كشفت ل«عكاظ» مصادر مطلعة، أن نجاة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية من محاولة الاغتيال، أفشلت مخططا أعده تنظيم قاعدة الجهاد في اليمن، لبث تسجيل مرئي يعلن فيه مسؤوليته عن الاغتيال ويظهر فيه الهالك عبد الله عسيري قبل انتحاره. وقالت المصادر، إن تنظيم قاعدة الجهاد في اليمن الذي يتزعمه ناصر الوحيشي، سجل اللقطات المرئية في زوايا عدة للهالك عبد الله عسيري، حتى يتمكن من بثها على شبكة الإنترنت في المواقع الخاصة والمعروفة للتنظيم الإرهابي. وفي السياق ذاته، أوضح ل«عكاظ» محافظ محافظة مأرب اليمنية علي الزايدي، أن عناصر تنظيم قاعدة الجهاد في اليمن التي كان من بينها الهالك عسيري، هربت من المحافظة قبل فترة وجيزة من تنفيذ المحاولة الفاشلة. واعترف الزايدي بوجود عناصر إرهابية من التنظيم، ومن بينهم سعوديون يتنقلون من مكان لآخر في المحافظة، مستغلين المناطق الصحراوية المفتوحة.
عسيري وعناصر تنظيم القاعدة فروا من مأرب قبل تنفيذ محاولة جدة أكدت اليمن إصرارها على ملاحقة وتعقب عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في جزيرة العرب والعمل على إحباط مخططاتها وأهدافها الشريرة التي تستهدف أمن اليمن والمملكة العربية السعودية. وأبلغ السفير اليمني في الرياض محمد بن علي الأحول «عكاظ» في اتصال هاتفي أمس، أن خلايا القاعدة وعناصرها تبحث عن رموز وقيادات أمنية الشجاعة والصامدة في مواجهة الإرهاب والتي تعمل على حفظ أمن واستقرار الوطن والمواطن، مبينا أن الأجهزة الأمنية تعمل باستمرار على ملاحقة المطلوبين في بلاده بكافة السبل والوسائل. وشدد على إصرار وتصميم القيادة السياسية في اليمن، وكذلك المواطن اليمني على تتبع عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، وعدم إعطائها أية فرصة لتحقيق مآربهم وأهدافهم الشريرة لإلحاق الضرر والأذى بقيادات ورموز الأمن. وأكد الأحول على التنسيق التام بين الرياض وصنعاء في محاربة القاعدة والعناصر الإرهابية والمنتمين للفئة الضالة من خلال التعاون الأمني وتبادل المعلومات.. مشيرا إلى أن أمن البلدين لا يتجزأ وأن ما يمس المملكة يمس اليمن، وهو ما تؤكد عليه القيادتين السياسيتين الشقيقتين والمسؤولين الأمنيين. ملاحقه وتمشيط وأفاد محافظ مأرب اليمنية ناجي علي الزايدي أن منفذ محاولة الاعتداء الإرهابي الفاشل الذي استهدف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية في جدة يوم السابع والعشرين من أغسطس وعناصر بارزة في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي يتزعمه اليمني ناصر الوحيشي قد لاذت بالفرار من مأرب قبل فترة وجيزة من تنفيذ تلك المحاولة الإجرامية. وأكد الزايدي الذي كان يتحدث ل «عكاظ» هاتفيا من مأرب أمس وجود عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة الإرهابي بينهم سعوديون يتنقلون من مكان لآخر في المحافظة، وأن السلطات في المحافظة تلاحق بشكل مستمر تلك العناصر عبر عمليات دهم وتمشيط أمني تستهدف مواقع يشتبه في اختبائهم فيها، لكنهم سرعان ما ينتقلون لمكان مستغلين المناطق الصحراوية المفتوحة في مأرب وما جاورها. توقيف مواطنين وقال إن المعلومات الأمنية تشير إلى مرور عناصر التنظيم الإرهابي وبقائهم لساعات في قرية «آل شبوان»، وأن قوى الأمن نفذت عملية أمنية استهدفت أنحاء متفرقة من القرية، مما دفعهم إلى تركها.. مبينا أن قوى الأمن في المحافظة تبين لها وجود آثار لعناصر التنظيم الضال، وأنها وضعت يدها على مضبوطات تتعلق بالإرهابيين، لكنه رفض الكشف عنها لدواع أمنية بحسب تعبيره.. لافتا إلى أن السلطات الأمنية أوقفت مجموعة من الأشخاص في المحافظة يشتبه في توفيرهم ملاذات آمنة وأماكن إيواء لعناصر التنظيم. الثنائي عسيري ذكرت مصادر أن عددا من المدرجين في قائمة ال 85 كانوا قد انضموا إلى خلية إرهابية في اليمن قبل أكثر من عامين من أبرز قياداتها اليمنيان حمزة القعيطي وعمار الوائلي وكلاهما قتلا في هجوم لقوى الأمن شنته على معقل للقاعدة في «تريم» في محافظة حضرموت يوم الحادي من أغسطس عام 2008، ومن بين المطلوبين منفذ محاولة الاعتداء الإرهابي الفاشل الذي تعرض له صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف الهالك عبد الله عسيري إلى جانب شقيقه إبراهيم وثلاثة آخرون هم: نايف القحطاني وسلطان العتيبي ووليد عسيري المطلوبون في ذات القائمة. وتعد تلك العملية واحدة من الضربات التي مني بها التنظيم في اليمن الذي استهدف فوجا سياحيا إسبانيا في معبد الشمس في محافظة مأرب في الثاني من يوليو عام 2007، وأدى إلى مقتل سبعة سياح أسبان ويمنيين اثنين وإصابة ثمانية آخرين. ومعروف أن عسيري وبقية أفراد الخلية التي ينتمي إليها القعيطي والوائلي التي انضم إليها الهالك عسيري وبقية رفاقه كانوا قد تلقوا تدريبات خصوصا في اليمن على كيفية استخدام عدة أنواع من الأسلحة وإطلاق صواريخ سام7 وميلان والهاون وآر. بي. جي والمواد المتفجرة والسموم. صاروخ سام7 صاروخ «سام 7» صاروخ أرض جو وهو صناعة سوفيتية مضاد للطيران المنخفض يطلق محمولا على الكتف بواسطة فرد واحد أو فردين مستخدما نظام الأشعة تحت الحمراء، ويسهل حمله ونقله من مكان إلى آخر وتجهيزه وإطلاقه دون صعوبة، وسبق لما يسمى بالمجاهدين في حربهم ضد القوات السوفيتية في أفغانستان استخدامه. خلية الصواريخ في النصف الثاني من عام 2007م فككت السلطات الأمنية في المملكة في إطار عمليات أمنية استباقية خلية إرهابية من ضمن ست خلايا للقاعدة أطلق عليها خلية الصواريخ، والتي كان يتولى قيادتها يمني يبلغ من العمر (37 عاما) وهي مؤلفة من 18 إرهابيا بينهم سعوديون ويمنيون وعناصر تنتمي لثلاث جنسيات عربية أخرى. هذه الخلية خططت لتهريب ثمانية صواريخ تعتقد السلطات الأمنية أن الخلية تمكنت من إخفائها في مكان ما داخل حدود الوطن في الوقت الذي كشفت فيه مصادر «عكاظ» عن أن قائد تلك الخلية يتولى بنفسه تدريب العناصر الضالة على عملية إطلاق الصواريخ، وأنه كان أكبر مدرب للصواريخ في معسكر الفاروق التابع للقاعدة في أفغانستان.