أطاحت فضيحة تسريب اسم عميلة الاستخبارات الأميركية فاليري بلايم بشخصية أخرى أمس، مع إعلان مراسلة صحيفة"نيويورك تايمز"المخضرمة جوديث ميلر التقاعد وخروجها من الصحيفة، بعد إشكاليات مع هيئة التحرير واعتراض على أدائها المهني قبل الحرب على العراق الذي كان وراء تورطها في فضيحة"بلايم-غيت"وأمضت بسببه 85 يوماً في السجن لحماية مصدرها. وفي رسالة نشرتها"نيويورك تايمز"أمس، أعلنت ميلر 57 سنة عن التوصل إلى اتفاق مع هيئة التحرير منحها الحق في التقاعد بعد 28 سنة من دخولها الصحيفة، لتكون بذلك الشخصية الثانية بعد لويس سكوتر ليبي المدير السابق لفريق نائب الرئيس ديك تشيني الذي أجبر على الاستقالة بعد تورطه في الفضيحة. وأشارت ميلر إلى صعوبات في تأدية العمل الصحافي في ظل التطورات الأخيرة، وبعدما أصبحت"في شخصها هي الخبر"وبات اسمها مطروحاً في الجدل حيال صحة المعلومات الاستخباراتية في شأن أسلحة الدمار الشامل وخيار الحرب على العراق. وكان مدير هيئة التحرير التنفيذي في الصحيفة بيل كيلر انتقد في مذكرة خطية الأسبوع الماضي أداء ميلر و"قربها وتعلقها"بليبي، الذي يخضع حالياً للمحاكمة بسبب كشفه اسم بلايم للصحافيين انتقاماً من زوجها السفير السابق جوزيف ويلسون، عقب تفنيده ادعاءات الإدارة لتبرير الذهاب إلى الحرب. واعترضت ميلر على استخدام كلمتي"قربها"و"تعلقها"ودلالتهما على علاقة تتعدى أصول المهنة مع ليبي. وحاولت ميلر طوال السنة الماضية الاحتفاظ بحق عدم كشف المصدر وعدم البوح باسم الطرف الذي كشف له اسم بلايم، وقضت 3 أشهر في السجن إلى أن بعث إليها سكوتر رسالة خطية يعبّر فيها عن"إعجابه بعملها الصحافي"ويمنحها حق كشف اسمه. وانتقدت المعلقة الليبرالية في"نيويورك تايمز"مورين داود في عمود حمل عنوان"امرأة الدمار الشامل"أخلاق ميلر المهنية ونقلها من دون أي تمييز تأكيدات البيت الأبيض بشأن وجود أسلحة دمار شامل في العراق، كما انتقدت قربها من نائب رئيس الوزراء العراقي أحمد الجلبي.