اعلنت السلطة الفلسطينية رسمياً امس ارجاء الاجتماع الذي كان من المقرر ان يعقد غداً الثلثاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى ما بعد لقاء القمة الفلسطيني- الاميركي المقرر عقده في البيت الابيض في العشرين من الشهر الجاري، فيما التقى مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد ويلش مع عباس للتحضير لقمة واشنطن التي بدا ان الفلسطينيين يعولون عليها الشيء الكثير. وجدد ويلش دعم بلاده عملية السلمية والتزامها دفعها الى امام. راجع ص 4 الى ذلك، ا ف ب افاد مصدر عسكري اسرائيلي ان اسرائيلياً اصيب بالرصاص في ظروف غامضة في قطاع الحدود الاسرائيلية - المصرية وصل مساء امس الى مركز حدودي اسرائيلي. وهذا الاسرائيلي الذي لم تكشف هويته اصيب في الظهر. وتلقى الاسعافات الاولية في المكان ثم نقل بواسطة مروحية الى مستشفى اسرائيلي، كما اضاف المصدر دون اي توضيحات اخرى. وأوضحت مصادر مصرية ان النار اطلفت في اتجاه اشخاص اجتازوا الحدود بعد الظن بأنهم من المهربين، فأصيب أحدهم وتبين انه اسرائيلي. من جهة اخرى قال نبيل ابو ردينة مستشار عباس ان"القمة تأجلت الى نهاية تشرين الاول اكتوبر او بداية نوفمبر لعدم اكتمال الترتيبات اللازمة"، في اشارة واضحة الى فشل الاجتماعات التحضيرية للقمة والتي عقدها كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات مع دوف فايسغلاس كبير مستشاري شارون في ما يتعلق بالقضايا المهمة والملحة بالنسبة الى الجانب الفلسطيني. وكان عباس ذكر في مؤتمر صحافي عقده في غزة مساء السبت الماضي انه لا يرغب في عقد"قمة علاقات عامة"مع شارون. وقال ويلش للصحافيين بعد لقائه مع عباس ان واشنطن"تدعم الاتصالات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لمواصلة العملية السلمية وصولاً الى تطبيق رؤية الرئيس الاميركي بوش"، مضيفاً انه سيساعد في ايجاد حلول للقضايا الخلافية بين الطرفين. وكشفت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان عباس اشترط عقد اللقاء شارون بالحصول على اجابات اسرائيلية واضحة وموافقة مسبقة على البيان السياسي الختامي للقاء،"خصوصاً في ما يتعلق بالاسرى والانسحاب العسكري الاسرائيلي من المدن الفلسطينية". واضاف المصدر انه عندما جاء الرد الاسرائيلي فضفاضاً وغير محدد، لم يكن هناك مجال سوى ارجاء الموعد لكي لا يسمح لاسرائيل بأن توظف هذا اللقاء لتمويه الحقيقة في نظر الادارة الاميركية وهي ان اسرائيل لا تجري مفاوضات مع الفلسطينييين ولا تنفذ حتى استحقاقات شرم الشيخ التي مضى عليها نحو ثمانية شهور". من جهة اخرى، قال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في ختام زيارة قصيرة الى لندن امس ان مصر تعمل على تحقيق مصالحة بين كل الاطراف الفلسطينية وعدم حدوث مواجهة مسلحة بينها. واضاف انه يتوقع عقد اجتماع آخر للفصائل الفلسطينية في مصر في نهاية شهر رمضان او بعده مباشرة. وقال ابو الغيط ان مصر تعمل ايضاً على تعزيز القدرة الأمنية للسلطة الفلسطينية وتوفير التدريب اللازم لقوات الأمن والمعدات غير الفتاكة لها. وناقش ابو الغيط مع نظيره البريطاني جاك سترو قبل ذلك الوضع الفلسطيني بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة واهمية ان يكون خطوة على طريق تنفيذ"خريطة الطريق"والاوضاع في سورية ولبنان والعراق والازمة النووية الايرانية.