قالت مصادر قريبة من البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير ان السبب الرئيسي لتأجيله زيارته الى الولاياتالمتحدة الاميركية هو انه يقف ضد الحرب على العراق التي تندفع الادارة الاميركية نحوها بكل قوة. وذكرت المصادر نفسها ان زيارة صفير التي كانت مقررة مطلع الشهر المقبل، كانت رعوية في الدرجة الاولى لتفقد الجالية المارونية في الولاياتالمتحدة، وتلبية لدعوة من الكنيسة الكاثوليكية في اميركا الشمالية التي يحرص صفير على ابقاء العلاقة الوثيقة معها، كانت ستتم في اجواء غير ملائمة، خصوصاً ان الحدث الابرز فيها كان القاؤه محاضرة تتناول اوضاع المنطقة. اضافت المصادر: "في محاضرته التي كان يفترض ان يلقيها وفي عظاته حيث سيحل، كان صفير سيأخذ موقفاً ضد الحرب. وهذا موقف يعلن عنه في لبنان في كل مناسبة. لكن في زيارة كهذه، لا بد من ان يخضع صفير لأسئلة من الحاضرين تتناول اوضاع المنطقة ولبنان، قد تشمل قيام البعض من الموارنة اللبنانيين - الاميركيين الناشطين مع بعض الادارة الاميركية الحالية والذين لهم مواقف ضد سورية ومنحازة الى صقور الادارة، ما يفتح الباب على سجالات بينه وبينهم، وربما على تفسيرات خاطئة لمواقف قد يتخذها، تنعكس سلباً في بيروت، خصوصاً انه يحرص على اعطاء الاولوية للتضامن اللبناني الداخلي والتضامن اللبناني - السوري والعربي، الذي تتطلبه المرحلة الراهنة". وأكدت المصادر ان صفير اراد تجنب اي استغلال للزيارة من جانب اي كان سواء في اميركا او في بيروت بطريقة تعاكس مواقفه الحالية. يذكر ان صفير اتخذ قراره بتأجيل الزيارة منتصف الاسبوع الفائت بعد ان درس ظروفها، خصوصاً انه تلقى نصائح من قيادات عدة في هذا الصدد ابرزها رئىس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط نقلها اليه السفير السابق سيمون كرم والنائب غطاس خوري والرئىس السابق حسين الحسيني. يذكر ان شخصيات عدة كانت تلقت دعوات لزيارة اميركا، عادت فاعتذرت عن تلبيتها بسبب الموقف الاميركي من الأزمة العراقية ابرزها وزير المهجرين مروان حمادة، النائبان ايلي سكاف ومصباح الأحدب. الى ذلك قال صفير في عظة الاحد امس: "ان الفوارق الشاسعة بين البلدان المتقدمة والبلدان المتخلفة، بين الاغنياء والفقراء، بين المتخمين والجياع هي ما يتسبب بالفواجع والحروب". وأضاف: "لهذا تحدث البابا يوحنا الثالث والعشرون عن هذه الفوارق ونصح بإقامة تعاون مثمر بين هذه البلدان فلا تهدر الثروات في سبيل الاستباق الى التسلح، ولا يخصص منها إلا النذر القليل لمساعدة ما يقارب ثلث البشر الذين يفتقرون الى من يساعدهم على رفع مستواهم المعيشي من ماء وغذاء ودواء". وقال: "اننا نصلي ونسأل كل المؤمنين بالله ان يصلوا معنا لتجنيب منطقتنا والعالم ويلات الحرب ولاقامة سلام عادل وشامل طويل الأمد". نفى وزير الاعلام غازي العريضي "وجود قطيعة بين رئيس الجمهورية اميل لحود والبطريرك الماروني نصرالله صفير". وقال: "ان لديه تفاصيل عن رسائل من البطريرك صفير توحي ان لا قطيعة بينهما"، ولاحظ "وجود رغبة في التعاون بين الرئيس لحود ورئيس الحكومة رفيق الحريري لتجاوز ما جرى وتحصين الجوّ الداخلي". وأضاف: "لمست من الرئيسين الرغبة الكاملة في التعاون تقديراً للظروف الاقليمية والضغوط التي تمارس، ولما هو مقبل علينا في الداخل وبالتالي ضرورة تحصين الجوّ الداخلي، اضافة الى استعراض مجمل القضايا الخلافية التي حصلت". وإذ أشار الى ان الملف الخلوي سيبحث اليوم في اجتماع يترأسه الرئيس الحريري، أكد "ان البحث سيؤدي الى صيغة تفاهم وان الأمور ستأخذ مجراها الطبيعي".