانس برس أمس الأحد. ووصل براون الى اسلام آتيا من نيودلهي حيث عقد محادثات في وقت سابق مع رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ تناولت الامن بعد هجمات بومباي نهاية نوفمبر. وقال براون قبل مغادرته نيودلهي "سأجري محادثات مع رئيس باكستان وسأعرب له عن قلق الشعب الهندي بشأن ما حصل".وكان براون قد اتهم الجماعة الاسلامية الباكستانية "عسكر طيبة" بتنفيذ اعتداءات بومباي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر مؤكدا اتهامات الهند بهذا الخصوص. وقال براون للصحافيين قبل ان ينتقل من نيودلهي الى اسلام اباد "نعرف ان المجموعة المسؤولة عن الهجمات هي عسكر طيبة ويجب ان يتحملوا مسؤولية هذه المأساة الكبيرة". كما أكد براون خلال مؤتمر صحافي انه عرض على الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري توقيع "معاهدة بريطانية باكستانية لمكافحة الارهاب" تتضمن مساعدة بقيمة ستة ملايين جنيه استرليني (حوالي سبعة ملايين يورو او تسعة ملايين دولار) "لضمان بذل كل الجهود الواجبة حتى لا يعود الارهابيون يجدون ملاذا في باكستان". وفي ملف التوتر الحاصل بين الجارتين أكدت باكستان ان طائرات حربية هندية انتهكت مجالها الجوي الأمر الذي نفته الجارة بشدة. من جانبه، صرح رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الاحد في تجمع انتخابي في كشمير المقسومة بين الهند وباكستان ان تطبيع العلاقات بين البلدين لن يتم الا في حال توقفت اسلام اباد عن تقديم ملاذ للمتطرفين. وقال سينغ ان بلاده مستعدة لتحسين علاقاتها مع باكستان، لكن ذلك رهن الاجراءات التي ستنفذها بحق الجماعات المشابهة لجماعة عسكر طيبة التي يشتبه في تنفيذها هجمات بومباي الدامية. واضاف ان "رغبتنا في تطبيع العلاقات مع جارتنا لن تنفذ ما دامت تسمح بتحويل اراضيها قاعدة لشن هجمات ارهابية على الهند". وتتهم الهند جماعة "عسكر طيبة الاسلامية" الباكستانية بتنفيذ الهجمات في اواخر تشرين الثاني/نوفمبر في بومباي التي ادت الى مقتل 172شخصا، من بينهم 9مهاجمين. وقال سينغ في كشمير حيث يقاطع الانفصاليون الانتخابات المحلية "البعض في باكستان مستعد لشن هجمات مماثلة على بلادنا". وتعتبر مناطق القبائل في شمال غرب باكستان، المتاخمة لافغانستان، احد الملاذات الرئيسية لمقاتلي القاعدة حيث اعادت في السنوات الاخيرة تشكيل صفوفها بدعم من حركة طالبان في باكستان وافغانستان. وتابع سينغ امام مئات من الكشميريين الذين شاركوا في هذا اللقاء الذي نظمه حزب المؤتمر في خوندرو على بعد 70كلم جنوب العاصمة سريناغار ان "رغبتنا في الصداقة ينبغي الا ينظر اليها كضعف". ولوح عدد من هؤلاء بصور لسينغ واستقبلوه هاتفين "سينغ هو الملك" و"المؤتمر سيربح". وشدد رئيس الوزراء الهندي على ان بلاده تريد معالجة كل نزاعاتها مع باكستان، بما فيها النزاع حول كشمير، وذلك "عبر حوار مقرون بالصداقة" و"في مناخ سلمي". ويقاطع الانفصاليون الانتخابات الراهنة في كشمير الهندية، معتبرين ان العملية الانتخابية تعزز سيطرة نيودلهي على هذه المنطقة ذات الغالبية المسلمة. وفي موضوع ذي صلة، نفت جماعة "عسكر طيبة" وجود أي علاقة لها مع تنظيم "القاعدة" أو حركة "طالبان" الأفغانية، وصرح المتحدث باسم الجماعة الدكتور غزنوي بأن الجماعة ليست جماعة إرهابية وإنما تقاتل من أجل تحرير كشمير.