فيما تضاربت المعلومات حول موعد عودة المحقق الدولي ديتليف ميليس إلى بيروت، وترددت معلومات أنه قد عدل عن بيروت وقرر أن يتوجه إلى لارنكا في قبرص، التي سبقه إليها طاقم المحققين الدوليين بكامله العامل ضمن اللجنة الدولية التي تحقق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. سجل ليل أمس الأول حدث سياسي مهم ممثل باللقاء الذي عقده رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري مع البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير في روما، والمواقف السياسية التي أعلنت بعده. اللقاء تم إلى مائدة إفطار أقامها البطريرك صفير في مقر إقامته في المدرسة المارونية في روما، وحضرها إلى جانب النائب الحريري النائب السابق سليم دياب والمطرانان حنا علوان ويوسف بشارة ومستشار الحريري الدكتور داوود الصايغ. وسبق اللقاء خلوة بين الرجلين استمرت 45 دقيقة. وأوضح النائب الحريري بعد الخلوة أنه أطلع البطريرك صفير على نتائج الزيارات التي قام بها إلى كل من نيويورك وفرنسا والمملكة العربية السعودية، وما جرى خلالها من مشاورات واجتماعات، وأنا متفائل وكذلك البطريرك، لأن لدى لبنان اليوم فرصة ذهبية إن شاء الله وعلينا أن نستثمرها. ورداً عن سؤال، قال: «إذا كان تقرير القاضي ميليس فارغاً فعلاً فلماذا كل هذا التهجم عليه؟ ولماذا الكلام الكثير عن أن التقرير فارغ؟ التقرير سيصدر بعد بضعة أيام، وأنا كما قلت وكذلك تيار المستقبل ننتظر هذا التقرير وسنتقبل نتائجه مهما كانت. ولاحظ الحريري أن هناك من يحاول اليوم أن يضع لبنان في أجواء الخوف، في انتظار التقرير الذي يقولون إنه فارغ، وأنه بنتيجته سيحدث ماذا؟ هل سيكون هناك خراب في البلد؟ هناك نتجية لهذا التقرير وهذه النتيجة أن الذين اغتالوا رفيق الحريري سيدفعون الثمن. وهذا كل ما نقوله باستمرار. من اغتال رفيق الحريري يجب أن يدفع الثمن، ويجب أن ينال أشد العقوبات لعدم تكرار مثل هذه الجرائم الإرهابية لأنه إذا مرت جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري من دون عقاب ولم نعرف من قتله فسيكون أي واحد منا كلبنانيين وسياسيين معرضاً لجريمة مماثلة. وأعرب عن اعتقاده بأن تقرير ميليس يجب أن يصدر لكي يرتاح اللبنانيون وترتاح الدول العربية نتيجته. هذا التقرير الذي ينتظره ليس الشعب اللبناني فقط وإنما الدول العربية وأيضاً كل دول العالم، لأن رفيق الحريري هو رجل عربي من الطراز الأول دافع عن العروبة في جميع المحافل، وكل العالم يريد أن يعرف من قتله». من جهته رفض البطريرك صفير الإجابة عن أسئلة الصحافيين مكتفياً بالقول: «أنا أؤيد كل ما قاله النائب الحريري، وغادر الحريري روما فور انتهاء لقائه صفير، عائداً إلى المملكة العربية السعودية. في غضون ذلك، واصلت الصحف السورية الرسمية حملتها على شخصيات لبنانية، بالإضافة إلى رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس. وقالت صحيفة «تشرين» إن رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري، لم يرد على ثلاثة اتصالات هاتفية من رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السينورة يوم الاثنين وأضافت أن ما جرى يمثل أكثر من عتب أو غضب على تنصل السنيورة من تصريحاته وآرائه التي عبَّر عنها أثناء زيارته إلى دمشق. وأشارت الصحيفة إلى أنه يسود في سورية شعور عام مضمونه الشك في قدرة السنيورة على ترجمة آرائه إلى مواقف ثم إلى ممارسات وسياسات حتى ولو أراد ذلك وقد تراجع السنيورة في أول مواجهة وأخذ يعبِّر عن آراء غريبة أثناء وجوده في الولاياتالمتحدة، ثم ممارساته التي تشير إلى اهتمامه بتسييس التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري وتمسكه بالخط «السعدي» الذي لا يرضى عنه المرحوم رفيق الحريري لو كان حياً. وفي صحيفة «الثورة» كتب فايز الصايغ أنه آن الأوان لأن يدرك آل الحريري وماكينتهم الإعلامية أبعاد جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كما آن الأوان لإغلاق الأفواه المشرعة عنلى الاتهام والشروع في مساءلتها ومحاكمتها ولو في محاكم الشعب وفي ساحة الشهيد تحديداً. أما صحيفة «البعث» فقالت إن سعد الحريري بدأ تحركاً في سياق مسعى تصعيدي لاستباق أي نتائج قد يتضمنها تقرير ميليس، بعد أن سقط «الشاهد الملك» واتضح أنه بيرق مغرر به من قبل سياسيين لبنانيين عتاة يتقنون تلفيق الأكاذيب والتلون ساعة بعد ساعة. أما بالنسبة إلى عودة القاضي ميليس إلى بيروت فإن المتحدث باسم الأممالمتحدة في بيروت نجيب خريجي لم ينف أو يؤكد عودة ميليس إلى بيروت أو توجهه إلى لارنكا في قبرص التي سبقه إليها ليل أمس الأول طاقم المحققين الدوليين بكامله، العامل ضمن اللجنة الدولية الذي سيعمل معهم على إنجاز التقرير النهائي. وذكرت معلومات أن موظفي الأممالمتحدة في بيروت أخذوا أقصى درجات الحيطة الأمنية بناء على تعليمات من نيويورك ومغادرة العديد منهم لبنان إلى أوروبا. وأرسل ميليس كتاباً إلى وزارة الاتصالات أثنى فيه على المساهمة التي قدمها فريق عمل الوزارة في تزويد اللجنة الدولية بالمعلومات التي طلبتها. وأبدى إعجابه بمستوى التعاون الذي أبداه فريق عمل الوزارة مع محققي اللجنة. على صعيد آخر، تبلغ رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ووزارة الخارجية أن مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش سيزور بيروت في إطار جولته الراهنة على بعض دول المنطقة. وسيصل ولش إلى بيروت صباح اليوم، حيث سيجري أولاً محادثات مع وزير الخارجية فوزي صلوخ، ثم مع الرئيس السنيورة، من دون أن يلتقي أي مسؤول لبناني آخر، بما في ذلك الرئيس اللبناني أميل لحود. وأدرجت زيارة ولش في إطار البحث في التحضيرات لمؤتمر الدول المانحة في بيروت قبل نهاية السنة، وكذلك لاطلاع المسؤولين اللبنانيين على موقف الإدارة الأميركية من بعض التطورات الحاصلة في لبنان.