أكدت مصادر الأممالمتحدة ان قاضي التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق ديتليف ميليس، سيزور دمشق يوم الاثنين وانه أبلغ الحكومة السورية بذلك. واعتبرت المصادر ان توقيت الزيارة يوم الاثنين بدلاً من السبت"ليس قصة كبيرة"عازية تحديد يوم الاثنين"لاسباب عملية". وفيما استمعت اللجنة الدولية امس في بيروت الى كل من المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد والمدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج للمرة الثالثة منذ توقيفهما كمشتبه فيهما، ازدادت النصائح للرئيس اللبناني اميل لحود بعدم السفر الى نيويورك، خصوصاً من البطريرك الماروني نصرالله صفير. راجع ص7 وكان ديتليف أبلغ الذين اجتمع بهم في نيويورك انه سيتوجه الى بيروت قبيل ذهابه الى دمشق يوم السبت. وقالت السفيرة الاميركية نائبة المندوب الدائم آن باترسون الى"الحياة"بعد اجتماعها مع ميليس أول من أمس"ان سورية واقعة في ورطة بكل تأكيد، لأنهم السوريين لم يتعاونوا مع ميليس حتى الآن. فهم تجاهلوا تحقيقات ميليس وجميع الذين اعتقلوا في لبنان لهم علاقات وثيقة مع سورية. انني متأكدة ان سورية في ورطة، انما من السابق لأوانه التحدث عن العقوبات". واشارت باترسون الى ان سورية تحت العقوبات الأميركية، متعمدة عدم نفي وجود أفكار تصب في خانة عقوبات يفرضها مجلس الأمن في حال عدم تعاون سورية مع ميليس في التحقيق وفي محاسبة الذين قد يشتبه بهم، لكنها أكدت ان موضوع العقوبات ليس مطروحاً في مجلس الأمن الآن. وشددت على"ان على السوريين ان يتعاونوا مع ميليس كلياً، ونأمل بأن يتعاونوا بصورة كاملة وتلبية كل مطالبه بما في ذلك إذا شملت اجراء مقابلات مع الرئيس أو أي من أقاربه". وتابعت باترسون:"انما يمكن استجواب أفراد من دون ان يقولوا شيئاً وعليه ان اجراء المقابلات بحد ذاته ليس مقياس النجاح، ما قد يكون مؤشراً على التعاون هو صراحة الاستجوابات". الى ذلك، نفى مساعد تيري رود - لارسن المكلف مراقبة تنفيذ القرار 1559 ان يكون نقل الى موسكو اعتزام الولاياتالمتحدة طرح مشروع فرض عقوبات على سورية. وقال المساعد:"لم نحمل أي رسالة ونحن لا نستخدم لغة التهديد في ديبلوماسيتنا". من جهة اخرى اضطرت البعثة الاميركية لدى الأممالمتحدة الى سحب دعوى ذهبت"خطأ"الى رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود لحضور حفلة استقبال يقيمه الرئيس الاميركي جورج بوش على شرف رؤساء الوفود المشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقالت المصادر ان مكتب لحود اتصل بالبروتوكول في البعثة الاميركية طالباً دعوة للرئيس وليس فقط لرئيس الوزراء. ورئيسة التشريفات افترضت ان لا مشكلة في تلبية الطلب، وعند اكتشاف"الخطأ"سحبت الدعوى في ما يسمى"حادثاً ديبلوماسياً". وفي باريس ا ف ب، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي، في حيث الى"اذاعة الشرق"في باريس اثر زيارة قام بها للمنطقة ان"القيود على حركة البضائع بين لبنان وسورية غير مقبولة، فهذا يضر بالاقتصادين اللبناني والسوري في الوقت نفسه". واضاف:"اذكر بان فرنسا مستنفرة ليستعيد لبنان سيادته، ليس لنا اي اهداف عدوانية حيال سورية ونعتقد فقط ان السيادة الوطنية لبلد ينبغي احترامها". وعن التحقيقات في اغتيال الحريري، اكد دوست - بلازي ان القاضي ميليس يتمتع"بثقة فرنسا الكاملة". وفي بيروت استمعت لجنة التحقيق الدولية أمس الى كل من المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد والمدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج للمرة الثالثة منذ توقيفهما كمشتبه فيهما، مع المدير السابق لمخابرات الجيش العميد ريمون عازار وقائد الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان. وذكر بعض المعلومات انه تخلل استجواب السيد والحاج في حضور محامي كل منهما، مقابلتهما مع شهود. في هذا الوقت اشتدت المطالبة السياسية لرئيس الجمهورية اميل لحود بإلغاء رحلته الى الاممالمتحدة المقررة بعد غد الاثنين للمشاركة في القمة العالمية المنعقدة في نيويورك على هامش الجمعية العمومية للمنظمة الدولية. وعلمت"الحياة"ان البطريرك الماروني نصرالله صفير بعث الى لحود برسائل عدة تنصحه بعدم السفر، حفاظاً على سمعة مقام الرئاسة الأولى الذي سيتأثر نتيجة غياب أي لقاءات او استقبالات للرئيس لحود في خلال الرحلة. وقالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع ل"الحياة"ان شخصيات عدة زارت صفير امس، بينها قريبون الى لحود ناقشت معه الجدوى من سفر الاخير الى نيويورك في ظل غياب أي تأييد محلي له او مساندة لبنانية لموقفه، وغياب برنامج لقاءات مقبول مع رؤساء الوفود هناك. ودعا هؤلاء صفير الى التدخل لدى لحود كي يعود عن إصراره على القيام بالزيارة باعتبار ان ظروف الزيارة قد تمس ليس شخصه بل مقام الرئاسة. ووافقهم البطريرك الماروني على ضرورة التأجيل، الا انه فضّل عدم إجراء اتصال مباشر بالرئيس لحود، مكتفياً بالطلب الى بعض السياسيين ان ينقلوا إليه النصيحة بالعودة عن إصراره. وعلمت"الحياة"ان السفير الأميركي في بيروت جيفري فيلتمان الذي زار صفير أمس أيضاً عرض له الظروف المحيطة بزيارة لحود والموقف السلبي منه، من دون ان ينصح بتأجيل الزيارة، إلا ان صفير بادره بالقول انه طلب من كل من زاره أمس ان ينقل اليه نصيحته بأن يعدل عن السفر. وكان صفير تلقى رسالة من لحود نقلها اليه أحد المقربين من الأخير. وكان العماد عون الذي زار صفير مساء أول من أمس قال انه لو كان في موقع لحود لكان بقي في لبنان لمتابعة التطورات الداخلية.