راقب مناصرو ومنتقدو صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية هذا الاسبوع بتعجب اندلاع ما يشبه حربا اهلية داخل ادارة تحرير الصحيفة بشأن الصحافية المعروفة لديها جوديث ميلر. والنزاع الداخلي الذي ظهر في مقالات الصحيفة الاميركية الكبرى يطال مواضيع حساسة مثل تغطية الصحيفة للحرب في العراق او الرقابة من قبل هيئة التحرير ما ادى الى خلافات عميقة داخل ادارة التحرير. وفي وسط هذه العاصفة الصحافية في نيويورك تايمز جوديث ميلر (57 عاما) التي يعتبرها البعض صحافية مست بمصداقية الصحيفة فيما يرى فيها البعض الآخر بطلة حرية التعبير التي فضلت السجن بدلا من الكشف عن مصادرها. وجوديث ميلر الحائزة جائزة بوليتزر عام 2002، اعتقلت لمدة 85 يوما هذا الصيف لرفضها الكشف عن مصادرها في اطار التحقيق حول تسريبات اتاحت الكشف عن هوية عميلة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «سي آي ايه». ونالت في بادىء الامر دعم رئاسة التحرير خلال فترة اعتقالها لا سيما من قبل صاحب الصحيفة ارثر سولزبرغر جونيور. لكن منذ الافراج عنها الشهر الماضي وجه صحافيون ومسؤولون في هيئة التحريرانتقادات لها علنا واعتبروا انها لم تكن صادقة مع رئاسة التحرير بخصوص مصدرها الذي عادت وكشفته في نهاية المطاف. ووصفها ثلاثة من محرري الصحيفة على الصفحة الاولى بانها «تزرع البلبلة» قائلين ان «بعض زملائها يرفضون العمل معها». واعتبر مدير التحرير بيل كيلر في رسالة بالبريد الالكتروني وجهها الى الموظفين بانه يبدو ان ميلر «خدعت» مسؤول مكتب واشنطن الذي سالها ما اذا كانت تعرف هوية الجاسوس الذي كشفت هويته لاحقا وتبين انها فاليري بليم. وردت الصحافية الغاضبة على ما وصفته بانه «مذكرة سيئة النية وغير دقيقة» بانها لم تخدع احدا. وبين الذين يوجهون اليها الانتقادات ايضا كاتبة المقالات مورين دود التي نشرت نقدا لاذعا بحق زميلتها تحت عنوان «امرأة الدمار الشامل»، حيث شجبت نقص الفطنة لدى الصحافية حين نقلت تاكيدات البيت الابيض حول وجود اسلحة دمار شامل في العراق. وكتبت مورين دود «كان يجب ان تكبح على صعيد التحرير لكنها تركت بدون اي رادع على الاطلاق وذلك اساء للصحيفة ولثقة قرائها». وفي مايو 2004 اعترفت الصحيفة بانها افتقدت للدقة في تغطيتها لفترة ماقبل الحرب على العراق معترفة بانها خدعت من جراء معلومات خاطئة نقلها عراقيون يعيشون في المنفى كانوا يرغبون بشدة في القضاء على نظام صدام حسين. يشار الى ان خمسة الى ستة من المقالات المعنية كانت موقعة او شاركت في توقيعها ميلر.ورغم اعتراف «نيويورك تايمز» بذنبها فان هذه الفضيحة اثرت الى حد كبير على الصحيفة التي كانت تعتبر مرجعا في الولاياتالمتحدة. والاحد ذهب بايرون كالايم الوسيط الذي يمثل قراء الصحيفة الى حد اقتراح ان تغادر جوديث ميلر الصحيفة. وكتب في مقاله يوم الاحد ان «المشاكل في داخل وخارج قاعة التحرير تجعل من الصعب عودتها كمراسلة». ودعا كالايم رؤساء التحرير في الصحيفة الى ضبط ميلر.وكانت الصحيفة شهدت ازمة مماثلة عام 2003 حين فبرك احد صحافييها الشبان جايسون بلير عدة مقالات. وقد اقيل هذا الصحافي من منصبه لكنه تسبب ايضا في رحيل مديري تحرير هما هويل راينس وجيرالد بويد.