أبلغت مصادر أمنية سعودية"الحياة"، أن نجاح العمليات الوقائية ضد"الخلايا النائمة"لتنظيم"القاعدة"في المملكة، دفع عناصر من هذه الخلايا إلى تحويل مبالغ مالية كبيرة إلى العراق، لدعم عمليات التنظيم الذي يقوده"ابو مصعب الزرقاوي". وقالت المصادر إنه كان من المقرر"استخدام هذه المبالغ في تنفيذ هجمات إرهابية داخل السعودية، لولا نجاح الأجهزة الأمنية في توجيه ضربات وقائية عدة في الفترة الأخيرة إلى عناصر"القاعدة"في المملكة، أسفرت عن سقوط عدد من رؤوس التنظيم. وكشفت أن عناصر"القاعدة"في العراق تلقت أيضاً مبالغ مالية أخرى من خلايا نائمة في عدد من دول العالم". ولاحظت"أن ضعف العمليات الإرهابية وانحسارها في الفترة الأخيرة في المملكة، جاء بعد كشف الجهات الأمنية استراتيجية الخلايا الإرهابية، والتعقب القوي للفئة الضالة، إضافة إلى الضربات الاستباقية التي قامت بها الجهات السعودية الأمنية لتلك الخلايا، والتي كان من أهمها كشف أسماء وصور تلك المجموعات الإرهابية، والعمل على إنهاء وجودها داخل الأحياء السكنية". وقال نائب مدير كلية الملك فهد الأمنية اللواء خالد الخليوي"إن العمليات الإرهابية التي نفذها أفراد خلايا"القاعدة"في المملكة أخيراً، لا تتسم بالحرفية التي كانت تميز عملياتهم في السابق". ودلل على ذلك بوجود"مجموعات قيادية في الموقع نفسه عند دهمه من جانب قوى الأمن"، مشيراً إلى حدوث ذلك، على سبيل المثال،"عند دهم إحدى الشقق السكنية في حي التعاون في الرياض"، في كانون الأول ديسمبر الماضي. وتابع:"ان ضعف الخلايا الإرهابية في الوقت الراهن يعود إلى تساقط قياداتها التي تدربت في الخارج، حيث صقلت خبرتها الميدانية، مما سهل على الأجهزة الأمنية الحصول على معلومات مهمة عن العمليات التي كانت تخطط لتنفيذها، ومن ثم إجهاضها، وكذلك عن مصادر التمويل والأسلحة". وأشار الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، من جهته، إلى"أن المرحلة الأولى من العمل في مواجهة الإرهاب في المملكة، اتسمت باتساع نطاق المجهود الأمني الذي تطلب التعرف على خصائص وتركيبة وباء الإرهاب في المملكة، لتحديد آليات وأساليب مقاومته وعزله، والقضاء عليه بأسلوب مهني انتقائي، يضمن عدم تجاوز الحدود النظامية المعتمدة للعمل الأمني". وأوضح"أن الأجهزة الأمنية بذلت جهوداً مميزة لتعزيز الجانب الوقائي، لحماية المدنيين والمواقع المستهدفة". وقال التركي ل"الحياة":"إن الجهود الأمنية لمكافحة العمل الإرهابي اعتمدت على أسلوب استباق الفئة الضالة وإحباط مخططاتها، مدعومة في ذلك برفض المجتمع السعودي للفكر الضال، وبالتالي، إحجام المواطنين والمقيمين عن احتضان المنتمين للفئة الضالة، ومبادرتهم إلى الإبلاغ عنهم، ومؤازرة رجال الأمن في مواجهتهم". وخلص الى"ان جهود مكافحة الإرهاب في المملكة لم تقف عند حد المواجهات مع المنتمين للفئة الضالة، ممن اختاروا العمل الإرهابي وسيلة لترويع الآمنين، بل امتدت إلى انتشال من غرر بهم، ممن تسلل إليهم الفكر الضال، بدعوة المطلوبين منهم لتسليم أنفسهم، وبمناصحة الموقوفين منهم للعودة إلى طريق الصواب، عبر لجنة أنشئت أخيراً في وزارة الداخلية لهذا الغرض".